تفاقم المعاناة في جبال النوبة بسبب عرقلة الجيش لوصول المساعدات الإنسانية
وكالات :السودانيية نيوز
قال تقرير لموقع «أوول أفريكا»، الخميس 26 يونيو 2025م، إن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية من قبل الجيش السوداني قد خلفت “معاناة لا تُصدق” تُحاصر إقليم جبال النوبة (جنوب كردفان)، الذي يشهد نقصًا حادًا في المساعدات الغذائية، حيث “يعيش الناس على أوراق الشجر فقط”.
وكشف التقرير أن عشرات المجموعات من القبور الحديثة والقديمة لأشخاص ماتوا بسبب المجاعة، قد تناثرت على طول طرق أحد المناطق التي ضربها الجوع في منطقة بجبال النوبة.
ونقلًا عن السكان المحليين أنهم قالوا، إن القبور تعود لمن ماتوا جوعًا العام الماضي نتيجة بروز أسوأ أزمة غذائية في التاريخ الحديث؛ والتي تتفاقم نتيجة الحرب وحلول موسم الأمطار وسط تخفيضات تمويل المساعدات وتصاعد القتال.
ونقلًا عن نمارق علي، صيدلانية في مستشفى يستقبل المرضى من المناطق المحيطة بالمنطقة الجبلية الواقعة في ولاية جنوب كردفان بالقرب من الحدود مع جنوب السودان أنها قالت، “نتوقع وفاة الكثيرين هذا العام”.
وقدّر التقرير أن تأثير الصراع، الذي أجج أكبر أزمات نزوح وجوع في العالم، كان شديدًا في جبال النوبة على وجه الخصوص.
ونقلًا عن جمعة إدريس كوكو، رئيس وكالة الإغاثة التابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان، أنه قد شارك بيانات تُظهر أن القوات المسلحة السودانية اعترضت كمية كبيرة من المواد الغذائية التي تم إيصالها إلى المنطقة بين أكتوبر 2024 وفبراير 2025.
وأوضح التقرير أن عددًا قليلًا من منظمات الإغاثة الدولية تعمل حاليًا في جبال النوبة، وأنها عادة ما تختار الابتعاد عن الأضواء بسبب القيود المشددة التي تفرضها الحكومة التي تقودها القوات المسلحة السودانية ببورتسودان.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا من المساعدات الدولية قد تم تسليمها عبر طرق حدودية غير رسمية من جنوب السودان، هذا فيما تم إنزال بعضها جوًا – عقب مفاوضات حساسة بين الأطراف المتحاربة.
ونقلًا عن شون هيوز، منسق الطوارئ الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، أنه صرح بأن الوكالة تصل إلى المناطق النائية في جبال النوبة الغربية، إلا أن المنطقة ما تزال بحاجة إلى مزيد من التمويل لدعم هذه الجهود.
وقال هيوز “قد تأكدت المجاعة في جبال النوبة الغربية قبل أشهر، وتحمل الناس معاناة لا تُصدق منذ ذلك الحين”، مضيفًا: “مع اقتراب موسم الأمطار ونقص التمويل الكبير الذي يؤثر على عملياتنا في جميع أنحاء السودان، قد نضطر إلى تقليص حجم المساعدات في الوقت الذي ينبغي علينا فيه تكثيفها”.
ونقلًا عن كوكو أنه أشار، إلى أن تخفيض الولايات المتحدة لتمويل المساعدات كان له بالفعل تأثير على أرض الواقع؛ مؤكدًا، “منذ عهد ترامب، انخفضت كمية المساعدات الموعودة”.
ووفقًا لتوم كاتينا، الطبيب الأمريكي الذي يدير مستشفى “أم الرحمة” في جبال النوبة منذ عام 2008، فإنه يتوقع أن “تسوء” الأمور اكثر مما هي عليه .
وأشار كاتينا إلى أن حالة الطوارئ الإنسانية العام الماضي كانت “الأسوأ على الإطلاق” خلال الـ(17) عامًا التي قضاها في المنطقة، معبرًا عن خشيته من أن يتجاوزها عام 2025. وقال: “نتوقع أن يكون الوضع أسوأ هذا العام. أسوأ بكثير”.