الأربعاء, نوفمبر 5, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةحسن الحاج عثمان - يكتب :مصر (الشقيقة)

حسن الحاج عثمان – يكتب :مصر (الشقيقة)

على مدى عقود طوال ظلت العلاقات السودانية المصرية متأرجحة صعودا وهبوطا.. تلتمع عند كل شمولية وتخبو وتتوتر مع كل تجربة ديمقراطية، فحاكم قصر عابدين يعرف أهمية ان يكون لك حديقة خلفية تعبث فيها الأصابع الاستخباراتية كيفما تشاء.. ترى هل من الصدفة اقتران مواعيد جميع انقلابات العسكر في السودان بتعديلات اتفاقية مياه النيل؟؟

تدرك مصر الرسمية ان الأوطان مجرد أوثان في أعراف ونواميس الإخوان لا يضيرها إن عادوا على جثث الشعب السوداني إلى سلطتهم مرة أخرى فقد منحها (كيزان) السودان حلايب وشلاتين مجانا ومن قبل اسلموها رقبة السودان في المحافل الدولية عقب المحاولة (الفخ) لاغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك.

افلحت مصر الرسمية في تصدير منتجاتها ومشكلاتها للجارة الطيبة السودان، (فعسمان) البواب الأسمر الساذج يتلقى حتى خلايا الإرهاب والكل يذكر ما بعد سقوط نظام البشير حيث جرى تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية في قلب الخرطوم معظمها كانت خلايا مصرية.

حسناً.. نترك ساس يسوس حينا ونفتح بعض ملفات من الاقتصاد لنرى كيف يكون الموقف الرسمي تجاه حرب السودان.. نضع آلة حسابية لمعرفة حسابات الحقل والبيدر تجاه (الشقيقة)

تاريخ من المكاسب :

يذكر التاريخ مصانع النسيج في بحري الحصاحيصا وكيف أنّ السودان خسر أسواق النسيج بسبب الإغراق بالمنتجات المصرية، ما أدى إلى تدمير الصناعة المحلية.
مشروع الجزيرة: تم تحييده تدريجيًا منذ السبعينات بضغط من البنك الدولي وسياسات إقليمية، لكن مصر استفادت أكثر من إضعافه لمنع السودان من منافستها في سوق القطن.

الصناعات التحويلية في الخرطوم وشندي: حيث وثّقت تقارير صحفية كيف جرى تجفيفها وفتح السوق للمنتجات المستوردة.

منذ سنوات يميل الميزان التجاري بين الجارتين مصر والسودان إلى الأولى التي تدفع حوال نصف مليار دولار لقاء المحاصيل الزراعية والفاكهة العضوية والمواشي الحية التي وضعت مصر في المرتبة 36 ضمن سوق اللحوم العالمي وبالطبع فإن السودان الذي يدفع حوالي 2 مليار دولار سنويا مقابل استيراد صناعات بلاستيكية و(فناكيش) خارج قائمة السوق.

حاضر من المزايا :
حاليا.. تبلغ قيمة الاستثمارات السودانية في مصر حوالي 240 مليون دولار أمريكي، وفقاً لتصريحات رئيس جهاز التمثيل التجاري المصري.

10 الف طالب سوداني التحقوا بالجامعات المصرية خلال العام الماضي نعم ينالون تخفيضات معقولة لكنهم يدفعون جميع تعاملاتهم بالدولار شأنهم شان مليون ونصف لاجئ فروا الي مصر وابقتهم مصر على دفاتر مفوضية اللاجئين، علما بأن ثمن الموافقة الامنية لدخول مواطن سوداني لديه حرية الحركة والتملك وغيرها وفقا لاتفاق الحريات الاربع يتحاوز الألف دولار.

الذهب يلتمع في قائمة المكاسب:
وفقا لتحقيق صحفي تشير تقارير غير رسمية إلى ارتفاع كميات الذهب المهرب إلى جمهورية مصر منذ تفجر الحرب في أبريل 2023م، حيث تم تهريب ما بين 50 – 70% من إنتاج البلاد خلال هذه الفترة، دون تدخل رسمي في هذا الشأن.

(ميتة) وخراب ديار
إلى جانب التدمير العسكري والاقتصادي، استُغلّت الحرب كنافذة مفتوحة لنهب موارد السودان الزراعية
حيث تشير تقارير أسواق القضارف في العام 2023 إلى تهريب عشرات الآلاف من الأطنان من السمسم إلى مصر بأسعار زهيدة، ثم إعادة تصديره من هناك على أنه منتج مصري.

الصمغ العربي: سلعة استراتيجية كان يمكن أن تمثل نصف عائدات السودان من الصادرات غير البترولية، جرى تصديرها لمصر بطرق غير رسمية، ثم دخلت الأسواق الأوروبية والأمريكية تحت اسم “منتج مصري”.
الذرة والدخن والفول السوداني: تم شراؤها بكميات ضخمة من مناطق الإنتاج في الجزيرة وكردفان والنيل الأزرق باستخدام عملات صورية أو أوراق نقدية مزيفة مطبوعة في مصر، الأمر الذي أضرّ بالاقتصاد السوداني بفقدان السلع الغذائية من الأسواق المحلية وإدخال عملات غير حقيقية فاقمت التضخم وضربت الثقة في الجنيه السوداني.

(البلابسه) و الفراعنة.. تناغم الحطام
إبان سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم، طالب البلابسة من كيزان الشر مرارا بتدمير الخرطوم ودكها دكا وهنا استجاب سلاح الجو المصري بقصف ما شاء من مواقع أبرزها كبري شمبات.. تبدو المفارقة في تولي شركة مصرية مهمة إعادة إصلاح الجسر المقصوف اي ان مصرا تعمل بمبدأ يد تخرب ويد تكسب.

المواقف رهينة المصالح :

رغم كل شيء ورغما عن مضايقات واسعة اتسعت بموجبها السجون المصرية للسودانيين، غض إعلام حرب الكرامة النظر عما يجري فتسهيل دخول إمدادات السلاح والذخائر والطائرات والطائرات المُسيّرةللجيش السوداني وقصف قوات الدعم السريع غير ما مرة عبر الطيران المصري وفقا لبيان من قيادة الدعم السريع كاف لإطالة زمن الحرب إلى حين ميسرة سياسية تعيد تموضع الشريكين (مصر وكيزان السودان) ريثما تتم مواراة جسد السودان.

خروج :
تم وضع التوصيف الوارد بالعنوان أعلاه بين قوسين فهل يتناسب الوصف أيها القارئ العزيز مع وشائج دم وخصوصية علاقة ام اضطراب عصبي شائع يسبب نوبات متكررة من الصداع الشديد كما حال (شقيقة) الرأس.

حسن الحاج عثمان – باحث

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات