الثلاثاء, مارس 11, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةشبكة الصحفيين السودانيين :الثورة ما زالت تعيش

شبكة الصحفيين السودانيين :الثورة ما زالت تعيش

شبكة الصحفيين السودانيين :الثورة ما زالت تعيش

الخرطوم:السودانية نيوز
اعلنت شبكة الصحفيين وقوفها ضمن أي جهود تُعلِّي من شأن العمل الجماهيري في مواجهة تلك الحرب اللعينة عبر قيام تحالفات جديدة على أساس قاعدي بحيث لا تكون مكوناتها مردوفة خلف تحالف سياسي يمارس عليها الوصاية والتوجيه بما يخدم خط ذلك التحالف السياسي.وشددت في بيان بمناسبة الذكري السادسة لثورة ديسمبر المجيدة ،إن السير في طريق الثورة يتطلب الموقف الثوري من كل أجهزة الدولة القديمة التي لا يمكن أن تكون جزءًا من التغيير، كما أن الرؤى الاصلاحية التي طرحت في التعامل مع الجيش والدعم السريع من شأنها أن تعطل المسار الثوري، وتُبقي على الدولة القديمة، والنظام القديم فلابد من بناء أجهزة جديدة تتمثل الثورة وتعبِّر عنها من أجل قيام دولة الحرية والسلام والعدالة.

وقالت في البيان (جماهير شعبنا في الداخل وهم يعانون ويلات الحرب اللعينة، وفي الخارج من مشردين ولاجئين وممن كان قدرهم الترقب والقلق والانتظار؛ نحييكم تحية الثورة في هذا اليوم التاسع عشر من سبتمبر، يوم أن قررت جموع الشعب السوداني في عام 2018، أن تكسر قيودها وتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة من سدنة النظام الإسلاموي، فكان أن أصبح ذلك اليوم بداية جديدة من تاريخ المواجهات مع الأنظمة الشمولية، والنضال من أجل العدالة والحرية والسلام والمساوة من أجل تعديل واقع الدولة السودانية المائل والمختل، والاطاحة، ليس فقط بنظام “الكيزان”، بل والقطع مع الدولة السودانية القديمة من أجل تأسيس جديد.

لقد انطلقت شرارة الثورة من قبل القوى الاجتماعية الكادحة والتي عانت التهميش والابعاد القسري عن معادلة السلطة والثروة، وكان للظروف الاقتصادية المتردية دورها الكبير في إنجاح الحراك الثوري الذي استطاع أن يطيح بنظام البشير وزمرته؛ ولقد انتظمنا في شبكة الصحفيين السودانيين ضمن القوى والاجسام التي عملت على قيادة الفعل الثوري بعد انطلاقته في الأٌقاليم والخرطوم عبر “تجمع المهنيين السودانيين”، ولقد كانت مرحلة حملت الإيجابيات والأخطاء معاً، وذلك كان أمراً طبيعياً نسبة للتكوين الطبقي لذلك الجسم الذي كان قوامه أبناء وبنات الطبقة الوسطى والتي هي صاحبة المصالح والامتيازات في الدولة القديمة، فكان أن دب الصراع داخل التجمع بسبب المواقف الطبقية، في ظل غياب التنظيمات الجماهيرية التي تمثل أصحاب المصلحة في التغيير الثوري الحقيقي من نقابات عمالية وأجسام تمثل القوى الاجتماعية التي كان بالإمكان أن تقود الثورة، ولا نبرئ أنفسنا في الشبكة من ذلك الخلل الكبير الذي اتضح أثره بصورة جليلة في مسار الثورة عقب سقوط النظام وتلك كانت المرحلة الأصعب.

وكانت النتيجة الحتمية لكل ما سقنا أن اغتربت الثورة عن مفجريها وأصحاب المصلحة فيها من جمهور الكادحين والمهمشين، بعد أن سُرقت ثورتهم على يد من تصدروا المشهد من قوى اختارت التفاوض مرة أخرى والشراكة مع اللجنة الأمنية لنظام البشير، في حين كان في الإمكان أفضل مما كان، فقد كان الفعل الثوري في حالة صعود مستمر وكانت الثورة تستقطب في كل يوم ممثلين لقوى اجتماعية جديدة حتى تلك التي لم تشارك في يوميات الثورة بصورة منظمة، وكان بالإمكان التمسك بخيار تسليم السلطة كاملة للجماهير الثائرة، وهي الفرصة التي ضيعتها تلك القوى المتصدرة للمشهد.

لقد كان موقف الشبكة واضحاً ومتميزاً ومختلفاً حتى داخل تجمع المهنيين الذي كانت الشبكة جزءًا منه وأحد مؤسسيه، رغم الأخطاء التي ارتكبت وكنا جزءا ًمنها، حيث رفضت الشبكة الوثيقة الدستورية والشراكة التي قامت عليها واعتبرتها ردة عن المسار الثوري.

لقد حادت القوى الانتهازية عن خط الثورة والتغيير الحقيقي؛ عبر خدعة ظلت تتكرر في مشهد الهبات والانتفاضات الثورية في السودان، وهي المتمثلة في انحياز الجيش للشعب، فقد ظل ذلك الانحياز على الدوام ضمن آليات ووسائل الدولة القديمة لقطع الطريق أمام التغيير الثوري من أجل الحفاظ على مكتسبات القوى الاجتماعية المرتبطة بالدولة القديمة، فكان أن تمت تلك الشراكة بين مدنيين شاركوا في اسقاط نظام البشير وبين عسكر اللجنة الأمنية لذات النظام!، مما يعني أن النظام القديم ظل موجوداً داخل الجديد.

لقد كان لتلك الشراكة أثرها الكبير السيء على الحياة السياسية والواقع الاجتماعي، فقد احتفظت بقوتين عسكريتين هما الجيش والدعم السريع سرعان ما تطورت التناقضات بينهما من ثانوية إلى رئيسية في إطار الصراع على الانفراد بالسلطة والذي فجَّر الحرب التي تعيشها بلادنا اليوم، مما يعني أن جذور الحرب التي اندلعت كمنت في تلك الشراكة، غزَّتها التناقضات والمصالح الخارجية بقوة، حتى أصبح كل فريق يعبِّر عن محور إقليمي ودولي خارجي.

ولئن كام الشعار المرفوع تجاه القوى العسكرية هو “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، فقد شاخ ذلك الهتاف، ولابد من صيغة لهيكلة القوات المسلحة نفسها وإعادة تكوينها من جديد بما ينسجم مع التغيير الثوري الذي يقطع مع جهاز الدولة القديم.
جماهير شعبنا

لقد فشلت معظم القوى المدنية في امتحان الحرب اللعينة المفروضة على بلادنا والتي تجري على أجساد المواطنين، وبدلاً من بلورة طريق خاص بعيداً عن ثنائية الجيش والدعم السريع كأدوات ضمن أجهزة الدولة القديمة، اختارت التحالفات السياسية للقوى المدنية أن تنحاز هنا وهناك، وأن تبحث عن حل للخروج من مأزق الحرب عبر ما يضمن الإبقاء على ذات الأطراف المتسببة في الأزمة والمنتجة لها واستدعاء ذات الشراكة التي قادت لواقع اليوم.

جماهير شعبنا

شبكة الصحفيين السودانيين
19 ديسمبر 2024

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات