منظمة مناصرة ضحايا دارفور توثق للحالة المأساوية في محلية الكومة بولاية شمال دارفور التي تعرضت لقصف جوي
السودانية نيوز: متابعات
توثق للحالة المأساوية
يُعد هذا التقرير توثيقاً للحالة المأساوية في محلية الكومة بولاية شمال دارفور، التي تعرضت لقصف جوي متكرر من قبل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني. يُسلط التقرير الضوء على آخر هجوم وقع في 29 أكتوبر 2024، ويشمل شهادات من أسر الضحايا وتقييمات للأضرار الاقتصادية والصحية في المنطقة، إضافة إلى تقديم توصيات عاجلة للجهات المعنية.
ملخص الحادثة:
تقع محلية الكومة على بعد حوالي 78 كيلومتراً شرق مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وتُعد ثاني أكبر مركز لإيواء النازحين في الولاية. في يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، أفاد أحد أقارب الضحايا بأن الطيران الحربي قصف المدينة بتسعة براميل متفجرة؛ حيث استهدف الحي الجنوبي بستة براميل والحي الشرقي بثلاثة براميل. وقد أسفر الهجوم عن دمار واسع طال منازل المدنيين، بما في ذلك منزل المواطن النذير محمد آدم ومنزل السيدة المسنة من ذوي الاحتياجات الخاصة فاطمة، ومنزل مدير الشرطة بالمحلية محمد عبد الأحد. وأدى القصف إلى مقتل مدنيين اثنين:
١. حمان حسن حمدو، 86 عاماً
٢. محمد أحمد صديق، طفل يبلغ من العمر 6 أشهر
تضم محلية الكومة 23 مركزاً لإيواء النازحين، الذين فرّوا من العنف في مناطق الخرطوم، الفاشر، نيالا، وبابنوسة، ويصل عددهم إلى حوالي 60,000 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
الوضع الاقتصادي:
يعيش النازحون في الكومة وضعاً اقتصادياً متدهوراً نتيجة لاستهداف الطيران للسوق المحلية، حيث دُمرت حوالي 45 محلاً تجارياً خلال قصف وقع في 4 أكتوبر 2024. ونظراً لاعتماد النازحين على السوق المحلية لتأمين احتياجاتهم الأساسية، تراجع النشاط الاقتصادي، وامتنع العديد من التجار عن جلب السلع خوفاً من تكرار القصف. كما نزح نحو 40% من السكان إلى مناطق خارج الكومة، ويفترشون العراء خشية الهجمات الجوية.
الوضع الصحي:
تعاني الكومة من أزمة صحية حادة، إذ خرج المستشفى المحلي عن الخدمة منذ أكثر من ستة أشهر بسبب نقص الإمدادات الطبية وخوف الكوادر الصحية من الاستهداف الجوي. وقد حاولت غرفة الطوارئ في المحلية تنظيف السوق من مخلفات القصف خلال حملة نظافة في 4 أكتوبر 2024، إلا أن الطيران الحربي قصف المدينة مجدداً، مما أثار الذعر بين الأهالي.
نداءات متكررة ومجتمع دولي صامت:
ورغم النداءات المتكررة التي أطلقتها المنظمات الوطنية والدولية لتحذير المجتمع الدولي والإقليمي من خطورة استخدام الطيران بصورة متعمدة لاستهداف المدنيين، يُلاحظ أن الاستجابة ظلت غائبة. يستمر هذا القصف الانتقامي بذريعة عدم قبول بعض المجتمعات للاستنفار العسكري أو بسبب اتهامات عشوائية بكونهم داعمين أو متعاطفين مع قوات الدعم السريع. لقد بقيت هذه المناشدات دون تجاوب يُذكر، مما يزيد من معاناة المدنيين العزل ويعرض حياة الآلاف من النازحين للخطر.
التوصيات:
١. التدخل العاجل: تناشد المنظمة جميع المنظمات الدولية والمحلية تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لسكان الكومة المدنيين وتوفير المأوى والغذاء والعلاج.
٢. حظر الطيران: تدعو غرفة الطوارئ إلى إطلاق حملة مناصرة لحظر الطيران في السودان، لا سيما فوق إقليم دارفور، لحماية المدنيين من القصف المتكرر.
٣. تحقيق العدالة: تطالب المنظمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وضمان تقديمهم للعدالة لتعويض الضحايا وذويهم.
يمثل القصف الجوي على محلية الكومة واستهداف الأحياء السكنية انتهاكاً صارخاً للقوانين الإنسانية الدولية، وتهديداً لأرواح المدنيين. إن الوضع المأساوي في الكومة يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لضمان حماية المدنيين وتقديم المساعدات الضرورية، مع ضرورة السعي لمحاسبة الجناة ووقف دوامة العنف في دارفور.