الإثنين, أكتوبر 13, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةناطق الجيش الاسبق الصوارمي : الجماعات الإسلامية شوهت صورة الدين بخطاب متطرف...

ناطق الجيش الاسبق الصوارمي : الجماعات الإسلامية شوهت صورة الدين بخطاب متطرف وممزق

ناطق الجيش الاسبق الصوارمي : الجماعات الإسلامية شوهت صورة الدين بخطاب متطرف وممزق

متابعات:السودانية نيوز

حذّر العميد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي السابق باسم الجيش السوداني، من تفاقم الانقسامات داخل التيارات الإسلامية، مشيراً إلى أن المسلمين يعانون من تشتت تنظيمي وفكري عميق.مشيرا إلى أن هيمنة القيادات التقليدية على المؤسسات الدينية والحركية تعوق التجديد وتؤدي إلى احتكار القرار.

ودعا الصوارمي إلى وضع رؤية جامعة تتجاوز الولاءات الحركية والطائفية وتعيد الاعتبار لجوهر الدين.

واصاف الصوارمي ،في مقال فكري بعنوان “الحل الإسلامي”، إلى أن أحد أبرز أسباب التراجع يتمثل في هيمنة القيادات التقليدية على المؤسسات الدينية والحركية، وهي قيادات تفتقر إلى التجديد وتصر على احتكار القرار، سواء عبر السيطرة الإدارية أو من خلال فرض فقه محدد لا يواكب التحولات. واعتبر أن هذه السيطرة تخلق بيئة مغلقة تمنع ظهور قيادات جديدة، وتُبقي الخطاب الإسلامي أسير مفاهيم غير قابلة للتطوير، ما يفاقم من حالة الانقسام الداخلي ويُضعف قدرة المسلمين على التأثير في محيطهم.

وشدد الصوارمي ،ظاهرة تكاثر الحركات الإسلامية المسلحة والسياسية، التي وصفها بأنها تحمل أفكاراً متطرفة أو منغلقة، وتبتعد أحياناً عن روح الدين. ورغم أن بعض هذه الحركات تنطلق من مفاهيم صحيحة، إلا أن كثرتها تعكس حالة من التمزق داخل الجسم الإسلامي، وتضعف من قدرته على تقديم نموذج موحد يعكس سماحة الإسلام ووسطيته. وأكد الصوارمي أن هذه التعددية غير المنضبطة تساهم في تشويه صورة الإسلام وتغذي الانقسامات الداخلية.

وانتقد الصوارمي الطريقة التي يُنظر بها إلى الإسلام في العالم المعاصر، مشيراً إلى أن الإعلام الغربي يساهم في ترسيخ صورة مشوهة للدين، بسبب الجهل بمضامينه الحقيقية وعدم قراءة القرآن أو فهم فقه الدعوة. وأوضح أن الإسلام أصبح غريباً حتى على بعض أبنائه، الذين يجهلون أسس الدعوة السليمة، ما يجعل من الضروري إعادة تعريف الإسلام للعالم من خلال خطاب عقلاني ومسالم، يركز على الرحمة والحكمة بدلاً من التحريض والتكفير.

الدعوة بالحسنى
أكد الصوارمي أن الإسلام في جوهره دين يدعو إلى التعقل والرحمة، وأن واجب الداعية هو السعي إلى هداية الناس لا تكفيرهم، وإصلاحهم لا إدانتهم. وشدد على أن المجاهدة يجب أن تكون بالتي هي أحسن، وأن الخطاب الإسلامي يجب أن يتجنب الألفاظ المسيئة والتوصيفات القاسية، لأن الدعوة تقوم على الحب والإشفاق على المدعو، لا على العداء له. واعتبر أن هذا النهج هو السبيل الحقيقي لإصلاح المجتمعات وتحقيق التقوى.

واضاف  الصوارمي ، ان الجماعات الدينية والسياسية المتطرفة، سواء المسلحة أو غير المسلحة، التي تعمل بشكل منفرد بعيداً عن هيئات علماء المسلمين، مؤكداً أنها لا تمثل الإسلام الصحيح. وأوضح أن هذه الحركات، رغم محدودية أجنداتها، استطاعت أن تطفو على السطح بفضل دعم إعلامي ومساندة من بعض الأنظمة، ما أدى إلى انخداع كثير من الشعوب بها. ودعا إلى ضرورة أن تتصدى الهيئات الرسمية والعلمائية لهذه الظاهرة، وتعيد تصحيح الصورة العامة للإسلام.

شعارات الحرب
أبدى الصوارمي اعتراضه على استخدام بعض الشعارات التي تُسيء إلى الإسلام، مثل “أمريكا روسيا قد دنا عذابها”، معتبراً أن هذه العبارات تُحول الدين إلى أداة تهديد بدلاً من كونه رسالة رحمة. واستشهد بأرجوزة عبد الله بن رواحة في معركة الروم، موضحاً أن مثل هذه الشعارات لا مكان لها خارج سياق الحرب، وأن واجب المسلمين تجاه غيرهم هو الدعوة بالحسنى والمجادلة العقلانية، لا التحريض أو التهديد.
وشدد الصوارمي على أن قيادة الدولة لا يجب أن تقتصر على رجال الدين، بل يجب أن تشمل علماء من مختلف التخصصات، من الاقتصاد والسياسة إلى الطب والهندسة والإعلام. وأوضح أن هيئة العلماء التي يُفترض أن تقود المجتمعات يجب أن تضم كل الخبرات العلمية، وأن إقصاء المتخصصين غير الدينيين يُضعف من قدرة هذه الهيئات على تقديم حلول متكاملة للمشكلات الوطنية والإقليمية.

واقعية إسرائيل
أقر الصوارمي بأن إسرائيل تمثل قوة إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط، ليس فقط بذاتها، بل بدعم الولايات المتحدة وعلاقاتها الدبلوماسية الواسعة. ودعا إلى الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على معالجتها بواقعية سياسية، بدلاً من الإنكار أو الخطاب العاطفي، مؤكداً أن تجاهل هذه المعطيات يزيد من تعقيد الصراع ويُضعف الموقف الإسلامي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات