الجمعة, يوليو 18, 2025
الرئيسيةمقالاتحكومة الأمل الكذوب في بورتسودان :مرايا الانهيار الوطني

حكومة الأمل الكذوب في بورتسودان :مرايا الانهيار الوطني

حكومة الأمل الكذوب في بورتسودان :مرايا الانهيار الوطني

 حافظ إبراهيم عبدالنبي:وزير الثروة الحيوانية السابق

منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخلت البلاد نفقاً مظلماً ما تزال نهايته غير واضحة. وبينما تشظّت السلطة المركزية في الخرطوم، اتجهت القيادات العسكرية الانقلابية وحلفائها إلى مدينة بورتسودان، معلنين منها عاصمة “مؤقتة”، وتأسيس ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”حكومة السودان ”. إلا أن هذه التسمية سرعان ما فقدت معناها، وتحولت إلى رمز لخداع سياسي جديد يُمارس على السودانيين باسم الاستقرار.
و تحوّلت بورتسودان إلى مركز ثقل إداري جديد، لكن دون أي وزن فعلي. فلا قرارات تُنفّذ، ولا مؤسسات تعمل بكفاءة، ولا رؤية واضحة للمستقبل. ما يسمي بالحكومة هناك أصبحت تمارس طقوس الحكم لا سلطته.
تبدو حكومة بورتسودان ( الغير شرعية ) وكأنها تعيش في فقاعة. البيانات الرسمية تمتلئ بالكلام المنمّق عن “المرحلة الانتقالية” و”الحوار الوطني” و”استعادة الدولة” وحرب الكرامة ” بينما الناس في الشارع يسألون: أين الكهرباء؟ أين الخبز؟ من يحاسب الفاسدين؟ من يُوقف الحرب؟ وفي ظل انعدام الشفافية، تتكاثر التساؤلات: هل هذه حكومة ؟ أم حكومة مكاسب خاصة؟

وبين أطياف الدخان المتصاعد من مدن السودان وأشلاء الدولة السودانية التي تتهاوى تحت ضربات الحرب والفساد، تبرز مدينة بورتسودان بوصفها “الملاذ الآمن للعصابة الكيزانية ”، حيث حطت رحال الحالم كامل مع الحلمان برهان في بورتسودان في مسرحية سمجة بتعيين الحالم كرئيس وزراء مدني لإعطاء الشرعية المفقودة لدي مجموعة بورتسودان الارهابية ومناصريها من الانتهازيين وأطل علي الشعب السوداني المكلوم هذا المستنفر الجديد الذي انضم لمعسكر الشر والعسكر المدعو كامل بما يسمي ”بحكومة الأمل” مؤكداً ان تكون حكومته من التكنوقراط وسرعان ما انكشف المستور وجاء بناس درف وقرف من الحرس الكيزاني القديم وحلفائهم من الانتهازيين ، والحالم ليس سوي دمية في يد من اتي به . غير أن هذا “الأمل” لا يبدو إلا غلافًا هشًا لوهمٍ كبير، تحوّل سريعًا إلى مصدر يأس شعبي جديد يُضاف إلى قائمة الخيبات.
في بورتسودان، تتجلى أزمة السودان في أكثر صورها سريالية: حكومة تُقيم على ركام دولة، وتزعم إدارة بلد لا تسيطر على أغلب أراضيه، وتعد بـ”الأمل” فيما تزرع على الأرض بذور الإحباط. إننا أمام “حكومة الأمل الكذوب” فعلاً، وليست سوى مرآة لعجز النخب عن الخروج من مستنقع الأزمة…وهذا يحتم علينا ان نتحمل مسؤليتنا الأخلاقية والإنسانية ان نسارع الخطي في تشكيل حكومة الوحدة والسلام لرفع معانات شعبنا الصابر . … حكومة تُبنى من الشعب، وللشعب وهذا ما تم التعبير عنه في تحالف السودان التأسيسي ( تأسيس ) عبر الميثاق التأسيسي والدستور الذي وضع الملامح الحقيقية لبناء السودان الجديد الذي يحقق المساواة ، العدالة ، الحرية ، والمواطنة المتساوية لكل الشعوب السودانية .
ما يجري في بورتسودان ليس بناء أمل، بل هو تمديد لكابوس سياسي طويل. حكومة الأمل الكذوب هناك ليست سوى حلقة جديدة من حلقات العجز السياسي والانفصال عن واقع السودانيين. الخلاص لن يأتي من فوق، بل من أسفل… من الناس الذين تعبوا من الانتظار، ومن القوى الحيّة التي لا تزال تقاوم على هامش الحرب.
إذا كان هنالك أمل حقيقي فهو في شجاعة الاعتراف بالفشل والبدء من جديد في تأسيس علي أساس وطني لا علي اوهام السلطة المؤقته والسودان القديم .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات