الإمارات.. التزام متواصل بدعم الشعب السوداني
عبدالله العوضي
منذ أن قبلت القوات المسلحة السودانية أن ترفع قضيتها المردودة دفوعاتها قانونياً ضد الإمارات، والمجتمع المحلي مستغرب من هذا السلوك الذي لا ينم عن طيبة وأصالة الشعب السوداني الأبي. حضرت مجالس عديدة يتحدث الناس فيها عن دور السودان التاريخي في التنمية الإدارية بالدولة، وخاصة في مجال عمل البلديات في الدولة، حيث تولى منذ عقود خبراء من السودان مسؤولية إدارة البلديات.
والمجال الآخر، يتعلق في القطاع العسكري، حيث كانت الدولة تبعث بأبنائها للدراسة في الكليات العسكرية بالسودان، ولدينا اليوم جيل كامل من الخريجين الذين لا زال البعض منهم على رأس عملهم وآخرون بلغوا سن التقاعد.الإمارات كذلك لا تنسى دور السودان في مساندة قوات التحالف العربي ضد «الحوثيين»، وذلك عندما طلب التحالف العون من القوات المسلحة السودانية، وهي القوات ذاتها التي تبحث اليوم عن الخلاف، بدل الوفاق الأصل المستدام. لم تزل الإمارات ممتنة لهذا النوع من العمل البطولي للشعب السوداني، ولم تنكر يوماً هذا الفضل في مسيرة أهل السودان حكومة وشعباً.
وبالعودة إلى الماضي، بل قبل أكثر من خمسين عاماً، وهذا التاريخ شاهد على عمق العلاقة، من دون أن نعْلَق اليوم مع الراهن في السودان. وهو ما أكد عليه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، التزام الإمارات الراسخ والتاريخي والمتجدد تجاه الشعب السوداني، حيث قام على منصة «إكس»، بنشر وثيقة تاريخية تعود إلى 1 مايو 1973، تسلط الضوء على العلاقات الراسخة بين الإمارات والسودان، وتبرز التزام الإمارات الدائم بدعم الشعب السوداني في مختلف المجالات، خاصة القطاع الصحي. والوثيقة خطاب رسمي من السفارة السودانية في لندن إلى وزارة الخارجية البريطانية، توثق توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ببناء مستشفى رئيسي و24 عيادة صحية في العاصمة السودانية الخرطوم، إلى جانب مبادرات أخرى لدعم القطاع الصحي في السودان.
ويذكر أن هذا المشروع جاء بناءً على زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الخرطوم، حيث أمر بتخصيص الموارد اللازمة لإنشاء هذه المنشآت الصحية. في تعليقه على الوثيقة، أكد معاليه: أن التزام الإمارات تجاه الشعب السوداني راسخ، تاريخي، ومتجدد.
ولم ينقطع هذا الالتزام برحيل الشيخ زايد، رحمه الله، لأن الخيرية مستمرة في أبنائه البررة، ومن ذلك الامتداد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، حيث وجه في 20 أغسطس 2022 بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بقيمة 25 مليون درهم إلى المتأثرين والنازحين بسبب السيول والفيضانات في السودان، وللمساهمة في دعم تحسين الظروف المعيشية للسكان المتضررين وعائلات الضحايا. علماً أنه خلال السنوات الماضية، خاض السودان بحوراً من التغيرات في أنظمة الحكم، لكن كل ذلك لم يكن له تأثير في مواصلة الإمارات مسيرة الخير في ثبات سياستها الخارجية الإنسانية.
وتؤكد هذه المساعدات، سواء التي أشار إليها معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، أو التي يمكن رصدها بسهولة منذ بداية الأزمة الراهنة في السودان، عمق وقوة العلاقات الأخوية بين الإمارات والسودان، وتندرج، كذلك، في إطار سياسة الإمارات الخارجية ورسالتها الإنسانية الحضارية، القائمة على مد يد العون إلى المجتمعات المتضررة حول العالم عبر برامج ومشاريع إغاثية وإنسانية لإنقاذ تلك المجتمعات وتعزز تنميتها.
نقلا عن “الاتحاد” الإماراتية
