الأربعاء, فبراير 5, 2025
الرئيسيةمقالاتحملة بطانية اللاجئ مشوار المليون يبدأ بخطوة واحدة .

حملة بطانية اللاجئ مشوار المليون يبدأ بخطوة واحدة .

حملة بطانية اللاجئ مشوار المليون يبدأ بخطوة واحدة .

بقلم : الصادق علي حسن

هذه الحرب العبثية الدائرة في السودان أفرزت الكثير من المثالب المستترة لدى العديد من أفراد الشعب السوداني ، وكثيرا من حكاوي التمجيد بالقيم المرعية والأخلاق الفاضلة، لم تعد متطابقة مع الوقائع الماثلة على الأرض ،وقد شهدت البلاد أبشع أنواع القتل الجزافي والتهجير القسري والتنكيل بفظاظة ،لم تشهدها تواريخ الشعوب في حروباتها منذ نشأة البشرية ، فهذه الحرب لم تندلع من فراغ، ولها أسبابها المتراكمة، من فساد وظلم وجشع وطمع وحب لملذات الحياة والسلطة التي من أجلها لا قيمة لروح الإنسان، وجد تجار الأزمات في الحرب ضالتهم في التكسب والمناخ الملائم لأنشطة التربح وشراء الذمم تحت غطائي الكرامة والديمقراطية ،وازدهرت تجارة السلع ومواد الإغاثة والأدوية وارتفعت إيجارات المنازل ووسائل النقل والمواصلات والترويج لخطاب الكراهية وبذور الفتن، وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية أيضا هنالك اشراقات لقيم الايثار السمحة بدور مراكز الإيواء والتكايا .بعد مرور ستة أشهر من الحرب زرت مركز إيواء مدرسة حي ود ازرق بمدينة ود مدني ضمن مراكز أخرى لإيواء النازحين، وكان بمركز إيواء مدرسة ود ازرق حوالي أربعمائة نازح/ة من ولاية الخرطوم ،ظل أحد أبناء الحي المذكور من التجار يتكفل لوحده بما يعادل أكثر من ٩٥% من احتياجات مركز الإيواء المذكور وذلك منذ افتتاحه ، كما وشقيقه متطوعا مع رجال ونساء وشباب الحي في خدمة النازحين بروح طيبة ، سيدة من أهالي الحي عادت مع ابنتها من السعودية، وظلتا منذ أفتتاح مركز إيواء النازحين في خدمتهم ، تعملان مع ابنتها من الصباح الباكر في إعداد شاي الصباح فالوجبات كما وتقومان باحضار الخضار من السوق وعواسة الكسرة وتجهيز كل الطعام بأنواعه وقد نذرت نفسها لخدمة النازحين بلا كلل أو ملل .
في ظروف معاناة اللاجئ السوداني بدول الجوار كذلك هذا المثال الجدير بالذكر ، فمثلما برزت اشراقات دور الإيواء والتكايا داخل السودان والسيدة الفاضلة وابنتها بمركز إيواء مدرسة حي ود ازرق بمدينة ود مدني ، اطلق المدافع الحقوقي الأستاذ صلاح جلال من استراليا حملة بطانية لتزويد اللاجئين السودانيين بدول الجوار ببطانية الشتاء لتقيهم زمهرير شتاء البرد القارس ، وفي القاهرة تكونت لجنة ضمت العديد من السودانيين/ات ونشطت فيها مع السودانيين الإعلامية الأستاذة أسماء الحسيني ، وتمكنت هذه اللجنة بفضل الله تعالى وتوفيقه من تزويد مئات الأسر السودانية بمدن مصر بالبطاطين ، هنالك العديد من السودانيين/ات بالمهجر ساهموا في الحملة ،كما ومن ضمن الذين بادروا بالمساهمة احد رموز الراسمالية الوطنية من المشهود له بأعمال البر والإحسان ( أمين النفيدي وأسرته الكريمة) الذي أمد الحملة بالف وخمسمائة بطانية ، لقد تم توزيع البطاطين للعديد من اللاجئين السودانيين بمدينة الإسكندرية كما وفي مناطق وأحياء مدن القاهرة وفي مدينة أسوان وللعالقين بالمعابر .
نسأل الله تعالى أن يجعل ما تم في ميزان حسنات جميع من شاركوا في حملة بطانية للاجئ السوداني بمصر وأن تتواصل الجهود، وان لا تنقطع فاعداد اللاجئين بمصر وغيرها كثيرة ، والاحتياجات متعددة ، وما لا يدرك كله لا يترك جله ، ومشوار المليون يبدأ بخطوة .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات