الغالي شقيفاتً يكتب : الي العمدة أبونوبة في عليائه
رحل عن دنياناً الفانية العمد عبدالله مصطفي أبونوبة الياس الحمداني احد ابرز قيادات الادارة الاهلية والمجتمعية بالسودان وهو ليس علي الله بعزيز وفي مثل هذه الحالات نكتفي ان تخرج المشاعر حزنًا واسانا عبر دموع صامتة مع استرجاع شريط الزكريات القريبة والبعيدة ويذداد الالم ان العمدة أبونوبة رحل والسودان في مفترق طرق ودارفور احوجً ما تكون لوجوده ومساهماته في بناء دارفور الجديدة التي فقدت اباً كبيرا وداعما وناصحا وموجها ومفكراً والفقد ليس لمحلية السلام التي ساهم الراحل في تاسيسها بل الفقد لكافة المحليات في دارفور فكان يسجل حضورًا دائمًا في مجالس الحل والعقد ومؤتمرات الصلح ويتمتع بعلاقات واسعة مع جيرانه من القبائل المجاورة لمنطقة ام ضوبان خاصة قبائل الفلاتة والمساليت والهبانيةً واب دركً والمراريتً وله بصمات واضحة في الصلح بين القبائل واخرها مشاكل السلامات والبني هلبةً والهبانية والسلاماتً والرزيقات مع الفلاتهً وغيرهماًويمكن القول ان بلادنا فقدت احد اعمدة وركائز الحكمة والحنكة والادارة والتجربة والخبيرة في قيادة المجتمع وصناعة السلام الاهلي في دارفور وعرفت العمدة أبونوبة لاكثر من ربع قرن من الزمان وكنت نلتقيه في كل الفعاليات السياسية والمجتمعية والشعبية والاهلية ونزوره في منزله بالخرطومً ويسرقنا الزمن عند الحديث معه ومعروف عن الفقيد انه تقلد عدة مناصب في ولاية جنوب دارفورالتي ولد ودرس فيها وعمل من موظف بنيالاً الي عضو بالمجلس التشريعي ولاية جنوب دارفوروقبلها عضو بمجلس تشريعي محلية السلام ونائب لرئيس اتحاد الرعاة بالسودان وصولا للمشاركة في مؤتمر تأسيس بنيروبيً وكنت قد اجريت عدة حوارات صحفية مع الراحل في سنين ومراحل مختلفة فهو يتميز بالنباهةًوحسن التصرف والتاثير علي الناس والرشد في قيادتهم فهو رغم انه من نيالا الا انه يعرف تاريخ اجدادهً الذين كانو في بوادي شمال دارفور يعرف البطون والافخاذ والمنابتً والمناطق ولعب العمدة أبونوبة دورا كبير في حفظ الامن بدارفور وتحصين محلية السلام من الاقتتال القبلي فهو صاحب حجة واقناع ومنطق وطد علاقات الزريقات مع القبائل المجاورة له في جنوب دارفور فلذلك تجده في اي مؤتمر للمصالحات القبلية ودائما تجده في مقدمة الاجاويد والوسطاء وقد شاهد الجميع تزاحم الناس في ام ضوبانً علي مختلف مشاربهم السياسية والقبلية واطيافهم الثورية والعمرية جاؤوا زمرًا وفراديً ليكونو شهود علي مراسم الدفن ومن هنا ندعو قيادات دارفور لتبني مشروع أبونوبة للسلامً والحكم الاهلي ليكون مركزا للتنوير ويكون بذلك قد تم تخليد اسمه بين الخالدين من عظماء بلادي ونجعل من تراثه الاجتماعي احد المصابيح التي تضئ الطريق للاجيال القادمة التي نامل ان تبني سودان جديد حر ديمقراطي يسع جميع ابناؤه ومعلوم ان العمدة أبونوبة دخل العمل العام من بواكر صباه في نيالا من اتحاد الطلاب الي نقابات العمال والمجالس التشريعية ومن ثم انتخب نائب لاتحاد رعاة السودان جلست الي العمدة أبونوبة في نيروبي واستمعت اليه والرجل اصبح يؤمن تماما بمشروع السودان الجديد والتحول المدني الديموقراطي وهو كان نصيرا للسودان القديم في عهد الانقاذ واصبح يفضح القداسة السياسية ويعمل علي هزيمتها مستخدما العقلانية والفكر والمنطق واصبح نصيرًا للضعفاء ويؤمن بالنضال من اجل استرداد الديمقراطية ودائما يقول ان السودان يمر بمراحل صعبة ومفصلية ويحتاج لجميع ابناؤه ، ومضي العمدة الي حيث لا وجه الا وجهه ربك ذو الجلال والاكرام مضي الي جوار ربه ومضي في ذاكرة البلد رحل ادارة اهلية وسياسي مناضل جسور تشهد له كل ارجاء البلاد من حلفا للتوماتً وقوزًدنقوً ومجنقريً ومن وادي هور باقاصي شمال دارفور الي خور القنا وقرورةً فهو عاش يحمل افكار نبيلة ويبشر بها ويحمل هموم كبري وكان دائم التفاؤل بالنصر المؤزر ومستبشر بغد افضل للوطن والشعب وان رحيله لا يعني رحيل رجل ادارة اهليةًمثقف ومتعلمً وسياسي فحسب بل يعني رحيل رجل يسعي للسلام والتعايش السلمي بين المكونات الاجتماعية وبناء وطن جديد يتساوى فيه الجميع رحل وترك رصيدا ثرا في كيفية حل النزاعات الاهلية والمجتمعة وعلم الاراضي والحواكيرً والتباينات السياسية والاجتهادات المعرفيةً والراحل لم يكن في برج عاجيً بل كان يجلس الي الناس ويستمع اليهمً ويتجاذب معهم اطراف الحديث ويتفقدهم ويدعو الناس الي داره العامرة بالضيوف والزوار والوقوف الي خدمتهم بنفسهً والابناء وقوفا الي جانبه كالطود الاشم كرم وشهامة مثل والدهم لم نجد منهم الا كامل التقدير والاحترامً وحسن وبشاشة الاستقبالً
الي العمدة الجديد نصرالدين ابونةً خير خلف لخير سلف رحل العمدة كما تحلو لكم تسميته وترك لكم مهمة كبيرة وصعبة واجب الحفاظ عليها والوقوف علي مسافة واحدة من جميع الاطراف والمكونات كما كان يفعل الراحل وهو رجل تاريخه يتحدث عنه ولا يبوحً ذهب الي رحاب ربه ومازال وطننا تتجاذبه الامواج والعواصف ويواصل مسيرته المضطربة والمجهولة في مرحلة مفصلية من تاريخه ويحتاج الي امثالكم من اصحاب النظرة الثاقبةًوالمواقف المبدئية والنجباء المتجردينً والامل فيكم واخوتكً الشرفاء المخلصين الذين حتما سيواصلون معك مشوار الراحل بتجرد ونكران ذات ورؤية واضحة من اجل الوطن الكبير كعهدنا بهم ومعرفتنا لهم عن قرب ومعكم نعمل من اجل بزوغ فجر الحريةً والديمقراطية والوطن الحر الذي ينهض من الانقاض ًويسود فيه التسامح والرخاء والسلام والعدل كما كان يردد الراحل في اخر جلساته بنيروبي ويزول الجهل والاستبداد والاحتراب والفقر والمرض ومن صفات المؤمن الصبر ووالدكم كان من الصابرين الصبورينً المؤمنين فقد قدمت اسرته عشرات الشهداء من اجل السودان الكبير من دارفور الي طروجيً وحرب 15 ابريل الجارية والحديث النبوي الشريف يقول اذا مات بن ادم انقطع عمله الا من ثلاثة علما نافعا وصدقة جارية وولدا صالحا يدعو له وانتم الابناء الصالحين الذين تدعون له والفقيد لم يكن زعيما اهليا وسياسيا فقد بل كان من اهل الخير والبركة والمرحمةً وكان مشاركا للجميع في السراء والضراءً ومنافحاً للحق ونصير للمظلومين رحمه الله رحمة واسعه وجعله في الفردوس الاعلي مع النبيين والشهداء الصادقين الصالحين والعزاء موصول لاسرته بمحلية السلام ونيالا والواحةًوخارج السودان وجميع قيادات الإدارة الاهلية ومكتبها التنفيذي ولابنائه العمدة نصرالدينً والدكتور حذيفة وحسبو ومحمد واخواتهم واسرة المرحوم عبدالرحمن ابو نوبة
خالص التعازي والمواساة انا لله وانا اليه راجعون
الغالي يحي شقيفاتً
بنسلفانيا الولايات المتحدة الامريكية
يونيو 2025