السبت, أكتوبر 4, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةمنظمة أبونا آدم: السودان يقف عند مفترق طرق حاسم

منظمة أبونا آدم: السودان يقف عند مفترق طرق حاسم

منظمة أبونا آدم: السودان يقف عند مفترق طرق حاسم

متابعات:السودانية نيوز
أصدرت منظمة أبونا آدم بيانًا إنسانيًا حول الأوضاع في السودان، مؤكدة أن البلاد تقف عند مفترق طرق حاسم في تاريخها الحديث.

وشددت المنظمة على حق الشعب السوداني في حياة كريمة، سلام دائم، وعدالة تُعيد له حقوقه وكرامته ، وأشارت إلى أن المواطن السوداني يعاني من الفشل السياسي والفساد المستشري والأنانية الضيقة التي مزقت النسيج الوطني.

وقالت في البيان (إنّ السودان يقف اليوم عند مفترق طرق حاسم في تاريخه الحديث، حيث تتراكم جراحات الماضي على نزيف الحاضر، ليجد المواطن البسيط نفسه وحيدًا في مواجهة الفشل السياسي، والفساد المستشري، والأنانية الضيقة التي مزّقت النسيج الوطني وأهدرت طاقات البلاد. في هذه اللحظة المصيرية، لم يعد لشعب السودان ما يتمناه أكثر من حقه الطبيعي في حياة كريمة، سلام دائم، وعدالة تُعيد له حقوقه وكرامته.

لقد عاش السودانيون عقودًا من التهميش والحرمان والخذلان، حتى صارت أحلامهم البسيطة – رغيف خبز، مأوى آمن، دواء لطفل مريض – بعيدة المنال. ومع ذلك، ظل هذا الشعب صامدًا، متمسكًا بإنسانيته، ومؤمنًا بأن الغد يمكن أن يكون أفضل إن توافرت الإرادة الصادقة، وإن انتصرت القيم النبيلة على المصالح الضيقة.

إن التسريبات الأخيرة حول جهود الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات) لتحقيق السلام في السودان، تمثل بارقة أمل جديدة لشعب أنهكته الحروب، وتكاد تفتك به المجاعات والأوبئة والكوارث الطبيعية. هذه المبادرة، إن صدقت النوايا وصحّت الأدوات، قد تكون الفرصة الأكثر جدية منذ اندلاع الحرب. غير أن هذا الأمل يظل هشًّا، ما لم يكن المواطن السوداني في قلب الاتفاق، وما لم تُجعل كرامة الإنسان بوصلته الأولى.

إننا في منظمة أبونا آدم نؤكد أن أي اتفاق سياسي أو تسوية مرحلية ستظل بلا قيمة إن لم تُترجم إلى حماية حقيقية للمدنيين، وإلى خطوات عملية لمحاربة الفساد، وإلى مسار واضح نحو العدالة التي تُنصف الضحايا وتُعيد الثقة بين الدولة والمجتمع. فالسلام ليس ورقة تُوقَّع، بل حياة تُبنى، وأمن يُرسَّخ، وعدالة تُمارَس.

وإذ ندعو المجتمع الدولي إلى التعامل مع مأساة السودان باعتبارها مسؤولية إنسانية عالمية، نذكّر بأن السودان ليس جزيرة معزولة في محيط بعيد؛ بل هو قلب القارة الأفريقية، وجزء من النسيج البشري والإنساني الذي يؤثر ويتأثر بما يجري في العالم. إن انهيار السودان لن يكون مأساة محلية فحسب، بل تهديدًا للاستقرار الإقليمي والدولي، وانتصار السلام فيه سيكون انتصارًا للإنسانية جمعاء.

العالم اليوم أمام اختبار أخلاقي. هل يكتفي بالمراقبة وإصدار البيانات، أم ينتقل إلى مرحلة الفعل؟ إننا نؤمن أن اللحظة التاريخية تتطلب شجاعة القرارات: توفير الحماية للمدنيين، دعم مسارات العدالة الانتقالية، إعادة بناء مقومات الحياة الأساسية من صحة وتعليم وخدمات، وفتح الأفق أمام الشباب للمشاركة في صناعة مستقبلهم.

رسالة الحب والسلام الخالدة

أحدثكم اليوم عن طموحات وآمال شعبنا الحبيب، وعن المسؤوليات التي تقع على عاتق الإنسانية حملًا محببًا على نفوسنا ومدخلًا لتحقيق أحلام شبابنا وشيوخنا وأطفالنا، وأجيال قادمة لا تطلب سوى أن تُعامَل بالعدالة، وتُكرَّم بالحرية، وتُصان بالكرامة.

إن رسالة السودان للعالم لم تكن يومًا دعوة إلى الحرب أو الكراهية؛ بل كانت دائمًا رسالة محبة وسلام. هذه الرسالة الخالدة هي التي ينبغي أن تكون البوصلة، وهي التي تجعلنا نؤمن بأن بناء وطن آمن، متصالح مع نفسه ومع محيطه، هو واجب مشترك على السودانيين وعلى العالم بأسره.

إننا نرفع صوتنا اليوم باسم الضمير الإنساني، لنقول إن السودان ليس مجرد ملف سياسي أو نزاع داخلي؛ السودان قصة شعب عظيم يستحق أن يعيش، وأمة تبحث عن العدالة والسلام، وبلد يملك من الثروات والطاقات ما يؤهله ليكون ركيزة استقرار ونهوض، لا بؤرة نزاع وانكسار.

صوت السودان هو صوت الإنسانية. ولا مستقبل للعالم بلا إنصاف شعبه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات