صحفية مقربة من استخبارات الجيش تكشف تفاصيل خطيرة عن أزمة مكتومة بين البرهان ومناوي وجبريل ..
صحفية مقربة من استخبارات . فجرت الصحفية المقربة من قيادات الاستخبارات العسكرية، و تدعي “رشان أوشي، في مقال تحت عنوان “أمراء الحروب لا ينوون التوقف”، تفاصيل مثيرة عن مطامع حركات سلام دارفور، في السلطة عبر دعم استمرار الحرب. وكتبت في المقال إلى ما يشبه الأزمة المكتومة بين جبريل ومناوي من جهة وقيادات الجيش على رأسهم البرهان.
وكتبت رشان: في غمار هذا الغبار الحالك، تطل مطامع تلك الشخصيات والكيانات التي تعيش وتقتات من الأزمات السياسية وضعف الأنظمة، ولن تقبل بالسلام إلا كخدعة جديدة، على غرار “اتفاق جوبا” الذي أطال عمر هذه المجموعات خمسة أعوام أخرى بعد سقوط نظام “البشير”.
شعرت بالخزي أثناء اطلاعي على وثيقة “محضر اجتماع” انعقد قبل أسابيع بمنزل رئيس حركة العدل والمساواة، وزير مالية السودان “د.جبريل ابراهيم “، ضم قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق “جوبا” .
ناقش هذا الاجتماع ضرورة الضغط على جنرالات القوات المسلحة لإعادة توزيع انصبة السلطة الانتقالية، ومنح الحركات المسلحة نسبة (50%) من الحكومة، وتحديداً وزارات (الخارجية، الداخلية، المالية، المعادن)، منصب رئيس الوزراء الانتقالي ومنصب النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، بحجة أن قواتهم تقاتل في الميدان.
اعترض “عبدالله يحيى” رئيس تجمع قوى تحرير السودان ، صلاح رصاص “المجلس الانتقالي” و” مصطفى تمبور” رئيس حركة تحرير السودان، على مبادرة “حركة تحرير السودان – مناوي” والتي قدمها القيادي “نور الدائم طه”، ثلاثتهم أكدوا أنهم يقاتلون من أجل القضية الوطنية، لا ينتظرون منصباً أو مال، بينما تمسك البقية بضرورة أن تحصل كياناتهم على نصيب اكبر من السلطة الحالية .
سبق الاجتماع اعلاه، اجتماع آخر انعقد قبل شهرين، ضم بجانب رؤوساء الحركات قياداتهم الميدانية، قدم مطالب لرئيس مجلس السيادة واجبة النفاذ مشروطه بالاستمرار في القتال أو العودة إلى مربع الحياد، واهمها : (1500) عربة كروزر، (4) مسيرات، (1500) دوشكا ، (1500) قرنوف، (1500) مدفع ار بي جي، (300) بندقية قنص، لم يرد عليها “البرهان” حتى الآن.
مع أن جنود وضباط القوات المشتركة يقاتلون من أجل الدفاع عن ارضهم، تاريخهم و هويتهم ، يقاتلون من أجل القصاص لسنوات العمر التي مضت في معسكرات النزوح واللجؤ بسبب تهجير الجنجويد للسكان المحليين إبان حرب دارفور الاولى.
الخيط الوحيد الذي يشد هذه المعلومات أن واقعنا لم يتغير، فنحن، أفراداً وجماعات ومدناً وبلاداً، سنستمر في سداد ثمن أفعال انتهازيين و طامعين، وسنشهد كل عقد أو أكثر غياب الضمير الوطني في وجه جديد.
كل ما ذكر آنفاً يكشف عن تعقيد الصراع وصعوبة فهمه دلالات مطالب “مناوي” و “جبريل” نتاج تراكمات مستمرة، ومواقف لا تتوقف عن التحوّل والتبدّل.
إن كانت المشاركة في معركة الكرامة تتطلب اقتسام السلطة، فالميدان لاعبوه كثر ، هناك الآلاف من مقاتلي المقاومة الشعبية من شباب السودان، علماء و حرفيين مهرة تخلوا عن مستقبلهم من اجل تحرير بلادنا، هناك كتائب “البراء بن مالك” التي يقودها شباب من التيار الإسلامي، ومجموعات ثورة ديسمبر “غاضبون” وغيرها ، الا يستحقون اقتسام كعكة السلطة مع “مناوي” و”جبريل”؟ ، مع العلم أن الرجلين قبضا ثمن مشاركتهما في معركة الكرامة (72) مليون دولار نقداً.
لماذا يرغب قادة الفصيلين في الحصول على عتاد عسكري ضخم بصورة منفردة، لماذا لا يقاتلون وفقاً لتشكيل القوات المسلحة كما تفعل بقية المجموعات المساندة ، لماذا يسعون لتأسيس جيش وتسليحه على حساب معركة الكرامة وخارج المنظومة العسكرية؟.
ما يريده الشعب السوداني قيادات حكيمة ووطنية تؤمن بالواقع وليس بالاوهام، مبدئية وليست مكافيلية ، وتحفظ له حياته وتعمل على ازدهارها. قادة الميليشيات والمتهورون يقودون إلى الدمار، ويقفون بعد ذلك على الركام، يكفي أن ننظر حولنا لنعرف هذه الحقيقة المّرة، والتاريخ يعلّمنا، فهل نتعلم الدرس؟