الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةمقالاتالجميل الفاضل يكتب عين على الحرب لقد سرقت دموعنا يا ذئب؟!

الجميل الفاضل يكتب عين على الحرب لقد سرقت دموعنا يا ذئب؟!

الجميل الفاضل يكتب عين على الحرب لقد سرقت دموعنا يا ذئب؟!

أستطيع أن أفهم، ما الذي أقلق منام علي أحمد كرتي بالضبط، وقض مضجع حركته المسماة إسلامية، التي كانت نائمة الي وقت قريب، في عسل العودة علي أسنة رماح كتائبها الي الحكم، الي حد أجبر كرتي علي أن يفتح اليوم نيران غله، ويصب جام غضبه، علي جبهة الميثاق العلماني، الذي وقع بنيروبي قبل يومين، واصفا قادة تحالف السودان التأسيسي الجديد، بما يشبه الهزيان الهستيري: “بشراذم الباطل، وعملاء الخارج، الذين تجمعوا علي جيفة مليشيا متهالكة، ليوقعوا معها، ميثاقا لتقاسم أشلاء الضحايا، بمداد دم الأبرياء، في صفحة سوداء بنيروبي، ويتغنون بترديد صرخات الذين قضوا تحت التعذيب، والتنكيل، والأغتصاب”.
فان كرتي الذي إستند علي جدار ساقط في شارع الزلزال، ربما هو الي الآن لا يدري أنه عما قليل، ستتسع الصحاري، حين ينقض الفضاء علي خطاه.
لتنكسر البلاد علي أصابعه كفخار، وينكسر المسدس من تلهفه.
علي أية حال، فإن من إجتمعوا في نيروبي لم يجتمعوا علي جيفة مليشيا متهالكة كما قال كرتي، بل علي حب وطن مثخن بجراح نصال صدئة، لم تراع في جسده العليل إلا ولا ذمة.
المهم فعلي كرتي أن يجد أولا الجسد في فكرة أخري، وان يجد البلد في جثة أخري.
لا في ما فجر طيران إبنه “الجنرال الطاهر” فينا من ينابيع.
إذ لا شيء يكسرنا، فلا تغرق تماما، في ما تبقي من دم فينا.
ولا تذهب تماما، في شظايانا، لتبحث عن نبي فيك قد ناما.
فقد سقط السقوط، ونحن نعلو، فكرة، ويدا، حلما، وقامة.
غير أن كرتي كان قد كال من سبابه المفرط علي دولة كينيا، حتي قبل أن
يصدر الدكتور موساليا مودافادي رئيس الوزراء وزير الخارجية الكيني، أمس بيان  ترحيب دولة كينيا بحكومة السلام والوحدة السودانية المرتقب تشكيلها.
حيث إعتبر موساليا تشكيل حكومة السلام والوحدة، خطوة مهمة لإستعادة السلام والاستقرار في السودان.
فقد قال كرتي: “أن هذا التحالف نشأ تحت رعاية دولة فاسدة تريد أن تحيي رميم التمرد في السودان، وتسعي لتسعير نار الحرب، لأجل مصالح بالية، وأوهام متعاظمة، وأحقاد قديمة”.
فعلي كرتي أن يفهم لو أنه لا يعلم، رغم “ميشاكوس”، ورغم “نيفاشا”، ورغم “سيمبويا”، أن “نيروبي” لا تعطي لتأخذ، إن “نيروبي” هي التي تعطي فقط، لكي تعطي، ولا تسأم من أن تعطي، منذ أن كان هنا “جومو” وقبل أن يصبح ظله قاعة كبري تفيأنا ظلالها، ذات نهار من نهارات كينيا الجميلة، أبن “النوبة” الحلو الذي أوبت معه الجبال، فأسهب الخطاب، وأبناء “التاكا” سهولها وبطانتها، ومفتاح سرها الميرغني، مبروك مبارك، وسعيد، ومن أبناء “الوهاد” دقلو، وبرمة الذي أبرم عهدا أبي له أن ينكسر، ثم بجوارهم إدريس وصندل وحجر، وأبناء أخر.
فقد إستهل كرتي بيانه وكأنه وكيلا أو  ظلا لله في الأرض، بآية تلمح الي يقين بأن تحالف “تأسيس” قد نشأ من أجل أن يميز الله الخبيث من الباطل، وليجعل سبحانه وتعالي، الخبيث بعضه علي بعض فيركمه، لكي يجعل الله في النهاية هؤلاء جميعا في جهنم، (حسب ظن كرتي).
علي أية حال يبدو أن ما أخرج كرتي عن طوره هذه المرة رغم زهوه وفخر أصحابه بأن هذه الحرب قد أعادت للحركة الإسلامية قوتها وألقها، كما ظن عبدالحي يوسف، هو أمر جلل في النهاية.
ولهذا ربما إتكأ كرتي علي كتابه القديم قائلا: “تجدد الحركة الإسلامية عهدها ووعدها بأننا ماضون في طريق العزة والكرامة.
ملتزمون بواجباتنا في الحفاظ علي لحمة المجتمع السوداني، وتوحيد صفه وتعظيم قيمه.
والمدافعة لدحر الباطل في كل ميادينه،
والإستعداد لمواجهته بكل الوسائل فداء للدين والوطن”.
هو لحن رتيب مكرور يصدر من ذات الاسطوانة المستهلكة، المشروخة، القديمة.
إذ لابد من تناول قرص دوائي من أبيات لمحمود درويش لمواجهة مثل هذا اللزوم، يقول فيها:
سَرَقْتَ دموعنا يا ذئب
تقتلني وتدخل جُثَّتي وتبيعها
أُخرجْ قليلاً من دمي
حتى يراك الليلُ أَكثر حُلْكَةً
واخرجْ لكي نمشي لمائدة التفاوض، واضحينْ،
كما الحقيقةُ:
قاتلاً يُدلي بسكَّينٍ.
وقتلى
يدلون بالأسماء.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات