الأربعاء, فبراير 5, 2025
الرئيسيةمقالاتعمر عمارة أبوعاقلة يكتب : حسن إدارة التنوع كمدخل لإيقاف الحرب وإستعادة...

عمر عمارة أبوعاقلة يكتب : حسن إدارة التنوع كمدخل لإيقاف الحرب وإستعادة المسار الديموقراطي

عمر عمارة أبوعاقلة يكتب : حسن إدارة التنوع كمدخل لإيقاف الحرب وإستعادة المسار الديموقراطي

*مدخل أول*

تتعدد التوصيفات لطبيعة وأسباب حرب ال15عشر من أبريل وكيفية إنتهائها ، كلا الطرفين العسكريين يحمل الآخر مسؤولية إطلاق الرصاصة الأولي ، قوي إعلان الحرية والتغيير وتقدم تحمل الحركة الإسلامية وواجهاتها الأمنية والإجتماعية والإقتصادية مسؤولية الإعداد للحرب والحشد لها وإشعالها ، وتعمل علي إيقافها عبر التفاوض لوقف القتال والقضايا الإنسانية ومسار سياسي يخرج العسكر من السياسة ورسم وتشكيل المشهد عبر الحسم العسكري ، تحالف التغيير الجذري يشارك تقدم في أهمية وقف الحرب لكن لديه رؤية مغايرة يحدد فيها مسار التفاوض بقضايا وقف القتال والقضايا الإنسانية ويرفض أي مسار سياسي يشارك فيه الطرفين ، لجان المقاومة طالها الإنقسام السياسي مابين رؤية الميثاق الثوري لسلطة الشعب لإيقاف الحرب ورؤية تقدم ، شخصيات أكاديمية وأقلام محسوبة علي الثورة تدعم رؤية ما يسمي بتيار السيادة الوطنية ونظرية الدولة والشعب ومؤسساتها في مقابل المليشيا الأسرية .

التباين واضح ما بين الرؤي المطروحة حول الحرب ، لكنها تتفق جزئيا علي أن السبيل لإيقافها هو تكوين الجبهة المدنية العريضة ، وإن تفاوتت تحفظاتها علي مهام وآليات الجبهة ، التحدي الذي يواجه الجميع هو كيفية إظهار النضج الكافي من قبل جميع المنادين بتكوين الجبهة وإزالة العوائق أمام جلوسهم في مائدة مستديرة لردم الفجوة في المواقف من الحرب وأسبابها وكيفية إيقافها وإزالة التناقضات وتقديم التنازلات الضرورية لتكوين تحالف مدني سياسي ديمقراطي جديد ، حسن إدارة التنوع في المواقف السياسية هو المدخل الصحيح لإيقاف الحرب ، لكن للوصول إلي هذه المرحلة لا بد من الوقوف علي تجرتنا في إدارة التنوع بأشكاله الأخري ، خاصة التنوع الثقافي الذي يعتبر الطريق الصحيح لتحديد المشكلة وتوصيفها وإستخلاص النتائج ، وذلك بناءا علي فرضية يجب الإعتراف بها وهي وجود خلل إجتماعي ووظيفي في ما يسمي بالشخصية السودانية يتطلب التشخيص السليم وصولا لنتائج مستدامة وإستراتيجيات فعالة لمخاطبة جذور الأزمة والتعاطي معها.

مدخل ثاني

إدارة التنوع كوسيلة للحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة في السودان
وللتعاطي مع سمات الشخصية السودانية

يعد السودان دولة غنية بالتنوع الثقافي، مع وجود أكثر من 500 قبيلة وتسعين لغة مختلفة. هذا التنوع يمكن أن يكون قوة محركة للتنمية المستدامة، إذا تم إدارته بشكل فعال ، التنوع الثقافي في دولة متعددة الأعراق والثقافات واللغات، يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال:

الفرص الاجتماعية

1. تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات: تعزيز الحوار والتعاون.
2. تعزيز الهوية الوطنية: دمج القيم الثقافية في الهوية السودانية.
3. دعم التكامل الاجتماعي: تعزيز المساواة والعدالة.
4. تعزيز الحقوق الإنسانية والديمقراطية.

الفرص السياسية

1. تعزيز الحكم الديمقراطي: تمثيل جميع المجموعات الثقافية.
2. تعزيز الحقوق الثقافية: تعزيز اللغة والثقافة.
3. دعم الحوار الوطني: تعزيز التفاهم بين المجموعات الثقافية.
4. تعزيز الاستقرار السياسي.

الفرص التعليمية
تعزيز التعليم الثقافي: تدريس اللغات والثقافات.

هذه الفرص يمكن أن تساهم في تعزيز التنمية المستدامة في السودان، وتعزيز التنوع الثقافي كعنصر أساسي للتنمية.

ولبناء شخصية سودانية متوازنة بمنهج وطني دون تحيزات يجب توظيف برامج التنمية البشرية للوصول إلي دولة السلام والعدالة والحرية ، ولا يمكن ذلك إلا بالإنعتاق من العقل الرعوي وبيئته الإجتماعية التي تنتج العنف والإقصاء والتحيز والكراهية ، وذلك عبر التعاطي مع المحاور الثقافية التالية :-

1.التنوع الثقافي كقوة محركة للتنمية

التنوع الثقافي يمكن أن يكون محفزًا للابتكار والإبداع، مما يؤدي إلى تطوير الصناعات الثقافية والسياحة. على سبيل المثال، يمكن تعزيز السياحة الثقافية في السودان من خلال ترويج المواقع التاريخية والثقافية، مثل الأهرامات في مروي والمتحف الوطني في الخرطوم. هذا يمكن أن يخلق فرص عمل ويحسن الاقتصاد المحلي.

2. قدرة الثقافات والحضارات في الإسهامات التنموية المستدامة

الثقافات والحضارات في السودان تملك قدرة كبيرة على الإسهام في التنمية المستدامة. على سبيل المثال، يمكن تعزيز الزراعة العضوية والصيد المستدام من خلال تعزيز القيم البيئية الثقافية. كما يمكن تعزيز الصناعات الحرفية والفنون من خلال دعم الحرفيين والمبدعين.

3. دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة

من المهم دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة. يمكن ذلك من خلال:

– تعزيز التعليم الثقافي في المدارس.
– دعم البحث العلمي حول التراث الثقافي.
– تعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأخرى.
– دمج القيم الثقافية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

4. الثقافة كنمط حياة

الثقافة هي جزء لا يتجزأ من نمط الحياة في السودان. يمكن تعزيز الثقافة من خلال:

– تعزيز اللغة والثقافة المحلية.
– دعم الفنون والموسيقى والرقص.
– تعزيز الاحتفالات الثقافية.
– تعزيز التقاليد الشعبية.

5. الثقافة من أجل النمو الاقتصادي

الثقافة يمكن أن تكون محفزًا للنمو الاقتصادي في السودان. يمكن ذلك من خلال:

– تعزيز السياحة الثقافية.
– تطوير الصناعات الثقافية.
– دعم الحرفيين والمبدعين.
– تعزيز التجارة الداخلية والخارجية.

إدارة التنوع يمكن أن تكون وسيلة فعالة للحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة في السودان. من خلال تعزيز التنوع الثقافي، ودمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية، وتعزيز الثقافة كنمط حياة، يمكن للسودان أن يحقق التنمية المستدامة والحد من الفقر.

التوصيات

1. تعزيز التعليم الثقافي في المدارس.
2. دعم البحث العلمي حول التراث الثقافي.
3. تعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأخرى.
4. دمج القيم الثقافية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.
5. تعزيز السياحة الثقافية والصناعات الثقافية.

ولن يتأتي ذلك إلا بالوصول إلي إيقاف الحرب والإنتهاكات والدمار ، وبناء دولة المؤسسات والقانون ، دولة الحرية والسلام والعدالة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات