الجمعة, مارس 28, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةخالد سلك: حول خطاب البرهان المقارنة منعدمة إنقلاب البرهان أعاد البلاد لقوة سحيقة...

خالد سلك: حول خطاب البرهان المقارنة منعدمة إنقلاب البرهان أعاد البلاد لقوة سحيقة ..

خالد سلك: حول خطاب البرهان المقارنة منعدمة إنقلاب البرهان أعاد البلاد لقوة سحيقة ..

متابعات:السودانية نيوز

المثير للسخرية في النقاشات التي أعقبت خطاب البرهان هو مجرد محاولة المقارنة أو الموازنة بين المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية من جهة، والحرية والتغيير وتقدُّم من جهة أخرى. هذه مقارنة لا يمكن أن تُطرح في أي سياق عاقل كان. لاحظت تسابق المنتمين للنظام السابق إلى عقد هذه المقارنة المضحكة، وهو أمر مفهوم في ظل الجرح العميق الذي تركته في نفوسهم تجربة الحرية والتغيير القصيرة خلال عامي الانتقال المؤود. دخلت الحرية والتغيير نظيفة وخرجت نظيفة؛ لم تتلطخ يداها بالدماء، ولم تتورط في الفساد. خلال عامين فقط، حققت الحكومة الانتقالية ما عجزت عنه الإنقاذ طوال ثلاثين عاماً. ورثت الحكومة الانتقالية بلدًا تمزقه الحروب، لكنها نجحت في إيقافها كليًا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.

وجدت دولة معزولة ومحاصرة بقوائم الإرهاب والعقوبات، فانتزعت السودان من تلك العزلة، وأعادته إلى موقعه الطبيعي، حيث احتفت به الأمم في المحافل الدولية، واتُّخذ نموذجًا يُرجى اتباعه. ورثت الحكومة الانتقالية خزينة مفلسة وأزمة حادة في الوقود والقمح والدواء، ونجحت في معالجتها، فعند وقوع الانقلاب، كان رصيد بنك السودان المركزي يتجاوز مليار دولار، وحصل السودان على إعفاء شامل لديون تجاوزت 50 مليار دولار، كما بلغ نقطة الاكتفاء الذاتي من القمح والبنزين، وتلقى منحة بقيمة 3 مليارات دولار لمشروعات التعليم والصحة والكهرباء والاتصالات.

ثم جاء الانقلاب لينهي كل هذا، ويعيد السودان إلى هوة سحيقة، ثم يقوده إلى حرب مدمرة. ومنذ اندلاع الحرب، كان موقفنا واضحًا لا لبس فيه، لم ولن يتغير مهما تكالبت علينا الخطوب والأكاذيب: • لسنا طرفًا فيها ولن نكون ولن ننحاز لأي من أطرافها. • لن نشجع من يسفك الدماء ولو بقطرة واحدة، فنحن منها براء. • لن نحرض على استمرارها دقيقة واحدة، بل نعمل بكل السبل الممكنة على إيقافها، ومعالجة آثارها الإنسانية الكارثية. • قولنا وفعلنا وحراكنا كله موجَّه نحو هدف واحد فقط: وقف نزيف الحرب اليوم قبل الغد. سنواصل العمل على إحلال السلام ولن يكون البديل عودة النظام السابق أو استبداله بحكم عسكري استبدادي، البديل هو استرداد الشعب لثورته واقامة نظام مدني ديمقراطي يختار فيه الناس ما يريدون، ويكون فيه جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد، جيش للدولة وشعبها لا لحزب أو فرد. أما خصومنا، فلا يملكون ضدنا إلا الكذب، ولا شيء غيره. يكررونه بأمل أن يغيروا الواقع، لكن هيهات! نتحدى أي جهة كانت أن تمضي معنا إلى المحاسبة الحقيقية. فلنرَ: • من قتل الأبرياء؟ • من عذبهم وانتهك حقوقهم؟ • من نهب أموالهم ودمر حياتهم؟ • من أشعل حربًا دمرت المدن والقرى وشردت الملايين؟ • من سلب المنازل وشرَّد أصحابها؟ • من استثمر في استمرار الحرب وسعى لإطالة أمدها؟ • من نشر خطاب الكراهية والعنصرية؟ مواقفنا ثابتة لا تتزحزح، صحائفنا نقية، أما صحائفهم فملطخة بكل ذنب وسوء. الحساب ولد وهو قادم، ويومه قريب بإذن الله. وعندها، سيعلم المجرمون والكاذبون أي منقلب ينقلبون. رؤيتنا في هذه المأساة التي تعصف ببلادنا واضحة وهي أنه لا حل عسكري لها البتة. المخرج هو أن يضع المتحاربون سلاحهم عبر وقف لإطلاق نار بآليات مراقبة ملزمة وفعالة، تمكن الناس للعودة لمدنهم وقراهم، وأن تحل هذه الكارثة عبر حوار حقيقي يخاطب جذور الأزمة ويؤسس لسلام عادل ومستدام ومنصف. هذا موقف مبدئي لن تغيره تقلبات الحرب او مزايدات دعاتها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات