الأربعاء, نوفمبر 5, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةتركيا.. (أدى الحِلة وصا والنقارة عصا)

تركيا.. (أدى الحِلة وصا والنقارة عصا)

حسن الحاج عثمان – باحث

وضعت جحافل الغزو التركي نحو السودان في العام 1821م الرجال والذهب في أعلى اجندتها فيما عرف في التاريخ بالتوسع في دولة الخلافة العثمانية ومذ ذاك اليوم لم تخرج السودان عن دائرة اهتمام تركيا.

في العام 1957 افتتحت تركيا سفارة لها بالخرطوم لتنفتح سيرة من العلاقات المعطونة في اوحال الطمع في القرن الأفريقي وبالطبع السودان منفذ وطريق لذلك.

مدينة سواكن التاريخية ذات الارتباط الوثيق بالاحتلال التركي والموانئ البحرية دفعتا بالرئيس التركي رجب طيب بالهبوط في مطار الخرطوم ولقاء (الإخوان) في العام 2017 وحينها طالبهم بتغيير الاسم في براغماتية عرفت عنه.

في ذلك العام وطئت أقدام أردوغان ارض سواكن وشاع بين الناس خبرا ان الغرض هو ترميم الآثار العثمانية الموجودة في جزيرة سواكن التاريخية، والتي كانت مركزاً مهماً للأسطول العثماني في البحر الأحمر ومقراً للحاكم العثماني للمنطقة في القرنين السادس عشر والتاسع عشر.

غير ان ما تم اخفاؤه كان موافقة السودان على تسليم تركيا إدارة سواكن (لفترة زمنية غير محددة) لتطويرها.
​شمل الاتفاق بناء مرسى يمكن استخدامه للسفن المدنية والعسكرية، مما أثار جدلاً واسعاً حول إمكانية تحويلها إلى قاعدة بحرية تركية، ​حيث تعتبر تركيا موقع سواكن على البحر الأحمر نقطة استراتيجية لتعزيز نفوذها في المنطقة والقرن الأفريقي.

أثار الاتفاق قلقاً كبيراً لدى قوى إقليمية أخرى، لا سيما مصر والسعودية والإمارات، التي رأت فيه محاولة تركية للتغلغل العسكري والسياسي في المنطقة وتهديداً لأمن البحر الأحمر، ما أدى لتجميد الاتفاق. كانت تركيا من ضمن الوجهات التي ولاها قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، وجهه بحثا عن نصير ما ايقظ الاطماع التركية لتنشب اظافرها في الحرب السودانية مصطفة إلى جانب الجنرال.

وكان من ثمار الزيارة ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، أرسلت شركة “بايكار”، المملوكة جزئيًا لصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أسلحة بقيمة 120 مليون دولار على الأقل إلى الجيش السوداني العام الماضي، بما في ذلك ثماني طائرات مسيّرة من طراز TB2 ومئات من الرؤوس الحربية.

من المؤكد ان شحنات بايكار إلى الجيش السوداني تنتهك عدة جولات من العقوبات الأمريكية والأوروبية،
بيد أن المنافسة بين الحكومات الإقليمية للحصول على الغنائم الاقتصادية للحرب أصبحت أكثر حدة، وهو ما يعقد الوصول لحل سلمي في السودان.

وحري بالذكر الإشارة لتقارير تركية ذهبت إلى أن قادة الجيش السوداني، بذلوا وعودا بمنح الشركات التركية امتيازات للوصول إلى مناجم النحاس والذهب والفضة، إضافة إلى حقوق تطوير ميناء أبو عمامة على البحر الأحمر، وهو ميناء رئيسي سبق أن وُعِدَ للإمارات، وتسعى إليه أيضًا روسيا.

تبدو المفارقة في انه بينما كانت شركة بايكار تتفاوض على صفقة أسلحة مع الجيش السوداني، كانت شركة أسلحة تركية أخرى، “أركا ديفنس” على اتصال مكثف مع شخصية بارزة في قوات الدعم السريع بشأن صفقات أسلحة وكأنها تتمثل المثل السوداني (أدى الحِلة وصا والنقارة عصا) ما يشير إلى رغبة في المزيد من الأموال والامتيازات على جثث الشعب السوداني.

الرؤية التركية تجاه الإخوان المسلمين متأصلة ومتصلة بالتاريخ حيث يرى ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ان إسقاط الخلافة العثمانية تسبَّب في فراغٍ سياسيٍّ في المنطقة، وإنشاء جماعة الإخوان المسلمين كان نوعاً من الإنقاذ للأمة الإسلامية، فهل يكون الإنقاذ في الخراب إنطوى؟؟ أم هو ذات الموقف الراسخ تحت الشعار (فلترق كل الدماء)

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات