الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةالجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب علمتني الحرب!!

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب علمتني الحرب!!

الجميل الفاضل يكتب :عين علي الحرب علمتني الحرب!!

قال شاعر حكيم: “سأَصير يوماً ما أُريدً،
سأصير يوماً طائراً،
وأَسُلُّ من عَدَمي وجودي
كُلَّما اُحتَرقَ الجناحان ِ اُقتربتُ من الحقيقِة،
وانبعثتُ من الرمادِ.
فمن الحقائق الكبري، التي قربتني لها صفعة هذه الحرب، حقيقة عميقة تتصل بقوله سبحانه وتعالى: “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله، يصيب به من يشاء من عباده، وهو الغفور الرحيم”.
وعبرة وردت في عبارة قرآنية أخري تقول: “مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها، وما يمسك فلا مرسل له من بعده، وهو العزيز الحكيم”.
ثم زيادة يقين بأن كل شاردة أو واردة، صغرت أو كبرت، هي لا محالة تصدر عن كتاب جامع محيط، واحد مبين، كتاب لا يحيط الناس بشيء من علمه هذا، إلا بما شاء “علام الغيوب” الذي قال هو: “وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو، ويعلم مافي البر والبحر، وما تسقط من من ورقة الا يعلمها، ولاحبة في ظلمات الارض، ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين”.
كتاب مبين يرسم الأقدار علي الأرض، فالأقَدَّارُ بطبيعة حالها لا تصنعها صُدف، بل هي في الحقيقة أصدق تُرجمان لأقضية مكتوبة وموقوتة، تظلُ عالقة بلوح الأزل لا تتقدم أجلها الموقوت، ولا تتأخر عن ميقاتها المضروب.
لا يحول بينها والتنزُّل الي حيِّز الفعل، وعلى أرض الواقع، سوي حجاب واحد، هو “حجاب الوقت”، إذ لكل أجل في النهاية كتاب.
أنظر كيف قال تعالى: “مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”.
المهم فقد علمتني هذه الحرب أن تحت كل ظاهر باطن، وفوق كل باطن ظاهر، وأنه لا ينبغي أن يخدعني ظاهر أمر عن فحوي باطنه، والا يشغلني باطن أمر عن معطي ظاهره.
وأنه عسي أن أكره شيئا وفق معطياته الظاهره، لأجد في مستبطنه خير كثير، كما وانه عسي أن أحب ظاهر أمر، لأكتشف من بعد، أن في باطنه شر مستطير.
فأحذروا أيها الفرحون من أهل السودان.. بما هو آت، وأستفيقوا أيها الآسون علي ما قد فات.
فلا الرحلة ابتدأت، ولا الدرب انتهي.
علي أية حال أتصور في النهاية أن هذه الحرب ستضع أوزارها هكذا بلا حيثيات ودون مقدمات، وعلي نحو مفاجيء ربما يربك الجميع.
بل وفي ظني كعبد من عباد الله لا أكثر ولا أقل، أقول: أن نهاية العام الحالي، ستكون هي نهاية “السبع العجاف”، التي إبتلي بها السودان وأهله، من العام(2017، الي 2024).
وأن العام المقبل ،(2025)، ربما يكون هو العام الذي فيه يغاث الناس، وفيه يعصرون، العام الذي سيأتي بعد، السبع المنصرمات العجاف، إستبشارا بقوله سبحانه وتعالى: “ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ”.
وبالطبع ليس ذلك من باب الأمل في ربي القادر علي كل شيء، ومن باب التفاؤل بالخير عموما، علي الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات