الأربعاء, سبتمبر 24, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةالتضامن مع الدكتور رياك مشار الإنسان

التضامن مع الدكتور رياك مشار الإنسان

التضامن مع الدكتور رياك مشار الإنسان

بقلم / الصادق علي حسن

ليست هذه الكتابة للإعلان عن تضامني الشخصي مع الدكتور رياك مشار في مواجهة التهم المنسوبة إليه .فانا لا أعلم عن هذه التهم شيئا . ولكن أكتب واتحدث عن شرائط المحاكمة العلنية العادلة التي تكتسب المصداقية ، والتي تمثل جوهر المبادئ الأساسية ،وتقوم عليهما العدالة والإنصاف في الدولة . لقد قرأت عدة مقالات في الوسائط لذوي الشأن من أصحاب الأقلام المعتبرة بدولة جنوب السودان. ومما قرأت ، إذا تطابق المكتوب مع الوقائع التي لازمت محاكمة د. رياك مشار ، فتشير هذه الوقائع بأن إجراءات محاكمة د. رياك مشار شابتها شوائب كثيرة ، مست سلامتها وقد تصيب العدالة المرجوة في دولة جنوب السودان في مقتل .
عرفت الدكتور رياك مشار في عام ١٩٩٧م ونشأت لي معه علاقة صداقة منذ ذلك التاريخ .
وكان سبب المعرفة مذكرة قدمت بواسطة (محامو دارفور) لرئاسة الجمهورية عن وقائع احداث تباريك بولاية غرب دارفور وقضايا أخرى ،ورفض البشير وقتذاك استلامها . دعانا د مشار مع زملائي في يوم جمعة بمنزله بشارع الجامعة لموضوع المذكرة المذكورة، وصادفنا معه بمقر سكنه وجود القائد تعبان دينق والي ولاية الوحدة والقائد اليجا هون قائد قوات جنوب السودان . وطلب منا السماح له للحديث مع البشير بشأن المذكرة المذكورة ، والمطالب المشروعة الواردة فيها، وقد كان . لم التق د .رياك مشار منذ سنوات عديدة. آخر مرة التقيته حينما أتى في زيارة رسمية إلى الخرطوم عقب الإنفصال، وقد حرص على دعوتي مع الأستاذ محمد عبد الله الدومة لغرض السلام وتناول كوب الشاي معه ، كما وآخر مرة تحدثت معه قبل توقيفه بحوالي شهر، فقد كان لدي أحد الزملاء المحامين والذي خرج من السودان لاجئا وكان يرغب في الذهاب إلى دولة جنوب السودان ، فارسلت له رسالة مقتضبة بأحواله، وفي فترة قصيرة اثناء حضوري لإحدى المنتديات ، فوجئت بمكالمة، واضطريت للرد للاعتذار، وكان من يتحدث أحد الإخوة من دولة جنوب السودان، ليقول لي السيد النائب الأول في انتظارك للحديث معك بشأن زميلك الذي يحتاج إلى تذليل أمره .
الدكتور رياك مشار شخصية مهذبة ،جمع بين صفات الأكاديمي والأستاذ الجامعي في الهدوء والوقار والاحترام والصفات الإنسانية .

د. رياك مشار الإنسان .

منذ عدة سنوات كنت مع الأستاذ محمد عبد الله الدومة في زيارة لجنوب السودان . دعانا د.رياك مشار لعشاء بمقر مسكنه وكان هنالك طفلان معنا في مائدة العشاء ، ظل حريصا على اطعامها بيده ،كما يفعل الأب مع طفله الصغير . الطفلان ملامحهما لا تشابهان د مشار بل كانا في ملامحهما ملامح أبناء البدو الرحل . سألته هل هذان الطفلان أبناءك، فرد بهدوء نعم . وكان معانا في مائدة العشاء سكرتيره انشيتو الذي قال نعم ولكن بالتبني . وأن الطفلان من أبناء الفلاتة الرحل الذين قتل ذويهم في أحداث اشتباكات مع رعاة رحل بالجنوب، وقام بتبنيهما ،ثم قص علينا انه بعد فترة سمع بعض منسوبي المؤتمر الوطني بقصة الطفلين ،وتبني د رياك لهما ،فأرسلوا إلى نظارة الفلاتة بتلس وحضر منهم إثنان إلى جوبا لأخذ الطفلين بحجة الخوف عليهما من التنصير والنشاة المسيحية وكان رد النائب الأول بعدم الممانعة شريطة الالتزام كتابة بتعليمهما، وكانا قد تم الحاقهما برياض حديثة للأطفال، فعادا ادراجهما.
إن محاكمة د رياك مشار هكذا قد ثثير التساؤلات والاستفاهمات، عن لماذا ظلت الجنوب في صراعات منذ انفصاله عن الشمال ، ولماذا لم تتجاوز دولة الجنوب دائرة الخصومات السياسية، ولم تشهد مشروعات ضخمة للتنمية والتطوير وهي تمتلك الموارد والعقول .
ستسلط محاكمة د رياك مشار الضوء على مدى سلامة الممارسة العدلية في دولة جنوب السودان ، ومدى التأثير السياسي على القضاء المستقل .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات