المجاعة تنهش السودان: “لا طعام ولا دواء ولا أي شيء”
متابعات:وكالات
في خلال شهرين فقط، فقدت منى إبراهيم اثنين من أطفالها بسبب الجوع في مخيّم زمزم للاجئين في السودان، حيث تواصل الحرب الأهلية تمزيق البلاد منذ عامين. والآن، تخشى منى على ابنتها رشيدة (4 سنوات) التي تعاني من فقر الدم الحاد دون أي رعاية طبية متاحة.
مخيّم زمزم، الذي يضم ما بين 500 ألف إلى مليون نازح، يعاني من حالة مجاعة معترف بها دوليًا. وتشير التقارير إلى أن المجاعة انتشرت في مخيمات أخرى وفي جبال النوبة، بينما تنكر الحكومة السودانية حدوثها، رغم معاناة الملايين من نقص التغذية.
يقول آدم محمود عبد الله، المشرف على إحدى وحدات اللاجئين في مخيم زمزم، إنهم لم يتلقوا سوى أربع شحنات غذائية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وكانت آخرها في سبتمبر. منذ ذلك الحين، لا شيء. وفي ظل هذه الظروف القاسية، تتقاسم العائلات بقايا أطباق الفول، فيما يشرب النازحون ماءً ملوثًا مخصصًا للحيوانات. وفي مناطق أخرى مثل كردفان والقضارف، اضطر بعض المزارعين إلى أكل البذور التي كانوا يزرعونها، أو غلي أوراق النباتات للبقاء على قيد الحياة.
المستشفى الوحيد في الفاشر لا يزال يعمل لكنه يعاني نقصًا حادًا في الطواقم والمعدات الطبية. هناك، فقدت منى إبراهيم طفلتها رانيا (10 سنوات) بعد ثلاثة أيام من إدخالها بسبب إسهال حاد، ثم فقدت منتصر (8 أشهر) لاحقًا بسبب سوء التغذية الحاد.
تحذر المنظمات الإنسانية من أن الوضع يزداد سوءًا بسبب انعدام الأمن ونهب قوافل الإغاثة. تقول ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة “أنقذوا الأطفال”، إن الأهل في السودان يضطرون لاتخاذ قرارات مفجعة حول أي أطفالهم سيتمكنون من إنقاذه، وأيهم محكوم عليه بالموت.
يحذر الخبراء من أن المجاعة قد تترك تأثيرًا مدمرًا على السودان لعقود. وتقول لوبول:
“أشخاص يموتون الآن، لكن التداعيات ستستمر عبر الأجيال.”
ومع دخول الليل في مخيّم زمزم، تتوسد رشيدة (4 سنوات) الأرض، منهكة، مقطوعة النفس. تنظر إليها والدتها منى بحزن وتقول: “لا أعلم إلى أي حد يمكننا أن نصبر.”