عبد الوهاب الأنصاري يكتب : مليشيا الحركة الإسلامية الإرهابية يونيو 1989 .. !!
التوثيق والكتابة، يحتاجان للقراءة والاطلاع، على المصادر بأنواعها المختلفة، والاطلاع يحتاج للصبر والنشاط، والكتابة الموثقة تحتاج لقدح الذهن والتفكير، ونحن شعوب السودان، وخاصة متعلميه، يسكننا الكسل، وفي غالبنا لا نقرأ تاريخنا حتى القريب منا، وإن قرأنا لانفهم أو نتراجع ونتوارى، لذا يتقدمنا اقزامنا وجُهَّلانا، ونخاتل ونقول نحن أمة إقرأ، ونحن لانقرأ والأمية وعدم الوعي يتملكنا، والجهل المحفوظ، نتوارثه كابر عن كابر، ونكابر ونكاجر، بعجرفة وعدم سّوية الادعياء.
والاعتماد على ثقافة المشافهة المنقولة، صوى مسارانا الساجي في جنح الليل غطته الرمال، والحكاوي والحُجى حمار نومنا، لذلك بيساطة شديدة بنعيد إنتاج الأزمة، ونكرر تدوير المأساة، ثم المهزلة بكوميديا سوداء، وها نحن منغمسين، في عصر المهزلة بحرب يصفها، الحالم قائد “الجيش” الذي صنع خصمه، بيده” بالعبثية” بعد أن فتح الجرة، بعدم درّاية وطلع المارد فسرى ليلاً هل تصدق!!؟؟
مليشيا “قوة دفاع السودان” من “جيش” إلى “مليشيا الحركة الإسلامية”: يونيو 1989 – حتى الآن ..!!
جيش الكيزان ما جيش السودان حقيقة موثقة ما مجاز:
في برنامج “قناة الجزيرة” الشهير (شاهد على العصر) لمقدمه الإعلامي الإسلامي “احمد منصور” مع الدكتور حسن الترابي، عراب إنقلاب الإنقاذ في يونيو 1989 في ذلك اللقاء الداوي الذي إشترط فيه الترابي، عدم إذاعته، ونشره إلا بعد مماته وقد كان.
تقدم الإعلامي احمد منصور، مقدم البرنامج في الحلقة11من ذلك اللقاء بسؤال د. الترابي:
س : هناك جهاز أمن “خاص بكم” ! (المقصود هنا جهاز أمن الحركة الإسلامية الإرهابية) رأى رئيس جهاز أمن الدولة حيئذ د.”نافع علي نافع” ضمًه إلى جهاز “أمن الدولة” وانت رفضت لماذا؟
ج: أجاب د. الترابي أن آفة المسلمين، أن خليفة المسلمين ظن نفسه هو يجمع كل السلطات، كل عمل المجتمع، ونحن عندنا في الإسلام غالب العمل من الأفضل، أن يؤديه المجتمع إلا إذا قصّر في حاجةٍ يسّد تلك الثغرة .. والقوة يبسطها السلطان حتى لا نتعانف بعضنا بعض …
س: سأله أحمد منصور “مندهشاً رافعاً حاجبيه” لكن دا جهاز أمن؟ والأمن مسؤلية الدولة؟؟
ج: الترابي كلا.. كلا ..!!
يواصل الأستاذ أحمد منصور السؤال: لكن دا أمن ضخم عمل انقلاب .. !!؟
الترابي: بقية جهاز الحركة لنا؛ وجهاز أمن الدولة لهم .
جهاز الأمن من رأسه وحتى بقاياه.
تحويل “الجيش” من قوى نظامية حديثة على النمط الغربي إلى “مليشيا إسلامية جهادية”:
رأى الترابي في تشكيك الدقيقة ٦:٣٧ أول الأمر كنا نترك لهم قضايا الجيش، كانت لنا أراء هذا “الجيش شكله البريطانيون _ كل الجيوش شكلها الغرب _ الرُّتب، وعّدها، وفصائلها، وطريقة التدريب، وطريقة ال ال .. البرتكول يسمونها “العقيدة العسكرية” “بكل سخرية” ( مفخماً صوته) كل ذلك.. ولكنا أردنا شيئاً آخر .. “سأله احمد منصور ماذا ارتم؟”
أجاب دكتور الترابي “أردنا أولاً أن يكون كل المجتمع القادر، من كل مجتمع يكون مدرباً، ولكن يؤدي وظيفته، مدرساً، أو طبيباً، أحمد منصور مثل سويسرا مثلاً؟
يواصل دكتور الترابي موافقاً مثلاً. مردفاً “مثل المسلمين، كانوا قديماً هكذا المجتمع كله “إذا نوديا”؛ أيام الرسول هكذا” .. إذا نوديا للجهاد”، يتداعون جميعاً، يترك كلٌ وظيفته، وهو مُدرب ويجدد تدريبه، ثم ادخلنا بعد ذلك بما يسّمى بالخدمه الوطنية، كل الطلاب يذهبون إلى التجنيد شهوراً، كما تدرسهم الجغرافية، والحساب، تدربهم إذ دعى الداعي للضرورة، وأن يكون لك جيش. ولا طابور والرجوع والقدوم، والسلامات أن “نُسّلِم” القوات المسلحة”ورأينا أن يبدأ “الإسلام في القوات المسلحة” .. هذا في التاريخ القريب المشهود، بعد إستيلاء الحركة الإسلامية الإرهابية على بلدنا، وغزوها “لبلاد السودان الكافرة” بغاية تطبيقها لمشروعها المُسمّى “حضاري وتأصيلي” المفردتين ديل بإختصار تعني؛ تطبيق الإسلاموية بمفهوم حداثي يجاري مفهوم الدولة الحديثة” كما يدعون ليكون مقبولاً للغرب ليحكموا بالبوت، والنبوت والكهنوت، حتى ظهور المسيح كما كانوا يقولون، وهو وهَّم جسّده الواقع، وكذبته وقائع الأحداث، ولا يحتاج لعناء تفكر، أو حجج براهين.
■ إستمعوا جيداً وشاهددوا، وقائع هذا الفيديو التوثيقي، من برنامج قناة الجزيرة “شاهد على العصر” الحلقة (11) وشهد شاهدٌ من أهلها.
وما ادراكما الشاهد؟ تقديم الاستاذ احمد منصور. للدكتور الترابي صاحب الفكرة، والمشروع، وخدعة الانقلاب، الذي جسد دولة الفلول، ومقطوريها في هذه الحرب المأساوية.
وقع ليكم يعني الجيش دا القدامكم دا “جيش إسلامي بمفهوم كيزاني”اسسه الترابي، “جيش الحركة الإسلامية” جيش ما عندو اي علاقة حتى بالجيش المُولد من مليشيا “قوة دفاع السودان” 1925 الأسسه البريطانيون بقيادة الجنرال هدليستون، وما عندو الحبة من الوطنية. وقع ليكم ؟؟
يعني جماعة “جيشٌ واحد شعبٌ واحد” دا طلس ملص، والثورة خيار الشعب وهي طريقنا وايامنا معدودة وتحيا الحرية.