الإثنين, يونيو 23, 2025
الرئيسيةمقالاتابراهيم ادريس يكتب"تحالف قاتل".. يهدد مستقبل السودان

ابراهيم ادريس يكتب”تحالف قاتل”.. يهدد مستقبل السودان

ابراهيم ادريس يكتب:”تحالف قاتل”.. يهدد مستقبل السودان

تستمر قيادة الجيش السوداني في صنع تحالفات مع الإسلاميين المتطرفين لضم ميليشياتها وكتائبها المسلحة إلى صفوف القوات المسلحة لمساعدتها في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ منتصف أبريل ٢٠٢٣، دون النظر إلى دعوات التفاوض والتحول إلى مسار سلمي ديمقراطي.

تقارب الجيش والميليشيات الإسلامية المتطرفة يمكن القول بإنه “تحالف قاتل”، نظرا لخطورته على مستقبل البلاد.، كما أنه يُعد “زواج مصلحة” بين الجيش والقوى الإسلامية المتطرفة يهدد مستقبل السودان، وذلك بعدما انتشرت الميليشيات المتطرفة والكتائب المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان في مناطق سيطرة القوات المسلحة، وارتكبت جرائم قتل وانتهاكات وعنف ونهب خلال الأيام والأسابيع الأخيرة بصورة أكبر مما كانت عليه منذ بداية الحرب.

ولكي تتحسن الأمور تدريجيا يجب أن يتوقف الجيش عن الاعتماد على الإسلاميين المتطرفين في السودان، وإنهاء زواج المصلحة، لأن ذلك يدخل البلاد في إشكاليات لا تعد ولا تحصى، على الجيش أن يبتعد عن هذا التحالف القاتل ويتمسك بالعروة الوثقى ويختار طريقا جديدا يعتمد على مشروع وطني ونهضوي قائم على الحرية والسلام والعدالة.

وتكمن ضرورة إعادة بناء الجيش السوداني، لكي يمتلك السودان جيشا يتمتع بالمهنية والوطنية ويحافظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، ويفتح طريقا لضوء النهار بعيدا عن كتائب البراء الإخوانية التي تسعى إلى السلطة وإعادة إنتاج النظام الجديد.

وجاء التقرير النهائي الصادر عن الأمم المتحدة لفريق الخبراء المعني بالسودان، الموجه إلى مجلس الأمن كاشفا وواضحا، ليؤكد أن هناك ميليشيات وكتائب تعمل إلى جوار القوات المسلحة في الحرب، وثقت ضدها انتهاكات عديدة.

لكن القوات التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني بعضها إسلامي طويل اللسان قليل المنفعة، مع التأكيد على وجود ميليشيات أخرى ذات قاعدة اجتماعية قبلية وحركات أخرى، مع التشديد على أن الكتائب الإسلامية هي الأخطر على البلاد بسبب أفكارها وتوجهاتها.

لكن القوى المدنية والثورية في السودان تراهن على “هشاشة” تحالف الجيش والإسلاميين، بعد تصدعات واختلافات عدة خلال فترة الحرب، وزيادة وتنامى قوى وسيطرة الميليشيات المتطرفة في مناطق سيطرة الجيش.

كما أن التجربة الطويلة في السودان مع الإخوان والإسلاميين المتطرفين، تشير إلى أنهم مجموعات إسفنجية رخوة يمكن تجفيفها، وبمجرد أن ترتوي بماء السلطة ستعود لممارساتها القديمة، لكن القوات المسلحة في الوقت الحالي تعتمد على تنظيم الإخوان والمتطرفين لمساعدتها في الحرب، بينما يستخدمون هم الجيش للقفز من جديد على السلطة.

وتعمل القوى الإسلامية المتطرفة وتنظيم الإخوان على استكمال عملية اختطاف الدولة وقيادة الجيش، بغرض العودة إلى السلطة وتأسيس سيطرتهم مرة أخرى بعد سقوط نظام البشير قبل نحو ٦ أعوام.

لكن كل مخططات الجيش لإنجاح زواجه مع التطرف والميليشيات الإسلامية، تجد دائما قوى الشعب المدنية والثورية في مواجهتها، إذ يرفض الشعب السوداني أن تضيع ثورته ويذهب كفاحه هباء، بعودة تنظيم الإخوان والمتطرفين الإسلاميين لحكم البلاد مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات