الخميس, ديسمبر 26, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةالعودة للسلاح بعد فشل جنيف والقاهرة

العودة للسلاح بعد فشل جنيف والقاهرة

العودة للسلاح بعد فشل جنيف والقاهرة

ذوالنون سليمان  

العودة للسلاح. هدد قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، باتخاذ خطوات تصعيدية لمنع الجيش من التحكم في مصير السودانيين في ظل تعثر التفاوض بمنبر جنيف، متهما قادة الجيش بافتقارهم لإرادة التفاوض والالتزام الحقيقي بها، داعيا المجتمع الدولي لإتخاذ موقف حاسم إزاء ” إستهتار ” قادة الجيش، معلنا التزامه بمبدأ التفاوض وقدرته على إتخاذ خيارات كثيرة متي ما أصبح ذلك ضروريا.

  تصريح قائد قوات الدعم السريع يتزامن مع  فشل اللقاء التشاوري الثاني في العاصمة المصرية القاهرة مع مسؤولين أمريكيين حول أجندة مختلف حولها ساهمت في إهدار فرصة دولية وإقليمية لصناعة السلام في السودان, حيث تري بورسودان أن الإجتماع يختص بمناقشة رؤية الحكومة حول تنفيذ إتفاقية جدة, بينما يري الامريكان أن اللقاء من أجل التشاور حول كيفية مشاركة وفد الجيش في منبر جنيف وفق مبادرتها لوقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني.

التصريح الغاضب لقائد قوات الدعم السريع يأتي بعد مقاطعة الجيش للمبادرة الامريكية لوقف إطلاق النار في جنيف، وعدم لجوء المجتمع الدولي لإجراءات أحادية تدفع بورتسودان لطاولة التفاوض والالتزام بالحل السياسي, مع مخاوف تتعلق باعتماد شرعية البرهان التمثيلية, يدرك قائد الدعم السريع تعويل الجيش على الزمن من خلال إطالة الحرب المنهكة والمستنفذة لمقدرات الدعم السريع ,والاستفادة من منبار السلام المتعددة في تقييد حركة قوات حميدتي العسكرية, وفي ذات الوقت مواصلة الاعداد العسكري والسياسي والدبلوماسي وإعادة تنظيم قواته, ويتضح ذلك من خلال نجاح بورتسودان في تشكيل جبهتها الداخلية وعسكرة المجتمع على أساس اجتماعي, مع فتح قنوات دعم دبلوماسية وعسكرية مع إيران والجزائر وروسيا, وتقوية تحالفاتها مع المجاهدين والحركات المسلحة, خلافا للدعم السريع, الذي تتآكل جبهته الداخلية الاجتماعية نتيجة لتطاول أمد الحرب وفعالية المخططات الأمنية المستهدفة حواضنه, وضعف قوته الصلبة بانتشار عناصرها في مساحات قتالية كبيرة, إلي جانب ضعف الأداء السياسي لحلفائه المدنيين وعدم توفير الغطاء السياسي الوطني لحربه ضد النظام القديم ودولته العميقة.

تعاطي الجيش وشركائه في بورتسودان مع لقاء القاهرة يشير لتجاهلهم التام لمنبر جنيف، ورغبتهم في إحياء اتفاقية جدة لوقف إطلاق النار والأغراض الإنسانية من خلال تقديمهم رؤية متكاملة لكيفية تنفيذها، خلافا للشركاء الدوليين للمبادرة الامريكية حول السودان، الذين يبحثون عن فرص جديدة لمشاركة الجيش في مخرجات منبر جنيف. للطرفين تصورات مختلفة، فالجيش يريد ترسيخ شرعيته في السلطة مع شركاءه الإسلاميين والحركات، والاكتفاء بتفاهمات جدة حول وقف إطلاق النار وحماية المدنيين الفضفاضة، كبديل لجنيف ذات المسار السياسي والعسكري والاليات والضمانات الدولية والإقليمية، بينما يهدف المسؤولون الامريكان من لقاء القاهرة إلى إقناع الجيش بمسودة جنيف لوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية، الأمر الذي يجعل نسبة احتمالية مشاركة الوفد الحكومي بمفاوضات سويسرا ضعيفة.

خلاصة:

لقاء القاهرة المختلف حول أجندته وأهدافه قد يسفر عن واقع تفاوضي جديد مغاير للقاء جدة التشاوري بين المسؤولون الأمريكان ووفد بورتسودان علي الرغم من مؤشرات فشله العديدة, وذلك من خلال استثمار الدولة المضيفة لعلاقتها مع الجيش وشركائه في السلطة لصالح إنجاح اللقاء, وحرص الإدارة الأمريكية على الوصول لحل تفاوضي ومرونتها , ورغبة البرهان في الوصول لحل وسطي يحافظ على مصالح القوي السياسية والعسكرية وعلى استمراريته في القيادة, ويتوقع أن تترجم قيادة قوات الدعم السريع إحباطها من المسار التفاوضي إلي عمليات عسكرية ضد حاميات الجيش المحاصرة, في تجاوز لمناشدات المجتمع الدولي والإقليمي بعدم التصعيد, الأمر الذي سيزيد من تحديات الحراك الإقليمي والدولي الرامية لإنهاء الصراع, ويعقد الوضع الإنساني ويفاقم من اثار الحرب المباشرة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات