العقوبات الأمريكية تقرع أبواب الخرطوم: لا مفرّ من الانهيار أو الامتثال.. يونيو يوم الحساب
التفاوض أو العزلة الكاملة.. خيارات محدودة تضع البرهان تحت المقصلة الدولية البيت الأبيض يلوح بـ (قيصر سوداني) بضغوط غير مسبوقة
متابعات :خاص الراكوبة
في تطور خطير ينذر بتداعيات كبرى على مستقبل السودان، كشف مصدر دبلوماسي رفيع في الإدارة الأمريكية بوزارة الخارجية السودانية، في تصريحات خاصة تتمحور حول قراءة مآلات التدابير التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الامريكية لقرار فرض عقوبات على الحكومة السودانية، عن توجه حاسم داخل البيت الأبيض لفرض عقوبات غير مسبوقة على الحكومة السودانية، المصدر أكد أن قرار العقوبات بات وشيكًا، وأن الإدارة الأمريكية لا ترى خياراً أمام السلطات في الخرطوم سوى الإمتثال الكامل أو مواجهة الانهيار والعزلة التامة. وبحسب التصريحات، فإن شهر يونيو سيكون “يوم الحساب” بالنسبة للحكومة السودانية، حيث تدخل حزمة العقوبات الجديدة حيز التنفيذ، مستهدفة ليس فقط الأفراد، بل بنية الدولة الاقتصادية والمالية بالكامل، فيما وصفه المصدر بأنه “مقصلة دولية” تقترب من رأس النظام الحالي بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان. البيت الأبيض، وفق ذات المصدر، يلوّح بخيارات أكثر صرامة، بما في ذلك تطبيق نسخة سودانية من “قانون قيصر”، ما يعني تصعيداً نوعياً في الضغوط الأمريكية على النظام العسكري في الخرطوم، في ظل قناعة متزايدة لدى واشنطن بأن الحكومة القائمة تمثل التفافًا على مسار الانتقال المدني. إما التفاوض ووقف النار، أو مواجهة عزلة “خانقة”، بهذه العبارات لخص المسؤول الدبلوماسي عن الموقف. رسالة.. القادم أسوأ أوضح المصدر ان القرار المرتقب يعتبر أول اجراء معلن وواضح من إدارة الرئيس ترامب تجاه السودان ويحمل رسالة لا لبس فيها من أن القادم أسوأ (ولن تكون هناك جزرة لتقدم للحكومة السودانية) لإحالة هامش للمناورة الي الدرجة الصفرية. سيكون للقرار أثار مدمرة على مستقبل السودان (الدولة الهشة والخارجة من الصراع) لما سيسببه من إعاقة لا جهود اعادة الاعمار. العقوبات الجديدة تتضمن انتقال من عقوبات محددة على أشخاص يعرقلون جهود إيقاف الحرب ويعيقون جهود التحول المدني الي عقوبات تصيب عضد الدولة. أقصى درجة من الضغط وواصل المصدر الدبلوماسي السوداني قراءته: أبرز ما ستفرزه العقوبات المرتقب فرضها على حكومة السودان أنه لن يكون من السهل رفعها في زمن وجيز (إلا في حالة الاستجابة الكاملة والامتثال للشروط التي ستفرض على الحكومة السودانية) وقد يمثل الاجراء الأمريكي أقصى قدر من الضغط على النظام العسكري في السودان من أجل التنفيذ الكامل للعملية السياسية. فرض عقوبات على حكومة السودان سيعزز من الوضع المنهك الذي تعيش فيه البلاد الأن وسيفضي الي عزلة جديدة للسودان في المحيطين الإقليمي والدولي وسيؤرخ لعودة جديدة للبلاد الي دائرة الضغوط الأمريكية القصوى (بعد رفع العقوبات في عهد الانتقال المدني). بعد دخول القرار حيز التنفيذ في 6 يونيو المقبل سيتمحور حول نقطتين أساسيتين: 1-فرض قيود على الصادرات الأمريكية إلى السودان. 2- الوصول إلى خطوط الائتمان الحكومية الأمريكية. وسيمتد القرار الي التعاملات المالية والاقتصادية للدولة وخاصة مؤسسات بريتون وودز (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) والعديد من الصناديق الائتمانية وسيضع عراقيل أمام التعاون الثنائي للدول المرتبط بالمعاملات المالية مع السودان. وأضاف: القرار سيضع (حكومة الالتفاف) التي يحاول البرهان والإسلاميين تسويقها على أنها حكومة تكنوقراط ولا علاقة لها بالإسلاميين أمام خيار واحد فقط (هو التفاوض ووقف إطلاق النار غير المشروط واستئناف مرحلة الانتقال والتحول المدني دون أي تلكؤ). لا يستبعد انتقال الإدارة الأمريكية لفرض (قانون قيصر) الذي سمي على اسم المصور السوري المصور العسكري المنشق المساعد أول (فريد المذهان)، الذي يعتبر طريقة قوية لتعزيز المساءلة عن الفظائع التي يرتكبها النظام.