الأحد, مارس 9, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب عين علي الحقيقة زلزال نيروبي وخروج الأفاعي

الجميل الفاضل يكتب عين علي الحقيقة زلزال نيروبي وخروج الأفاعي

الجميل الفاضل يكتب عين علي الحقيقة زلزال نيروبي وخروج الأفاعي

 يبدو أن بقايا الماضي في الداخل، وخصوم هذا التقدم في الخارج، يحاربون الآن بلا هوادة آخر معاركهم، لكي لا يصل التغيير المرتقب الي غاياته، المتمثلة في بناء سودان جديد، يقارب أحلام الناس في غد زاهر، وفي البلوغ بالبلاد الي مستقبل مشرق واعد.
فالثورات أيا كانت، كما يقول محمد حسنين هيكل هي: أشبه ما تكون بعملية انفجار هائلة، تجيء بعد أن يكون شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، قد تحملوا بأكثر مما تحتمله طاقتهم، إقتصاديا، وسياسيا، وفكريا، وهم في عملية هذا الإنفجار يحطمون ليس قيودهم وسلاسلهم فقط، ولكن كل الحدود والسدود، ثم يحاولون وضع أساس مختلف لمجتمع جديد سيد وحر.
ويتساءل هيكل: لكن “من” الذي يضع الأساس الجديد؟ ومتى؟ و”كيف”؟.
ليقر الكاتب العربي الكبير، بانها أسئلة عويصة، ظلت على طوال التاريخ.. برغم كل ما قيل ويقال عن قوانين الثورة بغير جواب.
ويلخص هيكل عقبات مرحلة ما بعد مثل هذه الثورة بقوله: ان الإنتقال من ” حدث الثورة ” أي ” الانفجار “، إلى ” الفعل ” أي ” البناء “، يعتبر في العادة فترة شديدة الخطر، لأن أحوال الأمم فيها تكون مزدحمة بالهواجس، مكشوفة للمطامع، معرضة ومكشوفة، للتدخلات والإعتراضات، تصد أو تعرقل مثل هذا الانتقال إذا استطاعت.
وبطبيعة حال مثل هذه التطورات فإنها تخرج الي حيز الوجود من أضيق نطاق.. كما تخرج من فوهة البركان صغيرة الحجم، أضخم الحمم، وأشدها نارا، بل وأبعدها أثرا.
فما حدث بنيروبي قد جعل من السودان الآن، بؤرة ومركزا لزلزال هائل، لا تحده حدود، طال بآثاره وإرتدادته، عروشا وأنظمة ما كان يظن أن شعوبها من عرب وعجم ستمضي ارادتها الحرة يوما، أو أن غيرها قد أضحي في وارد أن يثور هو مجددا اليوم أو غدا ضد أوضاع ظالمة.
فسدنة هنا للماضي والقديم، ربما تحسسوا كالأفاعي مقدم زلزال عميم، لا يبقي ولا يذر هذه المرة.
اذ من بين جميع الكائنات الموجودة على الأرض، يقول باحثون: أن الثعابين هي الأكثر حساسية للزلازل علي الإطلاق.
وتقول نتائج أبحاث أجريت في مناطق الزلازل: عندما يكون زلزالا ما على وشك الوقوع، فإن الثعابين ستخرج من حجورها، ولو في زمهرير الشتاء، وبرده القارس.
وللحقيقة فإن وقوع هذا النوع من الزلازل من شأنه أن يصنع صدوعا، وأخاديد، وتشققات تكاد تميد بكثير من الأقدام، لتؤدي من ثم لنضوب ينابيع، ولتفجر ينابيع أخري، ولبروز مرتفعات في ناحية، ولحدوث منخفضات في ناحية أخري مقابلة، بل ربما تقود مثل هذه الزلازل لتدافع أمواج عالية تقفز من تحت سطح البحر، الي أعلي سطح الأرض، في هيئة طوفان أو “تسونامي” جارف.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات