متابعات:السودانية نيوز
انتقد الشيخ الأمين الحاج تجربة السودان المتكررة في تضييع الفرص التاريخية للخروج من أزماته، مشيراً إلى أنّ الحرب الحالية كشفت مجدداً هشاشة المشهد السياسي، وإصرار بعض القوى على تحويل المبادرات الدولية إلى ساحات للتجاذب بدل أن تكون جسراً للسلام.
وقال الشيخ الأمين في مقال جديد بعنوان «السودان وإدمان إضاعة الفرص» إن موقفه الثابت من الحرب لم يتغير، مؤكداً أنه “ليس مع البندقية إلا بالقدر الذي لا يتم الواجب إلا به”، في إشارة إلى ضرورة وجود القوة العسكرية لحماية الشعب والدولة، دون أن تتحول إلى عقبة أمام الحياة المدنية أو مصير البلاد.
وأوضح أن الحرب ينبغي أن تُحيد وتُحجّم، وأن “تحنيس البندقية” ــ كما وصف ــ خطوة ضرورية لعودة مؤسسات الدولة والمجتمع للعمل بصورة طبيعية، ولجعل القوات المسلحة أكثر قدرة على أداء دورها المهني في حماية البلاد وفقاً لعقدها مع الشعب.
دعوة إلى إنهاء الحرب بلا تردد
وشدّد الأمين على أنه لا يعذر أحداً في التقاعس عن السعي لإيقاف الحرب، قائلاً إن إعادة الناس إلى حياتهم الطبيعية واجب وطني وإنساني لا يحتمل التسويف، وأن استمرار الكراهية والموت المجاني يقودان السودان نحو هاوية لا قرار لها.
وأضاف:“قد يغضب موقفنا الكثير، لكننا لا نفتش عن الرضا في القرارات المصيرية. واجبنا أن نعيد الإنسانية إلى مكانها، لا أن نرضي السياسيين”.
مبادرة محمد بن سلمان والفرصة الضائعة
وأشار الأمين إلى أن دخول الولايات المتحدة مجدداً على خط الأزمة السودانية، بدفع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مثّل “كوة أمل جديدة” كان ينبغي على السودانيين اغتنامها.
لكنّه عبّر عن أسفه لأن القوى السياسية تعاملت مع المبادرة كساحة جديدة للاتهامات والمزايدات، بدلاً من تحويلها إلى منصة لإنهاء الحرب. وقال“كعادة الساسة السودانيين، استثمروا المبادرة للتراشق، ونسوا أن المهم الآن هو إيقاف الحرب… وما عداه باطل وزائل”.
«الموت ما حبابو»
وختم الأمين مقاله بالتأكيد على أن المرحلة الأكثر إلحاحاً الآن هي وقف النزيف وإطفاء نيران الحرب، وأن بقية القضايا السياسية يمكن التعامل معها لاحقاً، مضيفاً: “الموت ما حبابه… ولعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق”.

