تقرير:السودانية نيوز
أثارت دعوة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان للتعبئة العامة وتسليح المواطنين للمشاركة في القتال موجة واسعة من السخرية والانتقادات بين عدد من المواطنين والإعلاميين، الذين اعتبروا أن الدعوة غير منطقية في ظل حجم القوات المسلحة والقوات الحليفة لها مقارنة بالواقع الميداني.
وقال أحد المواطنين في تعليق متداول:
“يا خوتنا خلونا نتكلم بالمنطق… الجيش والقوات المشتركة ودرع السودان والبراؤون – وهي حركة إرهابية ارتكبت جرائم خطيرة – بجانب القوات المساندة وغيرها، يمتلكون أسلحة وخبرة في القتال، ولم يستطيعوا مواجهة الدعم السريع. بالتالي المواطن المغلوب على أمره إن استنفر لن يغير شيئاً… وعلى البرهان ألا يزيد علينا ولا يشبكنا بدول محاربنا وغيره من الكذب.”
كما علّق الصحفي محمد المختار على حسابه في فيسبوك منتقدًا الدعوة قائلاً:
“على البرهان وياسر العطا وعلي كرتي وأسامة عبد الله استنفار أولاد أعمامهم وأهلهم ومنطقتهم القالوا ما في زول بشبّهم ولا بحكمهم أولاً. القوة البشرية البتقاتل مارقة منهم ومن مناطقهم. كفاية خوض الحرب بالفلنقايات والمغفلين والبسطاء.”
من جهتها، تساءلت الإعلامية وصال بلة عن جدوى الدعوة للتعبئة العامة، معتبرة أن الأولى هو استنفار أبناء القيادات السياسية والعسكرية:
“من أجل من تُستنفر؟ هل من أجل الهاربين من أبناء الإسلاميين؟ أين أولاد نافع وكرتي وأبناء تجار الحرب من الحركات مثل مناوي وجبريل وكيكل وغيرهم؟ الوطن حاجة كبيرة ويجب على الجميع معرفة لأجل من يتم الاستنفار.”
وتعكس هذه التعليقات حالة من الاستياء الشعبي تجاه مشاركة المدنيين في الحرب، في ظل شعور عام بأن تكلفة الصراع تُدفع من قبل الفئات البسيطة بينما تبقى القيادات السياسية والعسكرية ومحيطها بعيدين عن خطوط المواجهة.
ويرى مراقبون أنّ الجيش يواجه ضغوطاً داخلية متزايدة من بعض حلفائه داخل التيار الإسلامي، لاسيما من المجموعات المرتبطة بتنظيم الإخوان، والتي تُعارِض أيّ مساعٍ لوقف القتال. وتشير تحليلات سياسية إلى أنّ هذه الأطراف تُوجَّه إليها اتهامات متنامية بالضغط نحو استمرار الحرب، بدافع التخلص من خصومهم السياسيين الذين أسقطوا نظام حكمهم خلال الثورة الشعبية في أبريل 2019.
ويؤكد محللون أن هذه الاتهامات لا تزال محل جدل واسع، إلا أنها تعكس حجم التوترات داخل المعسكر الداعم للجيش.

