متابعات:السودانية نيوز
شهدت الخرطوم خلال الساعات الماضية وصول موجة جديدة من النازحين القادمين من عدد من بلدات شمال كردفان، وذلك عقب توسع سيطرة قوات الدعم السريع في المنطقة الواقعة بين الأبيض والمناطق الغربية المؤدية إلى دارفور.
وقال شهود ومصادر محلية إن مئات الأسر تحركت عبر طرق ترابية ووسائل نقل بدائية في محاولة للوصول إلى الخرطوم بحثاً عن الأمان، بعد تجدد الاشتباكات وامتدادها إلى أحياء سكنية ومناطق زراعية.
وأفادت منظمات إنسانية عاملة في العاصمة بأن أعداد النازحين في تزايد مستمر، وسط نقص واضح في المأوى والمواد الغذائية والدعم الصحي، محذرة من تفاقم الأوضاع إذا تعذر الوصول إلى حلول لوقف القتال أو فتح ممرات آمنة.
وتأتي هذه التحركات الميدانية في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري، بينما لا تزال المفاوضات السياسية تراوح مكانها دون تقدم ملموس.
وبحسب تقديرات غير رسمية، ارتفع عدد النازحين داخلياً منذ اندلاع النزاع إلى ملايين، ما جعل السودان واحدة من أكبر بؤر النزوح في العالم خلال العامين الماضيين.
وحذّرت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، من استعدادات واضحة لتجدد المعارك في السودان، ولا سيما في إقليم كردفان، المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة الخرطوم، التي تسيطر عليها القوات الحكومية، وإقليم دارفور الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في بيان: “ليس هناك أي مؤشر على احتواء التصعيد. على العكس، يشير تطور الوضع على الأرض بوضوح إلى استعدادات لتكثيف الأعمال العسكرية، مع ما لذلك من انعكاسات كارثية على السكان الذين طالهم النزاع سابقًا”.
وأضاف تورك أن استمرار هذه التوترات العسكرية قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق عدة، محذرًا من أن المدنيين سيكونون الأكثر تأثرًا.
ويأتي هذا التحذير بعد تقارير دولية عن استعدادات للقوات في كردفان لتعزيز مواقعها، فيما يسعى الطرفان المتحاربان إلى السيطرة على نقاط استراتيجية بين الخرطوم ودارفور، في ظل مخاوف من تصعيد واسع قد يعيد السودان إلى دائرة الحرب الأهلية.

