متابعات:السودانية نيوز
تتأهب ولاية شرق دارفور لتسيير قافلة مساعدات إنسانية خلال اليومين المقبلين إلى سكان الفاشر في الوقت الذي تحاول عاصمة ولاية شمال دارفور التعافي من آثار المعارك التي عانت منها لشهور طويلة.
ومن المقرر أن تتحرك القافلة المحملة بمئات الجوالات من الغذائية ومئات صفائح من زيت الطعام، يوم الأحد المقبل، إلى مدينة الفاشر في محاولة لإغاثة المدنيين هناك، وجميعها مقدمة من المجتمع المدني ومساهمة من حكومة ولاية شرق دارفور.
ونقلت صحيفة الجماهير عن نائب أمين حكومة ولاية شرق دارفور جمعة محمد عثمان قوله إن مبادرة دعم المتضررين في مدينة الفاشر، هي مبادرة مجتمعية خالصة قام بها مجتمع الولاية بكل مكوناته وشرائحه عبر مساهمات عينية ونقدية من الإدارة الأهلية لقبائل شرق دارفور وقيادة قوات تحالف تأسيس.
وعبر مبادرات مجتمعية والغرفة التجارية في سوق الضعين بشرق دارفور نجحت اللجنة المعنية بهذه القافلة في توفير أيضًا شحنة خرفان بينما تتولى حكومة «تأسيس» توفير الشاحنات التي ستنقل المساعدات، بالتزامن مع قافلة وصلت من مدينة نيالا قبل يومين وقوافل أخرى تستعد في ولايات وسط وغرب دارفور لمساعدة أهل الفاشر.
وبدأت الآمال تتصاعد داخل الفاشر مع تداول مقاطع مصورة تظهر مجموعة من الشاحنات تشق طريقها إلى المدينة محملة بمساعدات إنسانية وإغاثية، حيث خرج مواطنون لاستقبالها بحفاوة وهتافات وترحيب كبير.
كانت صحف سودانية وشهود عيان وثقوا مقاطع مصورة تظهر سماح قوات تحالف تأسيس بدخول شاحنات محملة بالمساعدات إلى مدينة الفاشر، حيث وصلت الخميس الماضي أولى شاحنات المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية إلى المدينة، بعد أسابيع من تفاقم الأزمة الإنسانية داخل المدينة نتيجة الاشتباكات المستمرة، وسط آمال بأن تتواصل عمليات إدخال الإغاثة بشكل منتظم لتخفيف معاناة السكان.
وأكد تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) وجود تحسن للأوضاع في مدينتي الفاشر وبارا اللتين بسطت قواته سيطرتها عليهما مؤخراً، مؤكدة اقتراب سيطرتها أيضًا على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
الكرة في ملعب بورتسودان
في محاولة منها لاستعادة الهدوء في كافة أنحاء السودان، أعلنت قوات تحالف تأسيس موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من قبل دول الرباعية (الولايات المتحدة، الإمارات، السعودية، ومصر) لضمان معالجة الآثار الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحرب وتعزيز حماية المدنيين، من خلال استكمال بنود الاتفاق على الهدنة الإنسانية لإدخال المساعدات وبصورة عاجلة لجميع الشعب السوداني.
وإثر هذا الإعلان، قال خالد عمر يوسف، القيادي في تحالف «صمود»، إن إعلان قوات تحالف تأسيس قبولها بمقترح الهدنة الإنسانية المقدم من اللجنة الرباعية الدولية يعد «موقفًا محمودًا ومرحبًا به»، معتبرًا أن الخطوة تفتح نافذة أمل لوقف نزيف الدماء.
وفي منشور له على منصة «إكس»، قال يوسف إن الكرة الآن في ملعب جيش بورتسودان، داعيًا إياه إلى تحكيم صوت العقل والحكمة، وتجنب الانصياع لدعاة الحرب، مؤكدًا أن هناك فرصة حقيقية لإنهاء معاناة السودانيين، ويجب ألا تُهدر.
إلا أن قائد جيش بورتسودان عبدالفتاح البرهان أعلن الخميس رفضه كل هذه الدعوات وجدد التأكيد على الاستمرار في الحرب، بعد يومين من إعلان ما يسمى وزير الدفاع في حكومة بورتسودان حسن كبرون، أن الجيش سيواصل القتال في مواجهة قوات تحالف تأسيس، بعد مناقشة المقترح الأمريكي المقدم لوقف إطلاق النار في السودان، ما يعني الاستمرار في الحرب.
وقوبلت الدعوات المتتالية للهدنة بتصعيد عسكري لجيش بورتسودان وحلفائه من الإسلاميين، إذ اتهم المرصد السوداني الوطني لحقوق الإنسان جيش بورتسودان بتنفيذ غارات جوية استهدفت مدينتي أبوزبد والفولة في الخامس من نوفمبر الجاري.
وكانت منصة «دارفور 24» أكدت أن طائرة مسيرة تابعة لقوات البرهان استهدفت سوق ود بندة بولاية غرب كردفان يوم الخميس الماضي، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى وعدد من المصابين أثناء تجمعهم داخل السوق.
ونقلت صحيفة الجماهير عن شهود عيان قولهم إن الطيران المسير التابع لجيش بورتسودان نفذ عدة غارات جوية صباح الأحد الماضي على مدينة أمبادر شمالي كردفان، استهدفت حيًا سكنيًا بالقرب من سوق الطواحين، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من المدنيين.
يشار هنا إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على سلاح الجو التابع لجيش بورتسودان في يونيو عام 2024 بعد ثبوت تقارير عن قصف جوي تعسفي للمناطق السكنية المكتظة بالسكان منذ بداية الحرب، ثم عاد وجدد هذه العقوبات لعام آخر.

وثيقة مبادئ وطنية
إلى ذلك دعا ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، إلى تحويل إعلان الرباعية الدولية إلى وثيقة مبادئ وطنية تُوقع عليها جميع القوى المشاركة في عملية وقف الحرب وإنهائها، لتكون بمثابة مرجعية سياسية معتمدة للحل الشامل في السودان.
وفي تصريح لصحيفة مدارات جديدة، اتهم عرمان التيار الإسلامي – حليف البرهان – بمحاولة عرقلة مقترح الهدنة الإنسانية، والوقوف ضد جهود وقف الحرب، معتبرًا أن هذه المواقف تُسهم في إطالة أمد النزاع وتفاقم الأزمة الوطنية.
وأكد عرمان أن مواجهة هذه العرقلة تتطلب حملة واسعة داخلية وخارجية تدار بصبر واستراتيجية، من أجل إنجاح الهدنة الإنسانية وفتح الطريق أمام تسوية سياسية شاملة.
وتوسعت دائرة دعوات وقف الهدنة، ومن بين تلك الدعوات مطالبة 170 شخصية قيادية سودانية، الآلية الرباعية، ببذل أقصى الجهود والضغوط على أطراف الحرب من أجل التفاوض والوصول لاتفاق سلام ينهي الكارثة التي يواجهها الشعب السوداني منذ 15 أبريل 2023.
وسلمت المذكرة مساء أول أمس الثلاثاء إلى وزراء خارجية دول الآلية الرباعية، بصورة إحاطة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ومفوض الاتحاد الأفريقي، وأعضاء مجلس الأمن الدولي وأعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية للتنمية «إيغاد».
وطالبوا بتبني واعتماد خارطة طريق الآلية الرباعية بصورة كاملة من قبل مجلسي الأمن الدولي والسلم والأمن الأفريقي، وتفويضهما لاتخاذ قرارات قوية لحماية المدنيين، توظف عبرها كافة الوسائل المتاحة وفقًا القانون الدولي.
وشددوا على ضرورة استبعاد مشعلي الحرب وأطرافها العسكرية من أي دوري سياسي في المستقبل، وليكون السلام أولا دون مقايضته بالعدالة ليواجهها كل من أجرم وارتكب الجرائم الوحشية، والتكاتف كقوى ديمقراطية لتجفيف نفوذ النظام البائد للمؤتمر الوطني ومخلفاته من الجماعات الإسلاموية العنيفة ممن أشعلوا الحرب وظلوا يجهضون مساعي وقفها بتأجيجها لنحو الـ1000 يوم.

