الأربعاء, ديسمبر 3, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةجدل واسع بعد تنظيم والي النيل الأبيض دورة مدرسية بعنوان "إبداعات معركة...

جدل واسع بعد تنظيم والي النيل الأبيض دورة مدرسية بعنوان “إبداعات معركة الكرامة” لتشجيع طلاب الابتدائي على دعم القوات المسلحة

خاص :السودانية نيوز

أثار قرار والي ولاية النيل الأبيض (فريق أول ركن) بتنظيم دورة مدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية بمدينة كوستي تحت عنوان “إبداعات معركة الكرامة” موجة واسعة من الجدل، بعد أن شجّع – خلال الفعالية – الطلاب على الوقوف مع القوات المسلحة في الحرب الدائرة بالبلاد.

وبحسب مصادر تربوية، فقد شارك في الدورة عدد كبير من تلاميذ المدارس الابتدائية، حيث تضمن البرنامج فقرات فنية وترفيهية مرتبطة بموضوع الحرب، إلى جانب رسائل مباشرة تحث الطلاب على تأييد القوات المسلحة.

وأبدى ناشطون ومربّون استياءهم من الزج بالأطفال في قضايا سياسية وعسكرية، معتبرين أن المدارس يجب أن تبقى بيئة تعليمية محايدة وآمنة، بعيداً عن أي شكل من أشكال التعبئة أو الاستقطاب، لا سيما في ظل حرب معقدة يدفع ثمنها المدنيون.

وقال احد خبراء التعليم “للسودانية نيوز ” (جميعنا شاهدنا كيف شُّل التعليم والعملية التربوية، مع المسار الذي مرت بها السياسة، فالموضوع الذي لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار، لبناء الدولة المنشودة، يحتم عدم تسييس التعليم، ليرتقي وفق مسارته الفنية المهنية والعملية نحو مخرجاته، في بناء الدولة وتحقيق الرفاه، ويحقق لنا آمالنا ويصلح حال بلادنا.

منشآت تعليمية حزبية:

 في أي بلدٍ تريد أن تعرفة مدى رفعتها و تقدمها و مقدار تطورها والتنبؤ بمستقبلها يتم ذلك، من خلال قياس مستوى التعليم فيها، وجودته، وفق معايير فنية.

 وهذاهو سر فشلنا نحن في السودان وأن التعليم فاشل بكل مقايس ما تعنيه الكلمة؛ وأحداهم  أسباب هذا الفشل، هو تسييس التعليم، مما نتج عنه مستوى متدني من مخرجاته.

فتصوروا أن مديرا لمدرسة أو إدارة  تعليمية، رئيس للحزب الحاكم في هذه المنشأة التعليمية، مما يحتم الصراع داخل هذه المؤسسة، صراع هدم للأجيال وليس بناء للأوطان.

 لابد أن نعمل جميعا إستبعاد تسيس التعليم في بلادنا. حتى نستطيع الحصول على  إنجاز تنمية وتطور التعليم في بلادنا، فنحن بحق وحقيقة لسنا بحاجةّ إلى موارد طبيعية، أو آلالات مستوردة،  بقدر ما بحاجتنا إلى موارد بشرية مدربة مهنياً، فهي الطاقة التي ستنهض بنا نحو ما نحا إليه العالم المتقدم.

 وهذا لن يتم إلا من خلال تعليم خال من صراع الساسة، معلماً ومنهجاً وبيئةً  مدرسية.

لابد تثبيت هذه القضية ووضع الحلول ورسم الخطوط الرئيسية بقيم فنية ومهنية نحو تعليم ينمي ويبني لا يهدم.

تسييس المعلم والمنهج:

 التسييس في السودان، بدأت تداعياته بالمعلم، حيث يتم تعيينه، على أساس الانتماء الحزبي، وليست الكفاءة المهنية، فدخول المعلم، إلى أحزاب وتنظيمات سياسية، لينعكس ذلك على تكوين النقابات الموالية، التي من المفترض أنها مهنية؛ لتعمل “لصالح الحزب”. وليس لخدمة العملية التعليمية، وكالإهتمام بالمعلم من حيث التدريب والتأهيل، ورفع قدراته المهنية، وإنما لخدمة ألحزب الحاكم،  حتى أصبح المعلم الذي هو حجر الزاوية في العملية التربوية التعليمية، ليس همه تقنيات شرح وطريقة تقديم المنهج، أو بناء شخصية الطالب  وإنما همه كيف سيعكس برامج حزبه السياسي على طلابه. مستلباً وعيه البكر.  وهذا هو الخطر الأكبر والجريمة الاعظم، في تسييس العملية التعليمية من وجهة نظري.

ضف إلى ذلك. إن تحزب المعلم يؤدي إلى نشوء جيل مشتت، ضعيف الولاء الوطني، و يكون شبه معدوم الشخصية الناقدة المحرضة على قدح الوعي واعمال التفكير، لأنه غرس فيه الحزب قبل الوطن؛ وهذا يؤدي إلى ضعف العملية التعليمية، وهشاشة بناء الشخصية في المدارس؛ كون أن  المعلم شُّغل بأشياء غير المنهج وهي كيف يستطيع التأثير، على أكبر عدد من الطلاب، مما يغرس روح الكراهية، بين الطلاب من خلال تلقيهنم أشياء خارج منهجهم الدراسي، وهي لا تمت للعملية التعليمية بأي صلة، وإلى جانب هذا كله هناك “تسييس للمنهج” نفسه ونشوء مدارس خارج إشراف وزارة التربية.

خلاصة القول، إن تسيس التعليم يربك أسس النظرية التربويه؛ بأركانها الثلاثة “المعلم، والمنهج، والتلميذ”

في المقابل، يرى مؤيدون للخطوة أنّ من حق السلطات تعزيز “الروح الوطنية” وسط الطلاب في هذه الظروف، معتبرين أن الوقوف مع “الجيش” يمثل دعماً للدولة في مواجهة التحديات.

وتنظيم فعاليات مدرسية موجّهة للأطفال تتناول الحرب أو تدعو لدعم طرف مسلح يُعد خطوة حسّاسة، خصوصاً في سياق حرب طويلة ومتشعبة. فبينما ترى السلطات أنها تعبئة وطنية، يرى آخرون أنها تسييس للتعليم واستغلال للأطفال في خطاب تعبوي قد يحمل مخاطر تربوية وأخلاقية.

يبقى السؤال: هل يُفترض بالمدرسة أن تكون خط الدفاع عن الوعي والطفولة… أم منصة تعبئة في زمن الحرب؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات