الخميس, سبتمبر 11, 2025
الرئيسيةمقالاتقانون اللجوء المصري ١٦٤ لسنة ٢٠٢٤م مرة أخرى . حتى لا تفقد...

قانون اللجوء المصري ١٦٤ لسنة ٢٠٢٤م مرة أخرى . حتى لا تفقد مصر ما تحققت من مكاسب (٣/ ٤).

قانون اللجوء المصري ١٦٤ لسنة ٢٠٢٤م مرة أخرى . حتى لا تفقد مصر ما تحققت من مكاسب (٣/ ٤).

بقلم الصادق علي حسن .

أخطاء وانتهاكات .

إن بعض ممارسات مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمصر تجاه اللاجئين، قد تجاوزت مرحلتي التقصير الإداري والأخطاء العادية، وصارت من الممارسات المنتهكة لحقوق اللاجئين وطالبي اللجوء ، ويمكن وصف بعضها بأنها تندرج ضمن الممارسات المهدرة والحاطة بالكرامة الإنسانية، كالعنف اللفظي، وسوء المعاملة في صفوف الإنتظار الطويلة لطالبي إجراء المقابلات أمام مباني المفوضية ، وهنالك أكثر من حالة وفاة قد حدثت في ظروف وملابسات التدافع أمام مباني المفوضية ، ولم يتم حتى الآن الإعلان عن تكوين أي لجنة تحقيق مما يعني الاستخفاف بحق طالب اللجوء في الحياة . تمنح المفوضية الكروت الصفراء لآلاف اللاجئين ، والكرت الأصفر هو وثيقة تعريفية للاجئين وطالبي اللجوء تمنحهم الحماية القانونية من الترحيل القسري ، ويتيح لهم الحصول على الخدمات الأساسية ، ولا سيما الصحية ، من خلال الدولة المضيفة ، ويمثل الكرت الأصفر دليلا على التسجيل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، وهو شرط لحصول اللاجئ على تصريح الإقامة بمصر ، وصار الحصول على هذا الكرت بواسطة آلالاف اللاجئين السودانيين الذين وفدوا إلى مصر بسبب الحرب الدائرة ،لا يقابله أي نوع من أنواع الحماية ولا الخدمات الضرورية. فحملة هذه الكروت الصفراء ، حينما يتم توقيفهم لا تتدخل المفوضية بأي شكل من أشكال التدخل ، وقد يتم ترحيل غالبيتهم إلى بلادهم المستعرة بالحرب . المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بمصر صارت أشبه بوكالات إصدار الكروت الصفراء للاجئين من دون أن توفر لأصحاب هذه الكروت من مزايا سوى تصاريح إثبات الإقامة القانونية، وقد لا تفيد حاملها في بعض الأحيان، في أثناء حملات التوقيف. هنالك عدة شكاوى رفعت لمكاتب المفوضية عبر إدارتها بالقاهرة أو رأسا إلى جنيف ،ولكن لا توجد استجابة لهذه الشكاوى . وقد تكون حالات شكاوى السودانيين صارت لا تجد الإهتمام لدى المفوضية سواء في مكاتبها بالقاهرة أو رئاستها بجنيف . لقد صار الملاذ الأفضل للاجئين بمصر ،وخاصة السودانيين قانون اللجوء المصري ١٦٤ لسنة ٢٠٢٤م ، فبخلاف المزايا والحقوق المكفولة بموجب احكامه ، هنالك جهات رسمية لقبول الشكاوى والقضاء المصري المستقل للفصل في الدعاوى .

من المكاسب التى تحققت .

مصر الرسمية والشعبية تعاملت بصورة حسنة مع وفود اللاجئين السودانيين التي تقاطرت عليها من كل حدب وصوب بسبب الحرب الدائرة. وقد لا يحتاج الباحث إلى شواهد . السودانيون يعملون بالأسواق والمقاهي، والمصانع كالمصريين ، كما وفي الصلوات ، المصلون يحرصون في دعائهم إلى الله بذكر السودان وشعبه بالدعاء لهم بوقف الحرب والسلامة . وقد يكون اللاجئ أو المقيم السوداني بمصر بسبب أوضاع الحرب العبثية الدائرة هو الذي وجد الوضع الذي يتناسب مع ظروفه، وقد لا يحس اللاجئ السوداني بمصر بمثل الغربة كالبلدان الأخرى، بل في مصر من خلال فترة الإقامة والتساكن تعددت حالات الزواج بين السودانيين/ات والمصريين/ ات، وقد تعرف اللاجئ أو المقيم السوداني بصورة مؤقتة على الشعب المصري عن قرب، وتحققت مكاسب عديدة تعزز العلاقات الشعبية بين البلدين ، ولكن هذه المكاسب عرضة للإهدار، بواسطة الجهات المنفذة للقانون وحملات الترحيل القسري ، لا تحتاج مصر إلى حملات إعادة السودانيين إلى بلادهم. السودانيون من تلقاء انفسهم قد صاروا يعدون العدة للعودة إلى السودان وبالأفواج الطوعية بعد خروج الدعم السريع من ولايتي الخرطوم والجزيرة . صحيح لا تزال الخرطوم غير صالحة للسكن بسبب مخلفات الحرب وتلوث البيئة وعدم توفر الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ومواد غذائية وعلاج ومتطلبات الأمن والسلامة ، ولكن الضرورة دفعت بالكثير من الأسر السودانية إلى العودة من دول الجوار ، وقد طالت المدة وتبع ذلك المعاناة في صعوبة توفير أجور الشقق، والتعليم لابنائهم فصارت الضرورة تجبرهم على العودة على الرغم أن الحرب لم تتوقف . هنالك أقوال ظلت تتردد في أوساط السودانيين بأن نظام الأمر الواقع ببورتسودان صار يستخدم كل الوسائل لإجبار السودانيين للعودة إلى السودان لتأكيد أن الأوضاع والحياة صارت طبيعية في الأماكن الخاضعة لسيطرة الجيش ، كما وهنالك من يزعم بالقول بأن حملات التوقيف للسودانيين الذين لم يوفقوا أوضاع إقامتهم القانونية بمصر والتي تتم من وقت لآخر ،من ورائها رغبة في الاستجابة لرغبات نظام البرهان . في يوم ٢٢/ ٧/ ٢٠٢٥م ولأول مرة منذ دخولي إلى القاهرة صادفت حملة توقيف ،ولم أكن أحمل معي كرت اقامتي فقد فقدتها ، وفي إجراءات التجديد . لقد صادفت حملة توقيف في بوابة مترو الفيصل، وتم توقيفي ، تم إخلاء سبيلي بعد حوالى ثلت الساعة، ولكن هنالك شباب قد تم تصفيدهم حتى لا يفروا كما فر غيرهم ثم نقلوا ، وهنالك شابا يبدو عليه أنه وصل من السودان إلى مصر لغرض العلاج وبدأ عليه الاعياء والتعب الشديد ، وقد خرج من فمه إفرازات لعاب المرض ، مثل ذلك الشاب قد تكبد قسوة الوصول بحثا عن الأمان والعلاج في مصر . كذلك نقلت الوسائط عن وفاة احد الشباب الموقوفين بإحدى الأقسام بسبب مضاعفات مرض السكري .
السودانيون الذين يتواجدون في كل دول الجوار بسبب الحرب ، لديهم الرغبة الأكيدة في العودة إلى بلادهم ومنازلهم . وقد لا تحتاج مصر إلى حملات لإعادتهم، فقطعا سيعودون طوعية إلى بلادهم ، وعلى السلطات المصرية تذليل المزيد من سبل عودتهم الطوعية، وستحافظ مصر على المكتسبات التي تحققت أثناء وجودهم بها ، إما الحملات الجزافية فستكون لها نتائجها الضارة .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات