كندة :لاسلام بلا عدالة إقتصادية ومحاسبة أمراء الحرب
كتب:حسين سعد
طالب المتحدثون في الجلسة الحوارية الرابعة (إقتصاد الحرب وأثره علي صناعة السلام ) التي نظمها المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام ببيت حقوق الإنسان في كمبالا ظهر اليوم، طالبوا بإعادة هيكلة البنك المركزي ، وتفكيك إحتكار الأجهزة الأمنية والعسكرية علي المؤسسات الاقتصادية والموارد ، ومحاربة الفساد والجرائم الإقتصادية والإنسانية ، وبناء مؤسسات دولة قوية وشفافة، وشددوا علي ضرورة تجريم أنشطة التهريب (ذهب، سلاح، وقود) ومراجعة ملكية الموارد، خاصة في مناطق النزاع (مثل مناجم الذهب والأراض الزراعية) ، وإعادة هيكلة بنك السودان ووزارة المالية لتكون مستقلة وفعّالة، ومراجعة شاملة لكل العقود والشركات المرتبطة بالنظام السابق أو الفصائل المسلحة، وبناء إدارة مالية شفافة تشمل نظام ضرائب عادل، موازنة موحدة، ومراقبة الإنفاق العام، و تنفيذ مشاريع تنموية عادلة تشمل المجتمعات الريفية والمهمّشة، ودعم الاقتصاد المحلي عبر التعاونيات والمشروعات الصغيرة، ودعم الزراعة والصناعة،وضمان حرية الصحافة والمجتمع المدني في مراقبة الأداء الحكومي، و إنشاء منصات رقمية شفافة لمراقبة الميزانية والمشتريات الحكومية، وتوجيه المساعدات نحو بناء السلام لا فقط الإغاثة، وإنشاء صندوق وطني لإعادة الإعمار بإشراف دولي ومحلي مشترك، وتنفيذ العدالة الانتقالية وتعويض المجتمعات المتضررة من الحروب ماديًا ومعنويًا، وإشراك الضحايا في وضع السياسات التنموية، وعدم مكافأة أمراء الحرب على حساب ضحاياهم.
تغذية الصراعات:
وإفتتاح الجلسة الحوارية الصحفي خالد أحمد نيابة عن المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، ومن ثم قدم الدكتور هنادي المك لإدارة منصة الجلسة الحوارية حيث قدمت هنادي الدكتور رضوان النيل كندة أستاذ الاقتصاد في الجامعات السودانية وقال كندة إن الانتقال من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد السلام في السودان يتطلب رؤية سياسية واضحة، وإرادة وطنية صادقة، ودعم دولي متماسك.، وأوضح :السلام الدائم لن يتحقق دون إقتصاد عادل، يدمج المهمشين، ويستعيد ثقة الناس في الدولة، وتابع (لا سلام بدون عدالة إقتصادية ومحاربة أمراء الحرب) وأشار كندة إلي إن إقتصاد الحرب يغذّى الصراعات، والفساد، وتسبب في إنهيار النظام الضريبي وتضخم العملة الوطنية بنسبة (400%) وتزايد النزوح والهجرة لاأكثر من (8) مليون وتمدد المجاعة التي تهدد (25) مليون شخص وإنهيار سبل كسب العيش حيث فقد أكثر من (3) مليون مصدر رزقهم ، في وقت أصبحت فيه الأسر تعتمد علي النساء في مصدر الرزق بنسبة (76%) وتوقع إن يصل العدد الي (15) مليون حال تنفيذ السلطات بالخرطوم لقراراتها الخاصة بعودة الموظوظفين لمزاولة عملهم، وقال رضوان إنّ التحوّل إلى إقتصاد السلام يتطلب رؤية شاملة، وإرادة سياسية صلبة، وسياسات مدروسة تُعيد ترتيب أولويات الدولة من تمويل آلة الحرب إلى الإستثمار في الإنسان والتنمية، والتحول إلى اقتصاد يخدم السلام ليس مهمة فنية فقط، بل هو مشروع سياسي وأخلاقي طويل الأمد، يقتضي بتفكيك منظومة المصالح المرتبطة بالعنف، وبناء بنية إقتصادية جديدة تُعزز الإستقرار، وتُحقق العدالة الإجتماعية، ولفت رضون إلي إن تفكيك شبكات اقتصاد الحرب أولى الخطوات نحو اقتصاد السلام تتمثل في تفكيك الشبكات الاقتصادية التي نشأت في ظل الحروب والنزاعات