تقرير صادم: المقابر تتمدد في شوارع الخرطوم بسبب تلوث وتسمم نجم عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا.
اسكاي نيوز : وكالات
في تقرير صادم، أفاد متطوعون يعملون في مجال المساعدات الصحية ودفن الموتى بأن الحصول على مساحات للدفن أصبح معضلة حقيقية بعد امتلاء الساحات المخصصة لدفن الموتى في معظم أنحاء العاصمة الخرطوم، وذلك بسبب التزايد الكبير في أعداد الوفيات خلال الأسابيع الماضية.
ويُظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات القبور التي تمددت خارج المساحات المحددة للدفن في أم درمان، لتصل إلى الشوارع المحيطة بأحياء المدينة.
ووفقًا لتقديرات أولية، فقد أودت الأمراض المعدية التي انتشرت في أم درمان وجنوب الخرطوم بحياة أكثر من ثلاثة آلاف شخص خلال ثلاثة أسابيع فقط.
وتتزايد أعداد السودانيين الذين يفقدون حياتهم بسبب انتشار الأمراض المعدية والأوبئة والنقص الحاد في الأدوية والمستشفيات، في ظل خروج أكثر من 70% من مؤسسات القطاع الصحي عن الخدمة منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023.
وبحسب كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن الانهيار الصحي وانتشار الأمراض كانا السبب الرئيسي في وفاة غالبية من فقدوا حياتهم في العاصمة السودانية خلال الخمسة عشر شهرًا الأولى من اندلاع القتال وحتى يونيو 2024، والذين يُقدر عددهم بنحو 61 ألف شخص.
لكن الأشهر التي تلت فترة الدراسة هذه شهدت تدهورًا أكبر في الأوضاع الصحية والبيئية، مما أدى إلى زيادة حادة في عدد الوفيات، خصوصًا في مناطق أم درمان وجنوب الخرطوم، التي شهدت تفشيًا واسعًا لإسهالات مائية وأمراض غريبة. يأتي ذلك وسط تقارير تشير إلى وجود تلوث وتسمم كيماوي نجم عن استخدام أسلحة محرمة دوليًا.
وتتوقع كلية لندن أن تكون أرقام الوفيات أكبر بكثير من المعلن عنها، حيث إن الوفيات المُبلغ عنها رسميًا لا تتعدى 10% من إجمالي الوفيات. وفي ظل تردي الأوضاع الأمنية والانقطاع المستمر للكهرباء وشبكات الاتصالات، وغياب مؤسسات الرصد والإحصاء، لا يتم الإبلاغ عن معظم الوفيات، مما يجعل من الصعب الوصول إلى بيانات دقيقة.
وقد أدى تفشي وباء الكوليرا في عشر ولايات إلى وفاة المئات خلال الأشهر الماضية، ومن المتوقع أن يعاود الظهور مع حلول موسم الأمطار.
وفي مايو الماضي، عبّرت منظمة “أطباء بلا حدود” عن مخاوفها من تفاقم الوضع الصحي في البلاد، في ظل عدم قدرة 83% من السكان على الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للحياة. وحذّرت المنظمة من ارتفاع أعداد الوفيات في السودان عمومًا، في ظل الزيادة الكبيرة في حالات الملاريا، وحمى الضنك، والحصبة، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والإسهالات.
من جانبه، يقول فرانك روس كاتامبولا، المنسق الطبي لمنظمة “أطباء بلا حدود” في شرق السودان، إن معظم المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والسل لا يستطيعون الحصول على أدويتهم في ظل الحرب الحالية، كما يموت عدد كبير من المصابين بالسكري والسرطان بسبب نقص الرعاية.