الأربعاء, أكتوبر 22, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 191

الجميل الفاضل يكتب عين على الحقيقة “الجيش والإخوان”.. هل آن أوان فصل التوأمين؟!

0

الجميل الفاضل يكتب عين على الحقيقة “الجيش والإخوان”.. هل آن أوان فصل التوأمين؟!

 

يبدو أن دولاً مقربة من البرهان لا تزال تشجع إقدامه على عملية شبيهة بعمليات فصل التوائم الملتصقة، (Siamese Twins).
إذ تتوقف نسبة نجاح مثل هذه العمليات على موضع ودرجة الالتصاق، ومدى إمكانية فصل الأعضاء المشتركة دون التسبب بمضاعفات تهدد بقاء أحد التوأمين أو كليهما.
وغالباً ما تتطلب هذه العمليات قرارات جراحية صعبة قد تُفضي إلى التضحية بأحد التوأمين لإنقاذ الآخر.
وفي السياق السوداني، تبدو هذه الاستعارة ملائمة لوصف العلاقة المعقدة بين الجيش السوداني وتنظيم الإخوان المسلمين.
فقد أكدت الباحثة المصرية د. أماني الطويل أن القاهرة لا تزال تراهن على قدرة البرهان في تحجيم دور الإسلاميين، وترى أن ثمة فرصة لقادة عسكريين يمكن أن ينقذوا السودان من سيطرة هؤلاء الإسلاميين.
ومن جانبه، نبه الأستاذ الجامعي المقيم بأميركا خالد كودي إلى خطورة هذا الارتباط “العضوي” الذي نشأ منذ انقلاب الإنقاذ عام 1989، مؤكداً أن الجيش تحوّل منذها إلى مؤسسة أيديولوجية تفرض النظام بالقوة وتعيد تشكيل المجتمع وفق رؤية دينية وعرقية مغلقة.
وقد حمّل كثيرون هذا الارتباط مسؤولية إفشال أكثر من عشرة مسارات تفاوضية ومبادرات إقليمية ودولية، إرتطمت كلها بصخرة التغلغل “الإخواني” في مفاصل الجيش.
وتعزز هذه الفرضية الاعترافات الشهيرة التي أدلى بها الدكتور حسن الترابي عام 2010 في برنامج “شاهد على العصر”، حين أقرّ أن حركته بدأت مبكراً بالتغلغل داخل الجيش والشرطة والأمن بهدف السيطرة على الدولة.
بل وصف تلك الإستراتيجية بأنها “انتهازية سياسية” ضرورية للوصول إلى الحكم، وأشار إلى أنه وضع خطة سرية منذ 1975 لتنفيذ انقلاب يونيو 1989.
ورغم أن هذه الاعترافات مضى عليها أكثر من عقد، فإن نتائجها لا تزال حيّة تؤثر على المشهد الحالي، بل وربما على مستقبل السودان.
فالتاريخ، كما قال المؤرخ هايدن وايت، “ليس لفهم الماضي فقط، بل للتحرر منه”.
وبذلك، فإن سؤال “فصل التوأمين” لم يعد مجرد استعارة تحليلية، بل هو بالضبط ضرورة هذه المرحلة.
فإما أن ينجح الجيش في إجراء هذه الجراحة المؤجلة، ويتحرر من أسر أيديولوجيا الإخوان، أو أن يظل السودان برمته عالقاً في دوامة حربٍ لا تنتهي، وماضٍ لا يغادر الحاضر.

الدعم السريع يسيطر على مدينة الخوي وسحق متحرك الصياد … ومناوي “قلوبنا مليئة بالأمل”

الدعم السريع يسيطر على مدينة الخوي وسحق متحرك الصياد … ومناوي “قلوبنا مليئة بالأمل”

متابعات: السودانية نيوز

أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها علي مدينة الخوي بولاية غرب كردفان اليوم الثلاثاء بعد معركة شرسة مع الجيش والكتائب والحركات المسلحة .

وقال مستشار الدعم السريع ، الباشا طبيق في تغريدة (أشاوس قوات الدعم السريع يسحقون متحرك الصياد ويحررون مدينة الخوي ويكبدون حركات الإرتزاق والفلنقايات وكتائب البراء الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد في معركة حاسمة وتم كسر شوكة متحرك الصياد وإنهاء مغاماراته الفاشلة

من جانبه اقر رئيس حركة تحرير السودان ، مني اركو مناوي بالهجوم علي مدينة الخوي ، وأضاف مناوي في منشور علي الفيس بوك (هاجمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية مدينة الخوي بولاية غرب كردفان ، لكن أبطالنا في القوات المسلحة والمشتركة والمقاومة الشعبية يقفون بكل شجاعة في وجه هذا العدوان ، نحن على ثقة بأن الحق سينتصر  و قلوبنا مليئة بالأمل ، انتظروا البشريات ، فالوطن يستحق كل التضحية ..

جلسة فى الكونغرس الامريكي عن شرق أفريقيا وامن القرن الأفريقي

جلسة فى الكونغرس الامريكي عن شرق أفريقيا وامن القرن الأفريقي

متابعات:السودانية نيوز

تعقد لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جلسة استماع بشأن بعنوان ( شرق أفريقيا والقرن الأفريقي: عند نقطة تحول أم نقطة انهيار؟ ) اليوم الأربعاء، ويمكنك أن تتوقع أن يتحدث الجمهوريون عن الحاجة إلى استراتيجية لإدارة ترامب لمكافحة التطرف في أفريقيا.

وبحسب مسودة البيان الافتتاحي لرئيس اللجنة جيم ريش ، الذي تمت مشاركته مع صحيفة نات سيك ديلي، فإن الجمهوري من ولاية أيداهو سيدعو إدارة ترامب إلى توسيع مشاركتها في الأمن الأفريقي.

في إطار تركيزه على تجاوز العلاقات مع الدول والقادة كل على حدة، يستعد ريش أيضًا لانتقاد كينيا، أحد الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة في القارة، لعلاقتها الوثيقة مع الصين. سيشير ريش إلى تصريحات الرئيس الكيني ويليام روتو الشهر الماضي ، حيث قال إن الصين وكينيا “شريكتان في بناء” نظام عالمي جديد. وسيقول، وفقًا لتصريحات مُعدّة مسبقًا: “الاعتماد على قادة يحتضنون بكين بهذه الصراحة خطأ. لقد حان الوقت لإعادة تقييم علاقتنا مع كينيا وغيرها ممن يُقيمون علاقات وثيقة مع الصين”.

صرح مساعد للديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، مُنح عدم الكشف عن هويته للاطلاع على تصريحات العضو البارز شاهين، لصحيفة نات سيك ديلي، بأن النائب الديمقراطي عن نيو هامبشاير سيركز على تأثير تخفيضات ترامب للمساعدات الخارجية الأمريكية على الأمن الإقليمي. كما سيُسلّط شاهين الضوء على كيفية استغلال الصين للفراغ الذي خلّفته الولايات المتحدة في المنطقة عندما قلّص ترامب البرامج التي تُركّز على الرعاية الصحية والمساعدة الغذائية والأمن .

أزمة القيادة الأمريكية تصل إلى صحراء قاحلة صور من الكارثة الإنسانية في السودان وتشاد

أزمة القيادة الأمريكية تصل إلى صحراء قاحلة صور من الكارثة الإنسانية في السودان وتشاد

بقلم لينسي أداريو

مقدمة بقلم آن أبلباوم

في الطينة، وهي بلدة صحراوية قاحلة شرق تشاد، تتكشف الآن أول أزمة إنسانية في عالم ما بعد أمريكا. وصل آلاف الفارين من الحرب الأهلية في إقليم دارفور بالسودان مؤخرًا إلى هناك بعد أن تحملوا مشاق رحلات طويلة في حر شديد وصل إلى 100 درجة فهرنهايت. كثيرون منهم لا يملكون شيئًا – إذ أفادوا بتعرضهم للضرب والسرقة والاغتصاب على طول الطريق – ولا ينتظرهم في تينيه أي شيء تقريبًا. ويعود ذلك جزئيًا إلى التخفيضات الهائلة التي أجرتها إدارة ترامب على المساعدات الخارجية، إذ لا يوجد سوى عدد محدود من العاملين الإنسانيين الدوليين لاستقبالهم. تعاني تينيه من نقص في الغذاء والماء والدواء والمأوى، وموارد محدودة لنقل الناس إلى أي مكان آخر.

قبل بضعة أشهر، كنتُ أُجري تغطيةً صحفيةً في السودان مع المصورة لينسي أداريو. عادت لينسي مؤخرًا إلى المنطقة وقضت عدة أيام في تصوير بعض الأشخاص الذين يتدفقون على الطينة والتحدث معهم. ووفقًا لعمال الإغاثة الميدانيين، وصل أكثر من 30 ألف شخص إلى هناك منذ اشتداد القتال في المنطقة منتصف أبريل، ويصل الآن أكثر من 3500 شخص يوميًا. تُجسّد الصور أدناه يأس الناس الذين لا يجدون مأوىً لهم، وغياب البنية التحتية التي تُساعدهم، وخراب الصحراء القاحلة.

يعاني معظم اللاجئين السودانيين الواصلين إلى الطينة من الجفاف والجوع. ويموت كثيرون من الفارين من العنف في دارفور جوعًا أو عطشًا قبل وصولهم إلى الحدود مع تشاد؛ بينما يتعرض آخرون للسرقة أو الضرب أو القتل على طول الطريق. (4 مايو/أيار 2025)
يعاني معظم اللاجئين السودانيين الواصلين إلى الطينة من الجفاف والجوع. ويموت كثيرون من الفارين من العنف في دارفور جوعًا أو عطشًا قبل وصولهم إلى الحدود مع تشاد؛ بينما يتعرض آخرون للسرقة أو الضرب أو القتل على طول الطريق. (4 مايو/أيار 2025)

معظم سكان الطينة والبلدات المجاورة قادمون من مخيم زمزم، وهو مخيم للنازحين يعاني من المجاعة في شمال دارفور. ولطالما واجهت شاحنات الإغاثة المحملة بالطعام صعوبة في الوصول إلى زمزم، بسبب استمرار العنف، وسوء حالة الطرق، وإحجام الحكومة السودانية عن السماح للمنظمات الدولية بالعمل في المناطق التي يسيطر عليها خصومها. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، صعّدت قوات الدعم السريع، الميليشيا التي تُعدّ الخصم الرئيسي للجيش السوداني، من حدة التوتر. وشددت قوات الدعم السريع حصارها على الفاشر، أكبر مدن شمال دارفور، وبدأت بقصف مخيم زمزم نفسه.

يتألف جوهر قوات الدعم السريع من البدو الناطقين بالعربية، المعروفين سابقًا باسم الجنجويد، والذين كانوا في صراع طويل الأمد مع المزارعين غير العرب في هذا الجزء من السودان. إن تنافسهم المميت ليس نزاعًا دينيًا – فكلا الجانبين مسلمون بأغلبية ساحقة – والاختلافات العرقية غير واضحة. ومع ذلك، يقول اللاجئون في الطينة إن جنود قوات الدعم السريع يستجوبون الأشخاص الهاربين من زمزم والفاشر، ويقتلون الرجال الذين يبدون “أفارقة” بدلاً من “عرب”، والذين يتحدثون لغة خاطئة أو يأتون من قبيلة خاطئة. روت امرأة تدعى فاطمة سليمان: “إذا كانت لغتك العربية، فسوف يطلقون سراحك”. وقالت إن أولئك الذين لم يتحدثوا بها قُتلوا على الفور. نجا ابنها أحمد ذو البشرة الداكنة، وهو طالب يجيد بعض الإنجليزية، لأنه يتحدث العربية أيضًا، على الرغم من أن أصدقاءه لم يكونوا محظوظين مثله. لقد شاهدهم وهم يُقتلون بالرصاص.

نظريًا، لا تزال إدارة ترامب تدعم المساعدات الإنسانية الطارئة. لكن عمليًا، أعاقت التخفيضات في اللوجستيات والموظفين، والتغييرات المفاجئة في المدفوعات، والفوضى المصاحبة لها، جميع المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في الطينة وفي كل مكان. يفتقر الصليب الأحمر التشادي إلى وسائل نقل للجرحى. إمدادات برنامج الغذاء العالمي غير موثوقة بسبب تقليص أنظمة الدعم. تُقلص مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد موظفيها بسبب قيود الميزانية. قال جان بول هابامونغو سامفورا، ممثل المفوضية في شرق تشاد، إنه خلال مسيرته المهنية التي استمرت 20 عامًا، لم يتذكر يومًا أن اللاجئين تلقوا مثل هذا القدر الضئيل من المساعدات.

قال سامفورا: “الولايات المتحدة هي أكبر مانح لنا”. ولكن في فبراير، طُلب من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعديل خدماتها. وأوضح: “الأمور التي اعتدنا اعتبارها أنشطةً منقذة للحياة، مثل توفير المأوى، لم تعد تُعتبر أنشطةً منقذة للحياة”. وهذا يضع فريقه أمام مشكلةٍ مستعصية: “أين نضع الناس، ولو قليلاً من الحماية؟”. أُبلغ بعض موظفيه بأن وظائفهم ستنتهي في يونيو/حزيران، لكن الأزمة لن تنتهي في يونيو/حزيران.

تقوم مجموعات سودانية محلية، وهي جزء من حركة تعاونية تُسمى “غرف الاستجابة للطوارئ”، بجمع التبرعات من الخارج، وبدأت بتقديم وجبات الطعام للاجئين، كما تفعل في جميع أنحاء السودان. ولكن إذا استمر عدد النازحين في التزايد مع اتساع نطاق الكارثة، فسيحتاج هؤلاء المتطوعون أيضًا إلى المزيد من الموارد، ولو لضمان حصول كل فرد في الطينة على وجبة طعام يوميًا. أفاد شهود عيان بوفاة أشخاص عطشًا في طريقهم إلى الطينة، ووصول أطفال يعانون من سوء التغذية بين اللاجئين.

هذه لحظة مأساوية في حربٍ مُدمرة. فقد شرد العنف في السودان عددًا أكبر من الناس يفوق عدد النازحين في أوكرانيا وغزة مجتمعين. وتُلقى التصريحات حول السودان بانتظام في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى. ومع ذلك، يبدو أن الأشخاص في هذه الصور قد تُركوا في عالمٍ فارغ. ومع انسحاب الولايات المتحدة وتدهور المؤسسات الدولية، قد تكون محنتهم نذيرًا لما هو آتٍ
———————————-
لينسي أداريو هي مصورة صحفية ومؤلفة كتاب “عن الحب والحرب” ومذكرات “هذا ما أفعله” الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز .

المصدر: مجلة the Atlantic الأمريكية

الزيلعي.. تجمع المهنيين إنشغل بالصراع السياسي فقاده للانقسام وضياع صوته

الزيلعي.. تجمع المهنيين إنشغل بالصراع السياسي فقاده للانقسام وضياع صوته

كتب:حسين سعد

قال الباحث في الشأن النقابي دكتور صديق الزيلعي ان إنشغال تجمع المهنيين بالصراع السياسي أضاع فرصة كبيرة لوضع قانون للنقابات والإهتمام بإجراء انتخابات بالأجسام المهنية
ووصف صديق في ملف السودان أرض البطولات والثورات الذي يناقش عبر سلسلة من الحلقات نضالات العمال والنقابات ضد الانظمة المستبدة ،ووصف التجمع بأنه
لم يهتم بإجراء انتخابات او الاستعجال في تغيير القانون وانخرط في الصراع السياسي الذي أدي لإنقسامه وخفوت صوته.

وأوضح الزيلعي تجمع المهنيين لعب دورا كبيرا في ثورة ديسمبر. ولكن بعد انتصار الثورة
ضاعت فرصة قيام نقابات منتخبة خلال الفترة الانتقالية وتابع.. نحن نعاني من آثارها الان. والانقسام الحالي هو بسبب عدم خبرة من يعملون في النقابات حاليا. فقد تعرض اتحاد العمال تاريخيا لعدة محاولات للانقسام ولكنه عالجها بالخبرة النقابية

وأشار صديق الي نظام مايو عقب فشل إنقلاب يوليو 1971 عدلت السلطة قانون النقابات وأصدرت لائحة البنيان النقابي لسنة 1972 التي عدلت كل الهياكل النقابية. اثر ذلك على موقف النقابات ولكن ابتداء من 1973 بدأت المقاومة النقابية تشتد ووصلت قمتها بعد 1977 ( رغم صدر قانون جديد للنقابات يتبعها للاتحاد الاشتراكي) وصارت النقابات ( خاصة المهنية) تتمرد على سلطة الدولة والاتحاد الاشتراكي. لافتا الي ان النقابات كانت تابعة لمكتب في الاتحاد الاشتراكي. ولم تتوقف الإضرابات والصدمات مع السلطة. وقال صديق ان النقابات رأت في تلك الفترة ان الوقت مناسب لعمل كبير لذلك أسست التجمع النقابي من ستة نقابات وصار مركزا للمقاومة. وأوضح الزيلعي ان النقابات كانت منتخبة ديمقراطيا والقيادات موثوق بها من قواعدها. وهكذا دخلت معركة الانتفاضة بكل قوة وبعد سقوط نميري تم اسقاط كل النقابيين السدنة ديمقراطيا.

الجدير بالذكر ان قيادات نقابية كانت قد أشارت علي الدور الكبير الذي قامت به النقابات في الثورات في السودان قبل أو بعد الإستقلال ،وإبعاد العمال والمزارعيين في المشاركة في الحكومات الإنتقالية والرقابة عليها والإسراع في تنفيذ إصلاحات قانونية لصالح العمال والنقابات ،وتنظيم العمال والمزارعين ،والدفاع عن حقوقهم، والمطالبة بتحسين ظروف العمل والأجور، وتوفير الخدمات الاجتماعية لأعضائها، مثل الدعم الصحي والتعليم والإسكان.

مقال تحليلي للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة

مقال تحليلي للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة

بقلم:
محمد ابراهيم أحمد – المستشار القانوني بدولة  قطر
زهير عبدالله امام – المستشار القانوني  بالاتحاد الإفريقي، مملكة ليسوتو

مقدمة:

في الخامس من مايو 2025، أصدرت محكمة العدل الدولية (International Court of Justice) – وهي الجهاز القضائي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة – أمرًا في القضية التي رفعتها جمهورية السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتناول هذه القضية ادعاءات السودان بارتكاب الإمارات انتهاكات مزعومة لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948، وذلك في سياق النزاع المسلح الجاري في السودان، لا سيما فيما يتعلق بالانتهاكات المرتكبة ضد جماعة المساليت في إقليم غرب دارفور.

وقد طلب السودان من المحكمة، ضمن أمور أخرى، إصدار تدابير مؤقتة تهدف إلى حماية حقوقه وضمان وقف ما اعتبره انتهاكات مستمرة. غير أن المحكمة قررت، في أمرها الصادر، عدم توافر الاختصاص الظاهري (lack of prima facie jurisdiction) للنظر في موضوع الدعوى، ومن ثم رفضت طلب التدابير المؤقتة، وأمرت بشطب القضية من جدول أعمالها العام.

يهدف هذا المقال إلى تقديم تحليل قانوني متخصص للأمر الصادر عن المحكمة، مع التركيز على الأسس التي استندت إليها في تقرير عدم الاختصاص، وبيان الفروق الدقيقة بين المصطلحات القانونية ذات الصلة، ومدى نهائية هذا القرار، فضلاً عن استعراض الخيارات القانونية والدبلوماسية المتاحة للسودان في أعقابه. كما يتناول المقال الآراء المخالفة التي برزت داخل المحكمة، والتحديات المتعلقة بسوابق السودان في تعامله مع آليات العدالة الدولية، بما يوفر فهماً أعمق للمهتمين بالقانون الدولي.

ومن المهم التأكيد أن هذا المقال لا يتطرق إلى المسائل الموضوعية المتعلقة بالوقائع المدعاة أو البينات المقدمة، إذ إن المحكمة لم تصل إلى مرحلة السماع في جوهر النزاع. وبالتالي، فإن التحليل المعروض يركّز حصراً على الجوانب القانونية والإجرائية المرتبطة بأمر المحكمة، دون الخوض في مدى صحة أو قوة الأدلة.

  • التفريق بين الأمر (Order)، والقرار (Decision)، والحكم (Judgment) في إطار محكمة العدل الدولية:

في سياق الممارسة القضائية لمحكمة العدل الدولية ، بصفتها الجهاز القضائي الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة ، يتم استخدام طائفة من المصطلحات القانونية  للدلالة على مختلف أنواع الإجراءات القضائية (judicial proceedings) والنتائج التي تتمخض عنها. إن الإحاطة الدقيقة بالفروق الجوهرية  بين هذه المصطلحات تُعد أمراً حاسماً لاستيعاب طبيعة عمل المحكمة، ونطاق حجية الأمر المقضي (res judicata)  لما يصدر عنها، وقوته الإلزامية .

أولاً: الحكم (Judgment)

يُمثل الحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية تتويجاً للإجراءات القضائية  والفصل النهائي في النزاع الموضوعي (merits) المعروض عليها بين دولتين أو أكثر من أشخاص القانون الدولي, ووفقاً للمادة 59 من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية (statute of the international court of justice)، فإن “قرار المحكمة ليس له قوة إلزامية إلا بين أطراف الدعوى وفي خصوص النزاع الذي فصل فيه كما تؤكد المادة 60 على أن “الحكم نهائي  وغير قابل للاستئناف وفي حالة الخلاف على معنى الحكم أو نطاقه ، يكون للمحكمة، بناءً على طلب أي طرف، أن تفسره.

يتميز الحكم بصدوره بعد مداولات قضائية شاملة ، تتضمن تقديم المرافعات الكتابية والمرافعات الشفوية  من قبل أطراف النزاع، وفحص الأدلة ، وتطبيق قواعد القانون الدولي واجبة التطبيق. ويكون الحكم ملزماً قانوناً  للأطراف المتنازعة، ويتوجب عليهم تنفيذه بحسن نية (bona fide) وفي حالة إخفاق أحد الأطراف في الامتثال لالتزاماته الناشئة عن الحكم ، يجوز للطرف الآخر، وفقاً للمادة ٩٤ من ميثاق الأمم المتحدة (UN Charter)، أن يلجأ إلى مجلس الأمن (Security Council)، الذي له، إذا رأى ضرورة لذلك، أن يقدم توصيات  أو يتخذ تدابير  لإنفاذ الحكم.

ثانيًا: الأمر (Order)

يختلف الأمرعن الحكم في طبيعته القانونية  ووظيفته الإجرائية  تصدر المحكمة أوامر في سياق إدارة سير الدعوى ، وتتعلق عادةً بمسائل إجرائية  أو بتدابير تحفظية. على سبيل المثال، يمكن للمحكمة أن تصدر أمراً بتحديد المواعيد الإجرائية  لتقديم المذكرات الكتابية، أو أمراً بضم قضيتين متصلتين (joinder of cases)، أو، وهو ذو أهمية خاصة في العديد من القضايا، أمراً بالإشارة إلى تدابير مؤقتة (indication of provisional measures).

تهدف التدابير المؤقتة، التي يجوز للمحكمة إصدارها بموجب المادة (41) من نظامها الأساسي، إلى حماية حقوق الأطراف إلى حين صدور الحكم النهائي في النزاع. وعلى الرغم من أن النظام الأساسي لا ينص صراحة على إلزامية هذه الأوامر، فقد استقرت المحكمة في اجتهاداتها على أن للأوامر المتعلقة بالتدابير المؤقتة قوة إلزامية. ففي قضية لا غراند (ألمانيا/ ضد/ الولايات المتحدة الأمريكية) ، أوضحت المحكمة أن الأوامر الصادرة بموجب المادة ٤١ لها قوة ملزمة .

في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة ، كان الطلب الأساسي للسودان هو الإشارة إلى تدابير مؤقتة. وبالتالي، فإن ما صدر عن المحكمة في هذا الخصوص بتاريخ ٥ مايو ٢٠٢٥ هو “أمر” يتعلق بطلب التدابير المؤقتة، وليس حكماً نهائياً في موضوع النزاع.

ثالثًا: القرار (Decision)

يستخدم مصطلح القرار في سياق عمل محكمة العدل الدولية بمعناه الواسع، ليشمل مختلف التحديدات التي تصدر عن المحكمة خلال سير الدعوى. ويشمل ذلك الأحكام النهائية (Judgments)، التي تفصل في النزاع بحجية الأمر المقضي، والأوامر الإجرائية (procedural orders)، وقرارات المحكمة بشأن التدابير المؤقتة، والاختصاص، ومقبولية الطلبات.

فعلى سبيل المثال، إذا قدمت الدولة المدعى عليها دفعاً أولياً بعدم اختصاص المحكمة، فإن الأخيرة قد تصدر قراراً في صورة حكم أولي  (preliminary judgment) للبت في هذا الدفع قبل النظر في موضوع النزاع  (merits) .

في قضية السودان ضد الإمارات ، أصدرت المحكمة أمراً قضى بعدم توافر اختصاص ظاهري (lack of prima facie jurisdiction)، استناداً إلى التحفظ الذي أبدته دولة الإمارات بشأن المادة التاسعة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية. وبناءً عليه، قررت المحكمة رفض طلب السودان بشأن التدابير المؤقتة، وأمرت بشطب القضية من الجدول العام. ويعد هذا الأمر قراراً قضائياً ينهي الإجراءات القائمة، دون الخوض في موضوع النزاع.

محكمة العدل الدولية تشطب قضية السودان ضد الامارات
محكمة العدل الدولية تشطب قضية السودان ضد الامارات

الأهمية والآثار القانونية:

يتعين التمييز بين الأحكام، والأوامر، والقرارات من حيث الآثار القانونية:

  • الحكم :  يفصل في النزاع بشكل نهائي وملزم، وله حجية الأمر المقضي (Res Judicata).
  • الأمر:  يعد ملزماً أيضاً، وخصوصاً في سياق التدابير المؤقتة التي تهدف إلى حماية حقوق الأطراف.
  • القرار : يشمل نطاقاً أوسع من الإجراءات القضائية، ويختلف أثره حسب طبيعته وسياقه، لا سيما في المسائل الإجرائية مثل الاختصاص أو المقبولية.

وبالرغم من أن قرار المحكمة في هذه القضية ينهي الإجراءات الراهنة، فإنه لا يمنع نظرياً من إعادة اللجوء إلى المحكمة بناءً على أساس اختصاصي مختلف، إذا توفرت الشروط القانونية لذلك.

  • أمر محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات: الأسباب القانونية والآراء المخالفة

أصدرت محكمة العدل الدولية، في 5 مايو 2025، أمرًا في القضية المرفوعة من جمهورية السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948. وقد تناول الأمر طلب السودان الإشارة إلى تدابير مؤقتة، إضافة إلى طلب الإمارات شطب القضية من الجدول العام للمحكمة.

أولاً: منطوق الأمر وقرارات المحكمة

اعتمدت المحكمة القرارين التاليين:

  1. عدم وجود اختصاص ظاهري: بأغلبية 14 صوتًا مقابل صوتين، رأت المحكمة أنها لا تملك اختصاصًا ظاهرًا للنظر في طلب السودان المؤرخ 5 مارس 2025.
  • المؤيدون: الرئيس إيواساوا، نائب الرئيس سيبوتيندي، القضاة تومكا، أبراهام، يوسف، شيويه، بهانداري، نولته، تشارلزورث، برانت، غوميز روبليدو، كليفلاند، أوريسكو، وتلادي.
  • المعارضون: القاضيان سيما وكوفروور.
  1. شطب القضية من الجدول العام: بأغلبية 9 أصوات مقابل 7، قررت المحكمة شطب القضية نهائيًا من سجلها العام.
  • المؤيدون: نفس أعضاء الأغلبية في القرار الأول، باستثناء القضاة برانت، غوميز روبليدو، كليفلاند، أوريسكو، وتلادي، الذين عارضوا هذا القرار إلى جانب القاضيين الخاصين.

رفض المحكمة لطلب التدابير المؤقتة جاء كنتيجة منطقية لقرارها بعدم وجود اختصاص ظاهر، وهو شرط أساسي منصوص عليه في المادة 41 من النظام الأساسي للمحكمة.

ثانيًا: الأساس القانوني لعدم توافر الاختصاص الظاهري

استندت المحكمة بشكل رئيسي إلى التحفظ الذي أبدته دولة الإمارات عند انضمامها إلى اتفاقية منع الإبادة الجماعية في 11 نوفمبر 2005، والمتعلق بالمادة التاسعة منها. تنص هذه المادة على اختصاص المحكمة بالنظر في النزاعات الناشئة عن تفسير أو تطبيق الاتفاقية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمسؤولية الدول.

وقد نص التحفظ الإماراتي على استبعاد اختصاص المحكمة فيما يتعلق بالنزاعات بموجب المادة التاسعة. لاحظت المحكمة أن هذا التحفظ صيغ بعبارات واضحة، ولم يلقَ اعتراضًا من السودان أو من أي دولة أخرى.

ورأت المحكمة أن حذف عبارة “بما في ذلك مسؤولية الدولة” من نص التحفظ لا يحد من نطاقه، إذ إن هذه العبارة توضيحية وليست إنشائية في نص المادة الأصلية. وبالتالي، فإن التحفظ يُفهم على أنه يستبعد اختصاص المحكمة كليًا في أي نزاع بين الإمارات وأي طرف آخر بموجب المادة التاسعة.

كما أكدت المحكمة، استنادًا إلى رأيها الاستشاري الصادر عام 1951 بشأن التحفظات على الاتفاقية، أن التحفظات على المادة التاسعة جائزة من حيث المبدأ، طالما أنها لا تتعارض مع موضوع الاتفاقية وغرضها. وخلصت المحكمة إلى أن التحفظ الإماراتي يتعلق بوسيلة تسوية النزاعات، وليس بالالتزامات الموضوعية الناشئة عن الاتفاقية، ولا يمكن اعتباره مخالفًا لطبيعة الاتفاقية أو غرضها.

وبناءً عليه، رأت المحكمة أنه في ظل غياب أي أساس آخر للاختصاص، لا يوجد ما يشكل، حتى على وجه الظاهر، أساسًا لاختصاصها للنظر في طلب السودان.

ثالثًا: الآراء المخالفة والمنفصلة

شهد قرار المحكمة انقسامًا في الرأي، حيث قدم القاضيان الخاصان، برونو سيما وفيليب كوفروور، آراء مخالفة، كما عارض خمسة من القضاة الدائمين قرار شطب القضية.

من المتوقع أن تتضمن الآراء المخالفة والمنفصلة تحليلات بديلة حول:

  • تفسير نطاق التحفظ الإماراتي.
  • مدى تأثير التحفظ على الطلب المقدم بشأن التدابير المؤقتة.
  • مشروعية التحفظات على المعاهدات التي تتناول قواعد آمرة في القانون الدولي (jus cogens)، كاتفاقيات حقوق الإنسان والقانون الإنساني.

وتُعد دراسة هذه الآراء ضرورية لفهم مختلف جوانب النقاش القانوني الذي دار داخل المحكمة، خصوصًا في ظل تقارب الأصوات في قرار الشطب (9 مقابل 7)، مما يعكس وجود تباين ملموس في التقدير القانوني لمسألة الاختصاص والتحفظات.

من نافلة القول,  يعكس أمر المحكمة الصادر في 5 مايو 2025 نهجًا حذرًا ومبنيًا على تحليل دقيق لتحفظات الدول فيما يخص اختصاص المحكمة، ويؤكد أن التحفظات الصريحة غير المعترض عليها لها أثر قانوني معتبر. في المقابل، توضح الآراء المخالفة أن هذا التوجه ليس محل اتفاق تام داخل المحكمة، وهو ما قد يفتح الباب لمزيد من التطورات الفقهية في المستقبل بشأن العلاقة بين التحفظات واختصاص محكمة العدل الدولية.

 

  • مدى نهائية الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية والخيارات المتاحة:

يثير الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 5 مايو 2025، والذي قضى بعدم اختصاص المحكمة الظاهري (lack of prima facie jurisdiction) وشطب قضية السودان ضد دولة الإمارات من جدول المحكمة، تساؤلات هامة بشأن مدى نهائية هذا القرار، والآثار المترتبة عليه، والخيارات القانونية والدبلوماسية المتاحة للسودان في المرحلة المقبلة.

أولاً: الطبيعة النهائية لأمر المحكمة بشأن الاختصاص وشطب الدعوى:

وفقًا للمادة (60) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، فإن “الحكم نهائي وغير قابل للاستئناف”. وعلى الرغم من أن المادة تشير صراحة إلى “الحكم”، فإن الأوامر التي تصدرها المحكمة، لا سيما تلك التي تفصل في مسائل جوهرية مثل الاختصاص وتؤدي إلى إنهاء الإجراءات، تُعد نهائية في مضمونها بالنسبة للمسألة المحددة.

في هذه القضية، وبعد فحص المادة التاسعة من اتفاقية منع الإبادة الجماعية – التي استند إليها السودان – والتحفظ الذي أبدته دولة الإمارات بشأنها، خلصت المحكمة إلى عدم توافر اختصاص ظاهري. وبناءً عليه، قررت شطب القضية من سجلها العام، وهو ما يمثل إنهاءً للإجراءات (termination of proceedings) في هذه الدعوى بالذات وعلى أساسها القانوني المحدد.
ويُلاحظ أن نظام المحكمة لا يتيح الطعن أو الاستئناف ضد مثل هذا الأمر، ما يكرّس طبيعته النهائية من الناحية الإجرائية.

ومع ذلك، من المهم التمييز بين نهائية الأمر في سياق الدعوى المحددة وبين إمكانية طرح النزاع مجدداً في ظروف مختلفة أو على أسس اختصاص مغايرة، إن وجدت. إن شطب الدعوى لا يمنع، من الناحية النظرية البحتة، دولة ما من محاولة رفع دعوى جديدة إذا ظهرت أسس اختصاص جديدة وقوية لم تكن مطروحة أو لم يتم البت فيها بشكل نهائي. ولكن في هذه الحالة، يبدو أن التحفظ الإماراتي على المادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية يشكل عقبة أساسية أمام أي محاولة مستقبلية للاستناد إلى هذه المادة تحديداً كأساس للاختصاص ضد الإمارات في نزاع يتعلق بالاتفاقية.

ثانياً: الخيارات القانونية والدبلوماسية المتاحة للسودان:

على الرغم من النتيجة غير المواتية للسودان في هذه الدعوى المحددة أمام محكمة العدل الدولية، تظل هناك بعض الخيارات القانونية والدبلوماسية التي يمكن للسودان استكشافها، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المرتبطة بكل منها:

آليات الأمم المتحدة الأخرى:

يمكن للسودان مواصلة طرح قضيته والانتهاكات المزعومة من خلال الأجهزة السياسية للأمم المتحدة، مثل مجلس الأمن (Security Council) والجمعية العامة (General Assembly)، ومجلس حقوق الإنسان. (Human Rights Council) يمكن لهذه الأجهزة أن تتخذ قرارات أو تصدر توصيات أو تنشئ آليات تحقيق أو رصد. ومع ذلك، فإن فعالية هذه الآليات تعتمد على الإرادة السياسية للدول الأعضاء، وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

المحكمة الجنائية الدولية (ICC):

 تختص المحكمة الجنائية الدولية بمقاضاة الأفراد (وليس الدول) عن الجرائم الدولية الجسيمة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية). يمكن للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إذا توفرت لديه أدلة كافية، أن يفتح تحقيقات أو يوسع تحقيقاته القائمة لتشمل أي أفراد يُشتبه في تورطهم في ارتكاب جرائم تدخل في اختصاص المحكمة.

لماذا كانت المحكمة الجنائية الدولية أكثر ملاءمة؟

بالنظر إلى طبيعة الادعاءات التي أثارها السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، يبدو أن اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) كان من الناحية الموضوعية أكثر ملاءمة من التوجه إلى محكمة العدل الدولية (ICJ)، وذلك لعدة أسباب رئيسية:

  1. اختصاص المحكمة الجنائية الدولية بالأفراد: تتعلق الاتهامات المقدمة من السودان أساساً بأفعال ميليشيات وقوات شبه نظامية يزعم أنها ارتكبت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، وهي أفعال تدخل في صميم اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، التي تعنى بمحاسبة الأفراد عن الجرائم الدولية مثل الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، في حين أن محكمة العدل الدولية تختص فقط بمسؤولية الدول.
  2. الولاية الإقليمية للمحكمة الجنائية الدولية: تنسب الأفعال محل الادعاء إلى أراضٍ سودانية (مثل دارفور ومنطقة المساليت)، وهو ما يضعها نظريًا ضمن الاختصاص الإقليمي للمحكمة الجنائية الدولية، لا سيما في ظل قرار مجلس الأمن رقم 1593 (2005)، الذي أحال الوضع في دارفور إلى المحكمة، ووسع بالتالي نطاق اختصاصها الزماني والمكاني.
  3. وضوح التحفظ الإماراتي على المادة 9 من اتفاقية الإبادة الجماعية: بالنظر إلى أن التحفظ الإماراتي على المادة 9، الذي يستبعد اختصاص محكمة العدل الدولية في النزاعات المتعلقة بتفسير أو تطبيق الاتفاقية، كان واضحًا ومعلنًا منذ عام 2005 ولم يعترض عليه، فإن غياب أساس قضائي أمام المحكمة كان أمرًا يمكن توقعه، وربما كان يستوجب إعادة النظر في اختيار الآلية القضائية.

لكن، ما الذي دفع السودان إلى اللجوء لمحكمة العدل الدولية؟

رغم ما تقدم، لا يمكن اعتبار لجوء السودان إلى محكمة العدل الدولية خطأً استراتيجيًا بحتًا، بل قد يكون مدفوعًا بجملة من الاعتبارات القانونية والسياسية:

  • الرغبة في تحميل دولة الإمارات مسؤولية دولية مباشرة:
    على عكس المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحق الأفراد فقط، فإن محكمة العدل الدولية هي الجهة الوحيدة القادرة على إصدار حكم ضد دولة بموجب قواعد القانون الدولي العام. وقد يكون السودان سعى بذلك إلى إثبات مسؤولية دولة الإمارات كدولة عن الأفعال محل النزاع.
  • تحقيق ضغط سياسي ودبلوماسي عبر اللجوء إلى جهاز تابع للأمم المتحدة:
    إقامة دعوى أمام محكمة العدل الدولية، وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة، قد تندرج ضمن استراتيجية لكسب دعم دولي أو إثارة الانتباه السياسي العالمي إلى ما يجري داخل السودان، ولو على المستوى الرمزي.
  • التكلفة السياسية والأخلاقية للعودة إلى المحكمة الجنائية الدولية:
    في ظل التاريخ المعقد لعلاقة السودان بالمحكمة الجنائية الدولية، خصوصًا فيما يتعلق برفض تسليم مسؤولين سابقين صدرت بحقهم أوامر قبض (مثل الرئيس السابق عمر البشير)، قد يكون اللجوء إلى ICC محاطًا باعتبارات داخلية حساسة. هذا قد يفسر تفضيل السودان التوجه إلى ICJ، رغم ضعف الأساس القانوني.

الآليات الإقليمية (Regional Mechanisms):

 يمكن النظر في إمكانية اللجوء إلى آليات إقليمية لحقوق الإنسان أو تسوية المنازعات، مثل تلك الموجودة في إطار الاتحاد الأفريقي  ومع ذلك، قد تكون اختصاصات هذه الآليات وقدرتها على التعامل مع نزاعات بين الدول بشأن اتهامات بمثل هذه الخطورة محدودة.

المساعي الدبلوماسية والمفاوضات(Diplomatic Efforts and Negotiations) :

تظل القنوات الدبلوماسية والمفاوضات الثنائية أو متعددة الأطراف خياراً متاحاً دائماً لمحاولة تسوية النزاعات بين الدول. يمكن للسودان أن يسعى، من خلال الوساطة أو المفاوضات المباشرة، إلى معالجة مخاوفه مع الإمارات العربية المتحدة.

التوثيق وجمع الأدلة (Documentation and Evidence Gathering) بغض النظر عن المسار القانوني أو الدبلوماسي الذي سيتم اتباعه، من الأهمية بمكان أن يواصل السودان (أو الجهات المعنية الأخرى) توثيق الانتهاكات المزعومة وجمع الأدلة بشكل دقيق ومنهجي. هذه الأدلة قد تكون حاسمة في أي إجراءات مستقبلية محتملة، سواء كانت قضائية أو سياسية.

خاتمة:

يمثل الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة تطورًا قانونيًا بالغ الأهمية، يبرز الأثر الحاسم للتحفظات على بنود الاختصاص في المعاهدات الدولية، لا سيما في ما يتعلق بإمكانية اللجوء إلى القضاء الدولي.
وعلى الرغم من أن هذا الأمر ينهي الإجراءات في هذه الدعوى المحددة، إلا أنه لا يُغلق الباب نهائيًا أمام السودان للسعي إلى العدالة والمساءلة، من خلال مسارات قانونية ودبلوماسية أخرى، على الصعيدين الدولي والإقليمي.

تبقى فعالية هذه البدائل رهينة بجملة من العوامل، من بينها الإرادة السياسية، ووضوح الأسس القانونية، وتوفر الأدلة، ومدى التعاون الدولي.
وفي المحصلة، تعكس هذه القضية تعقيد التفاعل بين قواعد القانون الدولي العام، والاعتبارات السيادية للدول، وتحديات تحقيق العدالة في النزاعات المعاصرة. ويبقى على المجتمع الدولي، وكذلك الجهات الفاعلة في السودان، أن توازن بين السعي إلى المحاسبة، والحفاظ على فرص السلام والاستقرار في البلاد.

المراجع الأساسية :

  1. أمر محكمة العدل الدولية الصادر في ٥ مايو ٢٠٢٥ في قضية تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (السودان ضد الإمارات العربية المتحدة).
  2. النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية.
  3. لائحة محكمة العدل الدولية.
  4. اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام ١٩٤٨.
  5. ميثاق الأمم المتحدة.
  6. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
  7. قرارات مجلس الأمن ذات الصلة (خاصة القرار ١٥٩٣ (٢٠٠٥)).

حكومة بورتسودان تقدم طلب لروسيا من اجل مساعدتها بالسلاح 

حكومة بورتسودان تقدم طلب لروسيا من اجل مساعدتها بالسلاح 

تقرير:السودانية نيوز

تسعى حكومة بورتسودان، مجدداً في طلبها من روسيا مساعدتها، وفزعها بالسلاح في حربها ضد قوات الدعم السريع في البلاد.

واستقبل الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، م. ل. بوغدانوف، سفير جمهورية السودان لدى موسكو، محمد السراج، بناءً على طلبه.

وقال بيان من الخارجية الروسية (خلال المحادثة، تم التركيز بشكل رئيسي على تطورات الوضع في السودان، مع التركيز على أهمية إيجاد تسوية سريعة للصراع العسكري-السياسي الداخلي الدائر. في الوقت نفسه، أكد الجانب الروسي موقفه المبدئي الداعم لضمان سيادة هذا البلد ووحدته وسلامة أراضيه من خلال إقامة حوار سوداني شامل.

بالإضافة إلى ذلك، جرت مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بتعزيز العلاقات الروسية-السودانية الودية التقليدية.

وكشف مصدر دبلوماسي “للسودانية نيوز” ان حكومة بورتسودان الان تعاني من نقص السلاح ، خاصة في ظل الاوضاع الامنية المتسارعة في حربها مع قوات الدعم السريع ، بجانب اطلاق المسيرات التي تستهدف مناطق جديدة في كل من بورتسودان ، والولاية الشمالية ، وبالتالي اصبحت مهددة حال استمرار الاوضاع الامنية في تصاعد ، واضاف المصدر ” بالتالي الوضع الامني اجبرت الحكومة لتقديم طلبات الي الدول التي تتعاون معها من اجل مدها بالسلاح .

و كان الجنرال ياسر العطا مساعد قائد الجيش السوداني قد صرح في التلفاز مؤكداً أن حكومته قد طلبت من روسيا إقامة محطة تزويد وقود كما وصفها في البحر الأحمر لتقديم خدمات لوجستية للاسطول الروسي،.
كما أكدها وزير الخارجية السابق السفير “على الشريف” في مقابلة تم نفاها لاحقاً.
وذكر العطا حينها أن نظير ذلك مقابل توفير أسلحة وذخيرة للجيش، مؤكداً أن الاتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريباً

مصرحاًِ بأن “روسيا طلبت نقطة تزود على البحر الأحمر، مقابل إمدادنا بالأسلحة والذخائر”.
وقال حينها العطا ذلك في تصريحاته التلفزيونية، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سيوقع على الاتفاقيات مع روسيا قريبا.

وبدأت روسيا حينها بتسليم وقود الديزل إلى السودان، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.

وحينئذ زار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف السودان، في إشارة لدعم الجيش الذي يخوض حرباً ضد قوات الدعم السريع التي كانت في عامها الأول.

حينها التقى بوجدانوف، وهو أيضاً ممثل خاص للشرق الأوسط وأفريقيا، بقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر.

المدينة الساحلية المطلة على البحر الاحمر هي إضافة إلى انها العاصمة الإدارية لحكومة الجيش فهي أيضاً قاعدة هامة للجيش ومسؤولي حكومة الجيش منذ سيطرة قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، في بداية الصراع المسلح في السودان.

وقال بوجدانوف وقتها إن زيارته قد تؤدي إلى زيادة التعاون، وعبر عن دعمه “للشرعية القائمة في البلاد المتمثلة في مجلس السيادة”، بحسب بيان للمجلس الذي يرأسه البرهان.

وتعود جزور انشاء القاعدة في بورتسودان ميناء السودان الرئيسي إلى أن روسيا كانت قد وقعت إتفاقاِ نظير الحماية مع السودان بناءً على رغبتهِ مع الرئيس المخلوع والهارب من سجن كوبر تحت المحاكمة بجريمة الإنقلاب على حكومة منتخبة منتهكاً الدستور لحساب الحركة الإسلامية الإرهابية في السودان، بمساعدة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي “بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وتطهير عرقي” في إقليم دارفور ، “المشير” عمر البشير اتفاقا لإقامة قاعدة بحرية، لكن قادة الجيش بعد ان اطاحة الثورة به قالوا في وقت لآحق إن هذه الخطة قيد المراجعة ولم تنفذ قط.

وكانت روسيا قد طورت في السابق علاقات مع قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضروس مع الجيش السوداني؛ دخلت عامها الثالث؛ لها علاقات “كقوات دولة نظامية” مع مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة عبر القوات المسلحة التي هي جزء منه وفق القانون والدستور.

استخبارات بورتسودان تعتقل محمد عزالدين المحامي والمدافع عن حقوق الانسان

استخبارات بورتسودان تعتقل الاستاذ محمد عزالدين المحامي والمدافع عن حقوق الانسان

متابعات:السودانية نيوز
قامت جهات امنية بمدينة بورتسودان بإعتقال الاستاذ محمد عزالدين المحامي يوم 10 مايو الجاري، والذي آتي اليها مصطحبا والديه بغرض العلاج وهو الوحيد الذي يشرف علي علاجهما واعتقاله يعرضه ويعرض والديه الي مخاطر جمة.

ودعاالامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي الرضي ضو البيت ، باطلاق سراح ،الاستاذ محمد عزالدين المحامي فورا .

وقال الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان / التيار الديمقراطي إننا ندعو لاطلاق سراحه فورا، كما ندعو كل القوي والدوائر المهتمة بقضايا المحتجزين والمفقودين للتضامن معه واسرته.

واشار الي ان الاستاذ محمد عزالدين المحامي شخص معروف في دوائر المحاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان ولا يمارس اي نشاط سياسي في مدينة بورتسودان.

الدعم السريع يعلن عدم وجود اي مفاوضات (لا سرية ولا علنية) (لا تفاوض،ولا تراجع) مع حكومة بورتسودان 

الدعم السريع يعلن عدم وجود اي مفاوضات (لا سرية ولا علنية) (لا تفاوض،ولا تراجع) مع حكومة بورتسودان 
متابعات:السودانية نيوز
اعلنت قوات الدعم السريع عدم وجود اي مفاوضات، (لا سرية ولا علنية)، مع حكومة بورتسودان ، و (لا تفاوض،ولا تراجع) حتى يتم اقتلاع النظام الإرهابي من جذوره، مرة واحدة وإلى الأبد).
وقالت في بيان (نعلن بشكل قاطع أنه لا توجد أي مفاوضات، (لا سرية ولا علنية)، مع الدواعش الإرهابيين. وندحض تماماً مايتم الترويج له من أخبار كاذبة في هذا الشأن، فمعركتنا مع الفلول والمتطرفين محسومة وموقفنا ثابت لا مساومة فيه.

ونؤكد أن قواتنا ماضية بكل عزمٍ وقوةٍ واقتدار في معركتها الحاسمة لاجتثاث هذه الطغمة الفاسدة من جذورها، انحيازاً لمبادئها المعلنة ووفاءً لدماء شهداءنا وعهدها مع جماهير الشعب السوداني في المدن والريف.

ونعاهد شعبنا وأشاوسنا الأبطال أن: (لا تفاوض،ولا تراجع) حتى يتم اقتلاع النظام الإرهابي من جذوره، مرة واحدة وإلى الأبد).

الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار

الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع

اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بمحور أم درمان

اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بمحور أم درمان

وكالات:السودانية نيوز

اندلعت معارك عنيفة، صباح اليوم الاثنين، بين الجيش وقوات الدعم السريع جنوب غرب مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، حيث تمكنت الدعم السريع من السيطرة على حي البنك العقاري والتقدم نحو “الفتيحاب”.

وقال قائد منطقة أم درمان بقوات الدعم السريع، اللواء عبد الرحمن جمعة، لـ«الجماهير»، إن قواته كبدت الجيش وكتائب الحركة الإسلامية خسائر كبيرة في الأرواح، مشيرًا إلى سقوط ضباط رفيعي الرتب بين قتيل وجريح.

وفي كردفان، وجّه الجنرال علي رزق الله الشهير بـ”السافنا”، في تسجيل صوتي، عناصر الدعم السريع بالتحرك الفوري من جميع مناطق كردفان لمحاصرة قوات الجيش في مدينة الخوي.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الدعم السريع، المقدم الفاتح قرشي، اليوم، أن جموع ضخمة من قواته “تتقدم بثبات من مختلف المحاور باتجاه كردفان وأم درمان والشمالية ومحاور أخرى”، وتوعد بـ”مفاجآت مُربكة” و”تطورات ميدانية نوعية” في مواجهة الجيش والمليشيات المتحالفة معه.

ووفقًا لشهود عيان، فإن مجموعات كبيرة من قوات الدعم السريع تجمعت حول منطقة الخوي من كافة الاتجاهات، حيث تستعد للاشتباك مع الجيش والكتائب المساندة له.

ودعا قرشي، في بيان اطلعت «الجماهير» على نسخة منه، إلى “عدم الانسياق وراء الإشاعات التي تبثها غرف وأبواق الفلول، التي تحاول تصدير انتصارات وهمية لا تستند إلى واقع ميداني”.

وقطع “السافنا” بأن معركة الخوي ستكون الأخيرة، وأنهم سيقضون على متحرك الجيش والقوة المشتركة، في ظل تداول أنباءً عن وجود كلا من عبدالله جنى ومني أركو مناوي على رأس المتحرك.

وكان قد سيطر الجيش والكتائب والحركات التي تقاتل إلى جانبه، أمس الأحد، على الخوي بغرب كردفان، بينما تسعى الدعم السريع إلى استرداد المدينة.