منظمة حقوقية: الصمت الدولي تجاه الانتهاكات يزيد من معاناة الشعب السوداني
تقرير لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور حول معاناة المدنيين نتيجة القصف الجوي المستمر في ولاية شمال دارفور – ٢٤ و ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤
متابعات: السودانية نيوز
الصمت الدولي
تعيش ولاية شمال دارفور تحت وطأة أزمة إنسانية كارثية نتيجة القصف الجوي العشوائي والمتعمد الذي تقوم به قوات الجيش عبر سلاح الطيران. هذه الهجمات الجوية المستمرة لا تستهدف فقط المنشآت العسكرية، بل تشمل أحياء سكنية ومراكز حيوية تُعتبر العمود الفقري لحياة المدنيين في المنطقة. وعلى مدار الأشهر الماضية، أصبح القصف الجوي جزءاً من الحياة اليومية للكثير من المدنيين في دارفور، مما أسفر عن دمار واسع النطاق في البنية التحتية، وخلق حالة من الذعر والخوف المستمر بين السكان.
تواجه المناطق المستهدفة نقصًا حادًا في المواد الغذائية نتيجة للحصار الجوي والعرقلة المتعمدة لدخول الشاحنات التجارية. كما أن المراكز الصحية أصبحت خارج الخدمة، حيث فر الأطباء والكوادر الطبية هربًا من القصف، ما أدى إلى شلل شبه كامل في الرعاية الصحية. هذه الهجمات، التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وتزيد من تفاقم معاناة المدنيين الذين يعيشون في ظروف قاسية أصلاً.
في ظل هذا الوضع المتدهور، تشدد منظمة مناصرة ضحايا دارفور على ضرورة لفت انتباه المجتمع الدولي إلى الجرائم المستمرة في دارفور، وتطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين ووضع حد لهذه الهجمات التي تزيد من معاناة الشعب السوداني وتعمق الأزمة الإنسانية.
أفاد شاهد عيان من محلية مليط بولاية شمال دارفور لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور أن الطيران الحربي التابع للجيش شن غارة جوية على المدينة في حوالي الساعة السابعة وسبع وخمسين دقيقة مساءً، بعد خروج المصلين من المسجد عقب صلاة المغرب. القصف استهدف حي دار النعيم وحي الامتداد في الناحية الشمالية للمدينة، وكذلك مقر الجمارك الرئيسي.
أسفر القصف عن تدمير عدد من المنازل، منها منزل أحمد آدم يعقوب ومنزل أحمدو ومنزل الدومة محمود ومنزل حمادي عبد الله. قُتُل مجدي مستور أحمد، كما خلف القصف عددًا من الجرحى:
١. يوسف سليمان ميمونة أحمد
٢. مديحة محمد هرون (طفلة تبلغ من العمر ٦ سنوات)
القصف الجوي أدى إلى خلق أزمة إنسانية كارثية في مدينة مليط، حيث شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية وتوقف دخول الشاحنات التجارية إلى المدينة. كما خرجت معظم المراكز الصحية والمستشفيات عن الخدمة بسبب هروب الأطباء والكوادر الطبية خوفًا من الغارات الجوية. تعتبر مليط ملاذًا للنازحين الفارين من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشهد معارك مستمرة.
في يوم ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤، استهدفت غارة جوية نفذها الطيران الحربي التابع للجيش محلية سرف عمرة الواقعة في الناحية الغربية لولاية شمال دارفور. أفاد شاهد عيان أن الغارة تمت في حوالي الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة ظهرًا، واستهدفت حي المطار بالقرب من استاد كرة القدم في الناحية الشمالية للمدينة.
لم يُصب أي من المدنيين في هذا الهجوم، لكنه أسفر عن مقتل 20 رأسًا من الماشية، مما تسبب في أضرار كبيرة في الممتلكات لأصحابها.
التوصيات والمطالب:
١. تفعيل حظر الطيران:
تطالب منظمة مناصرة ضحايا دارفور مجلس الأمن الدولي، وقادة الدول المجتمعين في نيويورك في إطار أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتفعيل حظر طيران لحماية المدنيين في إقليم دارفور وجميع أنحاء السودان. هذا الحظر أصبح ضرورة ملحة نظرًا للاستهداف المستمر للأحياء السكنية والمنشآت المدنية.
٢. وقف فوري للقتال:
تدعو المنظمة أطراف النزاع إلى وقف القتال فورًا والدخول في مفاوضات مباشرة للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة في السودان. إن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والدمار.
تؤكد منظمة مناصرة ضحايا دارفور أن الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات يزيد من معاناة الشعب السوداني. الحلول العسكرية لن تجلب السلام، بل ستعمق الجروح وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني. يجب على المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة لوضع حد لهذه الأزمة وضمان حماية المدنيين وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة.