متابعات:السودانية نيوز
قال د. سالم اليامي، المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، إن الحرب الدائرة في السودان ما كانت لتقع لولا وجود خلافات داخلية عميقة، سواء على مستوى الدولة أو داخل المؤسسة العسكرية نفسها، بين قائد مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وأوضح اليامي، في حديث لقناة الجزيرة مباشر، أن أي صراع في العالم لا يمكن أن يكون سببه داخلياً بالكامل أو خارجياً بالكامل، مشيراً إلى أن الإعلام المساند للجيش عند اندلاع الحرب تحدث عن دعم تقدمه 17 دولة لقوات الدعم السريع، قبل أن تختفي هذه الرواية ويظل الحديث منصباً فقط على الإمارات.
وأضاف أن الجيش السوداني دخل في صدام واسع مع المنظمات الدولية بعد طرد العديد من المندوبين وقطع العلاقات، كما تدهورت علاقاته بالاتحاد الأفريقي والإيقاد والجامعة العربية، مؤكداً أن كلا طرفي الحرب—الجيش والدعم السريع—يحصلان على دعم خارجي، وأن «النتيجة النهائية هي أن الطرفين خاسران، فهي حرب لا كرامة فيها».
وبشأن تعثر مفاوضات جدة، أوضح اليامي أن شروط الجيش كانت غير منطقية، إذ طالب أولاً بخروج الدعم السريع من الأعيان المدنية وتجميع قواته في معسكرات «حتى يتمكن من قصفهم بالطيران»، على حد قوله. كما سعى الجيش—بحسب اليامي—إلى إقناع الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي بعدم وضعه في كفة واحدة مع الدعم السريع، واعتبار الأخير ميليشيا خارجة عن القانون وعميلة لقوى خارجية، بينما يصوّر الجيش نفسه باعتباره الدولة.
وأشار اليامي إلى أن هذه المقاربة السياسية كانت سبباً رئيسياً في إفشال مسار جدة، مضيفاً أن البرهان تحدث مؤخراً عن حل الجيش وإنشاء شرطة بديلة، في تصريحات وصفها اليامي بأنها تعكس غياب الرؤية وعمق الأزمة داخل الدولة السودانية.

