الأربعاء, ديسمبر 3, 2025
الرئيسيةمقالاتدكتور/ حافظ إبراهيم عبدالنبي يكتب :حين تكذب الكاميرا… بابنوسة تُسقط قناة الجزيرة...

دكتور/ حافظ إبراهيم عبدالنبي يكتب :حين تكذب الكاميرا… بابنوسة تُسقط قناة الجزيرة وتكشف زيف “صوت الإخوان”

في لحظة واحدة، لم تعد الكاميرا شاهدةً على الحقيقة… بل تحوّلت إلى أداة للتضليل.
وفي تقرير بابنوسة، سقطت قناة الجزيرة سقوطاً مدوياً بعدما انكشفت روايتها المصنوعة بعناية في أروقة الإخوان المسلمين، لا في شوارع المدينة ولا بين أهلها.
لقد حاولت القناة أن تُصدّر للعالم صورة مشوّهة، لكنها لم تدرك أنّ بابنوسة — وأهلها يملكون من الوعي ما يكفي لإسقاط أعتى أدوات التضليل.
هنا بدأت القصة… وهنا انتهى ما تبقى من مصداقية القناة الإخوانية التي كانت تدّعي المهنية.

لم تعد قناة الجزيرة بحاجة إلى ناقد أو باحث ليفضح انحيازها؛ فقد تكفّلت القناة بنفسها بتمزيق آخر ما تبقى من قناع المهنية عندما بثّت تقريرها المشوّه عن مدينة بابنوسة.
ذلك التقرير لم يكن تغطية صحفية، بل كان منشوراً سياسياً مكتوباً بروح الإخوان وموجهاً لخدمتهم، بينما قُدِّم للمشاهد على أنه “تقرير ميداني”.

لقد أظهرت الجزيرة في ذلك التقرير أدنى درجات الحياد، واستبدلت الحقيقة بسيناريو مصطنع، ورواية مبتورة، ومصطلحات تعبّر عن رغبتها — لا عن واقع المدينة.

بابنوسة… مدينة حاولت الجزيرة تشويهها وفشلت

بابنوسة ليست مدينة منهارة، وليست مسرحاً للفوضى كما حاولت الجزيرة تصويرها.
إنها مدينة صامدة، متماسكة، تُدير تحدياتها بوعي ومسؤولية.
لكن الجزيرة اختارتها لتكون “مادة” جاهزة لرواية سياسية تريد القناة تسويقها:
• لقطات مختارة بحرفية التضليل
• شهادات مُجتزأة
• مبالغات مقصودة
• سياق مفبرك يهدف لخلق انطباع بالانهيار

هذا ليس عملاً صحفياً، بل عملية تشويه ممنهجة.

والأهم أن أهالي بابنوسة لم يصمتوا.
فقد خرجوا بصوت واحد:
“هذا ليس واقعنا… وهذه ليست مدينتنا.”
وهنا سقط التقرير قبل أن يكتمل بثّه.

يا عيب الشوم… إعلام بلا ضمير ……
تقرير بابنوسة لم يكشف فقط سقوط الجزيرة المهني، بل كشف سقوطها الأخلاقي.
يا عيب الشوم…
كيف لقناة إقليمية كانت تُقدّم نفسها كمنبر للحرية أن تنحدر إلى مستوى الدعاية الرخيصة؟
كيف يمكن لمراسل محترف أن يضع اسمه على تقرير يشوّه مدينة كاملة لإرضاء تنظيم سياسي مأزوم؟
وكيف لمنظومة إعلامية تفخر بـ“الرأي الآخر” أن تُقصي الحقيقة نفسها؟

لقد كان التقرير إعلاناً واضحاً بأن الجزيرة أصبحت صوت الإخوان، لا صوت الشعوب

سقوط الجزيرة… سقوط مشروع

إن القضية ليست في تقرير واحد، بل في نهج كامل.
فالجزيرة منذ سنوات تتبنّى خطاباً أحادي الاتجاه، ينحاز للإسلام السياسي، ويهاجم كل مشروع وطني لا يمر عبر بوابة الإخوان.
مع بابنوسة، انكشفت اللعبة:
• فقدت القناة مهنيتها
• سقطت مصداقيتها
• انحسر تأثيرها
• وانكشفت أجندتها بجلاء

إن سقوط الجزيرة اليوم ليس مجرد تراجع إعلامي، بل سقوط مشروع سياسي حاول استغلال الإعلام لتوجيه الشعوب… فارتدّت الحقيقة عليه.

الخاتمة…
حين تنتصر الحقيقة وتسقط الدعاية

بابنوسة لم تُهزم.
بابنوسة لم تُشوَّه.
بابنوسة لم تسقط.

الذي سقط هو التضليل، والجهة التي سقطت هي قناة الجزيرة التي تخلّت عن المهنية وارتضت أن تكون بوقاً صريحاً للإخوان.

لقد أثبتت هذه الحادثة أن المدن لا تسقط بتقارير مفبركة…
وأن الشعوب لا تُخدع بكاميرا كاذبة…
وأن الحقيقة، مهما حاول البعض دفنها، تعود لتقول كلمتها:
“هنا بابنوسة… وهنا سقطت الجزيرة.”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات