الأحد, يونيو 1, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 3

بابكر فيصل :عندما تُصدر ذات الجهة (أمريكا) عقوبات على الجيش لا نسمع منهم سوى العويل من الإمبريالية 

بابكر فيصل :عندما تُصدر ذات الجهة (أمريكا) عقوبات على الجيش لا نسمع منهم سوى العويل من الإمبريالية 

متابعات:السودانية نيوز

قال رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل إنهم ظلوا يطالبون بتكوين لجنة تحقيق دولية مستقلة للنظر في كافة الجرائم التي تم ارتكابها خلال الحرب بما في ذلك الاتهامات باستخدام الجيش أسلحة كيميائية.
وجدد فيصل في تدوينة على فيسبوك دعوته لوقف “الحرب فوراً عبر العودة لطاولة المفاوضات” وأضاف “يتبين تناقض خطاب دعاة استمرار الحرب بجلاء من خلال مواقفهم وبياناتهم التي تؤيد وتثني على العقوبات الأمريكية التي تصدر ضد الدعم السريع، وعندما تُصدر ذات الجهة (أمريكا) عقوبات على الجيش لا نسمع منهم سوى العويل من الإمبريالية والمفردة الممجوجة التي باتوا يستخدمونها بمناسبة وبغير مناسبة: النيوليبرالية”.

وشدد فيصل لا بد من وقف هذه الحرب اللعينة فوراً عبر العودة لطاولة المفاوضات . أما الجرائم والإنتهاكات التي أرتكبت خلالها فيجب التحقيق فيها من قبل لجنة دولية مستقلة، ولا عزاء لخطاب العنتريات الذي لُدغنا منه مرة ولا يجب أن نحشر أنفسنا في جُحره مرة أخرى.

كنا منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب قد حذرنا من أن إستمرارها سيؤدي إلى مخاطر كبيرة على البلاد يأتي في مقدمتها تزايد خطاب الكراهية والإنقسام الإجتماعي الذي سيقود لتفتيت وحدة البلاد وكذلك تفاقم العنف وانتشار السلاح فضلاً عن مخاطر العزلة والتدخل الخارجي.

ومع وضوح موقفنا المبدئي من إستمرار الحرب وما سيترتب عليه، خرج بعض المتنطعين ليطرح علينا السؤال : ماهو موقفكم من العقوبات الأمريكية المزمعة على الجيش ؟ معتقداً بأننا سنعجز عن الإجابة ونقع في حرج كبير.

إجابتنا على السؤال لا تنطوي على أية غموض : لقد ظللنا على الدوام نطالب بتكوين لجنة تحقيق دولية مستقلة تنظر في كافة الجرائم التي تم إرتكابها خلال الحرب بما في ذلك الإتهامات بإستخدام الجيش أسلحة كيميائية.

هذه الإجابة متسقة تماماً مع موقفنا الأخلاقي والسياسي الذي أعلناه منذ إندلاع الحرب، بينما إستمر دعاة إستمرار الحرب والموت والدمار يقعون في التناقضات المكشوفة ومع ذلك يتجرأون على رمي الآخرين بإتهامات العمالة للخارج.

يتبين تناقض خطاب دعاة استمرار الحرب بجلاء من خلال مواقفهم وبياناتهم التي تؤيد وتثني على العقوبات الأمريكية التي تصدر ضد الدعم السريع، وعندما تُصدر ذات الجهة (أمريكا) عقوبات على الجيش لا نسمع منهم سوى العويل من الإمبريالية والمفردة الممجوجة التي باتوا يستخدمونها بمناسبة وبغير مناسبة : النيوليبرالية !

بالإضافة للولولة والتباكي، عادت موجة التهديد والوعيد بدنو عذاب أمريكا, ورجعت العبارات السُّوقية من شاكلة “أمريكا تحت جزمتي”، ينعقُ بها بومُ الكيزان كما كان يفعل سمي صاحب الحوت في سنوات التيه الإنقاذي عندما كان يخرج مسيئاً للملكة العربية السعودية وملكها الراحل فهد ناعتاً إياه بالفهد المروَّض !

ومع أننا عايشنا النتائج الوخيمة التي ترتبت على هذا الخطاب الصبياني في الماضي حيث دخلت البلاد في عزلة دولية قصمت ظهرها وأرجعتها عشرات السنين للوراء، إلا أنَّ بعض العباقرة البلهاء خرجوا ليتحدوا أمريكا قائلين أن السودان لم يدخل حقل التصنيع بقوة في ظل حكم الانقاذ إلا بعد أن فرضت عليه امريكا العقوبات الاقتصادية، فتأمل !

وكذلك خرج آخرين داعين قيادة الجيش لحظر تصدير الصمغ العربي لأمريكا زاعمين أن الأخيرة لا تفهم إلا لغة القوة ! هؤلاء المساكين لا يعلمون أن صادرات الصمغ العربي لأمريكا و بحسب الإحصائيات المتوفرة بلغت حوالى 19.5 مليون دولار عام 2022، وهو مبلغ يعادل ميزانية مدرسة ثانوية بإحدى محليات مدينة في ولاية نيويورك !

في يوم 22 مايو الجاري قالت الحكومة الأمريكية إنها ستفرض عقوبات على الجيش السوداني بعد تحقيق خلص إلى استخدام الأخير أسلحة كيميائية خلال الحرب العام الماضي. وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية التزامها بمحاسبة المتورطين في نشر الأسلحة الكيميائية.

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة لغط “الكيماوي”، وسوء الظن العريض؟! (3)

0

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة لغط “الكيماوي”، وسوء الظن العريض؟! (3)

قال “صن تزو” في كتابه فن الحرب:
“إذا كنت تعرف عدوك وتعرف نفسك، فلن تخشى نتيجة مائة معركة.
وإذا كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك، فسوف تعاني من الهزيمة مع كل انتصار تحققه.
أما إذا كنت لا تعرف عدوك ولا تعرف نفسك، فسوف تستسلم في كل معركة.
ويقول “كارل فون كلاوزفيتز” في كتاب عن الحرب أيضًا:
“ولكي نكتشف إلى أي مدى يجب أن نحشد مواردنا للحرب، يتعين علينا أولاً أن نفحص قدرات العدو على المقاومة، أي مجموع الوسائل المتاحة له وقوة إرادته.
الجزء الأول قابل للقياس، لكن الجزء الثاني، أي قوة الإرادة، أصعب كثيرًا في القياس، ولا يمكن فهمه إلا من خلال فهم طبيعة الخصم.”
ولفهم طبيعة خصم مراوغ كـ”نظام الإخوان المسلمين” في السودان، لا بد أولاً من التحلّي بأكبر قدر ممكن من سوء الظن.
فقد قيل قديمًا: “إذا فسد الزمان، فإن سوء الظن من حسن الفطن.”
وقد نُسبت إلى الإمام الشافعي أبيات تقول:
“لا يكن ظنك إلا سيئًا
إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رُمي الإنسانُ في مَخمصةٍ
غير حسن الظن والقول الحسن.”
وبالطبع، كما يصح أن بعض الظن إثم، يصح أيضًا أن بعضه ليس بإثم، بمثلما أن الحثّ على اجتناب الكثير من الظن لا يعني بالضرورة الزهد في القليل منه.
خاصةً أن أثر الفأس ما زال طريًا على الرؤوس، وكما ورد في المثل: “كيف أصدقك وهذا أثر فأسك؟”، وهو مثل قالته حيّة لمن غدر بها، ونقض عهدها، فقطع ذيلها.
تصوّر أن جماعة قابلة لأن تنقض عهدها مع شيخها، الذي دبّر لها أمرها، ومع من يطيعها وينفذ لها ما تأمر به، أنى لها أن تصون عهدا مع سواها؟
لقد تفوّق هؤلاء الإسلاميون على أنفسهم، وعلى سوء الظن العريض بهم، في العام 1995، حين فكّروا مجرد تفكير في تدبير عملية اغتيال للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
لكن الأدهى من الفكرة نفسها، كانت السيناريوهات المرعبة التي رُسمت للخروج من مأزق فشل الخطة، بعد انكشاف أمر من دبّرها وشارك في تنفيذها.
ففي اجتماع عاجل كشف الترابي لاحقًا بعضًا من تفاصيله، تحدّث من يعتقد أنه مهندس العملية وعرابها قائلاً:
“شاركنا في محاولة اغتيال مبارك مع الجماعة المصرية، وقدمنا لهم كل ما طلبوه، لكن ثلاثة قُتلوا في مسرح العملية، وثلاثة اعتقلهم الأمن الإثيوبي، وثلاثة تم تهريبهم إلى الخرطوم، وقد جمعتكم اليوم لأقول لكم: سنصفي هؤلاء الثلاثة.”
أما السيناريو الأكثر فظاعة، فكان ما اعترف به الترابي لاحقًا في مقابلة تلفزيونية، حين قال:
“أطراف في الحكومة قامت بقتل ضباط أمن سودانيين كانوا ضالعين في المحاولة، أو كانوا على علم بها فقط.”
عموما لم يعد المصير المأساوي للضباط السودانيين الضالعين في المحاولة سرا.
ومهما بلغنا في إساءة الظن شأوا بعيدا، الا انه يصعب في الحقيقة تصور كيف يمكن أعدام الآمر بالتعليمات للمأمور بالتنفيذ، أو تصفيته ضحايا آخرين لا زال يتردد ذكرهم، كل ذنبهم الذي قتلوا عليه، أنهم كانوا علي علم فقط بما جري حتي لو بالمصادفة.
المهم فإن جماعة احترفت نقض العهود، وسلكت دروب الغدر والخيانة حتى بأقرب أتباعها، لا يُستغرب منها أن تفعل بالسودان كل ما نشهده الآن من قتل وتشريد ودمار.
وهكذا، فإن من أمن العقاب أساء الأدب بلا حياء، ومن أفلت من الحساب، ولغ في الدماء دون وازع أو خوف أو رجاء.

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة لغط “الكيماوي”، وسوء الظن العريض؟! (2)

الجميل الفاضل يكتب :عين على الحقيقة لغط “الكيماوي”، وسوء الظن العريض؟! (2)

شأنها شأن ثور هائج انطلق من عقاله داخل مستودع خزف، صارت الحركة الإسلامية ككل وعل، في حالة من العمى والصدام، تناطح كل شيء.
بعد أن أوقعتها هذه الحرب في فخ استراتيجي مذهل.
هي الآن تتحدى العالم وقوانينه، انطلاقًا من مقولة تاريخية جرت مجري المثل، اختلف الرواة حول قائلها: فمنهم من نسبها للإمام علي، ومنهم من قال إنها للشافعي، وآخرون أرجعوها إلى ابن المقفّع، تقول: “من أَمِنَ العقاب، أساء الأدب”.
فالدول والمنظومات، كما الأفراد، تأمن العقاب في واحدة من حالتين: أن تتوفر على “فائض قوة” ذاتية راجحة، أو بمظنة أن ضعف خصومها يمنحها فرصة مؤكدة للتفوق عليهم.
ولذا، أتصور أن مرور واقعة استخدام الجيش للسلاح الكيماوي ضد المدنيين في منطقة جبل مرة عام 2016 مرور الكرام، قد عزز شعور قادته بالأمان من أي عقاب.
رغم أن منظمة العفو الدولية كانت قد قدمت آنذاك أدلة دامغة توثق استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، في تلك المنطقة.
حيث أكدت السيدة تيرانا حسن، مديرة برنامج الاستجابة للأزمات في منظمة العفو الدولية، أن المنظمة جمعت “أدلة مروعة تشير بقوة إلى الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بمن فيهم أطفال صغار، بمنطقة جبل مرة في دارفور”.
وقال أحد الناجين من تلك الهجمة الكيماوية قبل تسعة سنوات:
“كان الدخان في البداية أسود، ثم صار أخضر؛ وكانت رائحته كريهة تدعو إلى الغثيان والتقيؤ؛ قبل أن تظهر آثار بشعة على الأجسام”.
وأضاف: “كان الأطفال الرضع يصرخون من الألم وهم يتقيأون دماً حتى يموتوا.
كانت المشاهد التي رأيناها مروعة حقًا”.
وعلى أية حال، كلما ركلت هذه الحركة، في مجرى صراعاتها الداخلية الكثيرة، قانونًا من القوانين الدولية، خرج قادتها مزمجرين، يهددون العالم بسحق من يُحرّك مثل هذه القوانين تحت أحذيتهم!.
لكن عمومًا، فما من دولة من دول المنطقة استخدم حكامها السلاح الكيماوي في صراعاتهم الداخلية، إلا وجرّ ذلك إلى تدخل دولي مباشر، أياً كان حجمه أو نوعه.
وهكذا، فإن ما نراه اليوم ليس سوى نتيجة طبيعية لسياسة الإفلات من العقاب التي بدأت مبكرًا، يوم أن أدار المجتمع الدولي ظهره لضحايا دارفور، وتباطأ في تسليم المخلوع عمر البشير ورفاقه، أحمد هارون، وعبد الرحيم محمد حسين، إلى المحكمة الجنائية الدولية.
لقد بعث هذا التباطؤ برسالة خاطئة: أن العدالة يمكن أن تُؤجَّل، وأن الجريمة يمكن أن تُغتفر، وأن من يملك القوة يمكنه أن ينجو حتى من أفظع الجرائم، بما فيها جرائم الإبادة الجماعية، فضلا عن تكرار جرائم استخدام الأسلحة المحرّمة دوليًا.
واليوم، حين يعود “الكيماوي” إلى واجهة الحرب، فإن السؤال لا يتعلق فقط بمن استخدمه، بل أيضاً بمن مهد له الطريق، بصمته أو بتراخيه علي الاقل.
فمن أَمِنَ العقاب أساء الأدب.
ومن نجا بالأمس، يعيد الكرة اليوم.
ومن لم يُحاسَب، سيتجرأ.
أما من يغضّ الطرف الآن، فسيتحمّل لا محالة قسطه من دم الغد.

قوات الدعم السريع تستعيد مدينة الخوي بشمال كردفان

قوات الدعم السريع تستعيد مدينة الخوي بشمال كردفان

 متابعات: السودانية  نيوز

قالت قوات الدعم السريع انها استعادة مدينة الخوي بولاية شمال كردفان اليوم الخميس ، وكبدت قوات الجيش والحركات وكتائب البراء خسائر فادحة .

وكشف مصدر ان طائرة مسيرة هاجمت القوات المسلحة قبل المعارك بين الأطراف ، واستطاعت قوات الدعم السريع من السيطرة علي المدينة بعد هروب القوات المسلحة

 وقال مستشار الدعم السريع الباشا طبيق في تغريدة ان مدينة الخوي بولاية غرب كردفان حُرة بيد الأشاوس وتم سحق مليشيات الجيش وحركات الإرتزاق وكتائب البراء الإرهابية وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والزحف مستمر إتجاه مدينة الأبيض

واكدت قوات الدعم السريع في بيان تحرير منطقة الدبييبات صباح اليوم الخميس ، وقالت لفي بيان (حرر أشاوس قوات الدعم السريع،صباح اليوم الخميس، منطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان بالكامل، بعد معارك كبدوا فيها جيش الحركة الإسلامية الإرهابية وأعوانه من حركات الارتزاق خسائر فادحة، واستلام مركبات قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر .

لقد حقق أشاوس قواتنا اليوم، انتصاراً كبيراً بتضحياتهم الجسيمة وإصرارهم على تطهير الأرض من جيش الحركة الإسلامية الإرهابية ومرتزقة الحركات، وصولاً إلى تحرير كامل تراب الوطن وإعادة بناء السودان على أسس جديدة عادلة.

نؤكد أن تحرير الدبيبات يأتي ضمن خطة قواتنا  لتحرير كافة المناطق المحتلة وضمان عودة النازحين الذين هجّروا قسراً من ديارهم هرباً من حملات التطهير العرقي والممارسات الوحشية التي استهدفتهم، كما نعد أبناء شعبنا الأبي بالمحافظة على مكتسبات هذا النصر وتعزيز الحماية للمدنيين.

 

منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمعالجة تفشي وباء الكوليرا في السودان

منظمة حقوقية تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمعالجة تفشي وباء الكوليرا في السودان

متابعات:السودانية نيوز

دعا التحالف السوداني للحقوق بشكل عاجل المنظمات الدولية إلى تعزيز استجابتها بشكل كبير، ويحث وكالات مثل منظمة الصحة العالمية، وأطباء بلا حدود، واليونيسف، وغيرهم من الشركاء الإنسانيين على تكثيف جهودهم في توفير العلاج الطبي، وتوسيع حملات التطعيم، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة.

في 24 أبريل 2025، أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا عن تفشي وباء الكوليرا في السودان، مشيرة إلى تسجيل أرقام أولية بلغت 9,758 حالة إصابة و209 حالات وفاة في 12 ولاية. ومنذ ذلك الحين، تفاقم الوضع بشكل متسارع، إذ ارتفع عدد الحالات على مستوى البلاد حتى أواخر مايو 2025 إلى نحو 60,993 إصابة و1,632 وفاة.
أسفر الصراع المستمر في السودان عن انهيار واسع في البنية التحتية الصحية، وتشريد ملايين المواطنين، وتفاقم صعوبة الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ما وفّر بيئة مثالية لتفشي الكوليرا دون قيود. وتُعد ولايات الخرطوم، والنيل الأبيض، وشمال كردفان من أكثر المناطق تضررًا، إذ تسجّل ارتفاعًا مستمرًا في عدد الإصابات بشكلٍ أسبوعي.
إن الدعم الدولي الفوري والمستدام أمر بالغ الأهمية لاحتواء تفشي المرض وإنقاذ آلاف الأرواح. ونؤكد أنه بدون تدخل عاجل، فإن الأزمة الصحية ستتفاقم، مما سيؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات السودانية الأكثر هشاشة.
يجدد التحالف السوداني للحقوق التأكيد على أن معالجة هذه الحالة الصحية الطارئة تستوجب تضامنًا دوليًا قويًا وتحركًا إنسانيًا عاجلاً.
التحالف السوداني للحقوق- 27 مايو 2025

تأكيدا “للسودانية نيوز” الدعم السريع يحرر منطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان بالكامل

تأكيدا “للسودانية نيوز” الدعم السريع يحرر منطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان بالكامل

متابعات:السودانية نيوز

اكدت قوات الدعم السريع في بيان تحرير منطقة الدبييبات صباح اليوم الخميس ، وقالت لفي بيان (حرر أشاوس قوات الدعم السريع،صباح اليوم الخميس، منطقة الدبيبات بولاية جنوب كردفان بالكامل، بعد معارك كبدوا فيها جيش الحركة الإسلامية الإرهابية وأعوانه من حركات الارتزاق خسائر فادحة، واستلام مركبات قتالية وكميات من الأسلحة والذخائر .

لقد حقق أشاوس قواتنا اليوم، انتصاراً كبيراً بتضحياتهم الجسيمة وإصرارهم على تطهير الأرض من جيش الحركة الإسلامية الإرهابية ومرتزقة الحركات، وصولاً إلى تحرير كامل تراب الوطن وإعادة بناء السودان على أسس جديدة عادلة.

نؤكد أن تحرير الدبيبات يأتي ضمن خطة قواتنا  لتحرير كافة المناطق المحتلة وضمان عودة النازحين الذين هجّروا قسراً من ديارهم هرباً من حملات التطهير العرقي والممارسات الوحشية التي استهدفتهم، كما نعد أبناء شعبنا الأبي بالمحافظة على مكتسبات هذا النصر وتعزيز الحماية للمدنيين.

تؤكد قواتنا أنها ستواصل الزحف وعبر جميع المحاور للقضاء على جيش الحركة الإسلامية الإرهابي وجعل هذه الحرب آخر الحروب السودانية، وتأسيس دولة الحرية والعدالة وإنهاء عهود الظلم والتهميش.

عائدون إلى الخرطوم: العاصمة غير صالحة للسكن

عائدون إلى الخرطوم: العاصمة غير صالحة للسكن

رويترز :الخرطوم
الخرطوم غير صالحة للسكن. الحرب دمرت حياتنا وبلدنا ونشعر بأننا بلا مأوى رغم انسحاب قوات الدعم السريع وعودة الجيش.
بهذه الكلمات الواضحة تحدث عدد من السكان عن الوضع الكارثي في العاصمة الخرطوم.
الجسور المُدمَّرة، وانقطاع التيار الكهربائي، ومحطات المياه الفارغة، والمستشفيات المنهوبة، والمباني المنهارة، وتلك الآيلة للسقوط، في جميع أنحاء العاصمة، تشهد على التأثير المدمر للح.رب التي استمرت أكثر من عامين على البنية التحتية في الخرطوم وسائر مدن البلاد.
‏‎وتقدر حكومة بورتسودان أن إعادة الإعمار ستتطلب مئات المليارات من الدولارات. ومع ذلك، فإن فرص ذلك ضئيلة على المدى القصير؛ نظراً لاستمرار القتال والهجمات بالطائرات المسيَّرة على محطات الكهرباء والسدود ومستودعات الوقود. ناهيك عن عالم أصبح أكثر نفوراً من المساعدات الخارجية، حيث خفضت الولايات المتحدة، أكبر مانح، مساعداتها.
‏‎يضطر سكان العاصمة الخرطوم إلى تحمل انقطاع التيار الكهربائي لأسابيع، والمياه غير النظيفة، والمستشفيات المكتظة. كما أن مطارهم محترق مع هياكل طائرات على المدرج، حسب تقرير ل”رويترز”.
‏‎معظم المباني الرئيسة في وسط الخرطوم محترقة، والأحياء التي كانت ذات يوم غنية أصبحت مدن أشباح مع سيارات مُدمَّرة وقذائف غير منفجرة تنتشر في الشوارع.
‏‎قال طارق أحمد (56 عاماً) ل”رويترز” أنه عاد لفترة وجيزة إلى منزله الذي تم نهبه في العاصمة قبل أن يغادره مرة أخرى، الخرطوم .
واضاف: “الخرطوم غير صالحة للسكن. الح.رب دمرت حياتنا وبلدنا ونشعر بأننا بلا مأوى”.
‏‎يمكن رؤية إحدى عواقب انهيار البنية التحتية في تفشي وباء الكوليرا بسرعة، والذي تسبب في 172 حالة وفاة من بين 2729 حالة خلال الأسبوع الماضي فقط، معظمها في الخرطوم.

حسين سعد يكتب :السودان أرض البطولات والثورات(10)

0

السودان أرض البطولات والثورات(10)

كتب:حسين سعد
نواصل معرفة أوجه الشبه بين ثورتي مارس أبريل 1985م، وثورة ديسمبر 2018م ، نعيد مختطفات من مقال الأستاذ تاج السر عثمان في مقال لع بعنوان ( في ذكراها الأربعين ما هي دروس انتفاضة مارس – أبريل ١٩٨٥؟) لم تكن إنتفاضة أبريل حدثا عفويا، بل كانت نتاج تراكم نضالي طويل خاضه شعب السودان ضد ديكتاتورية نظام النميري ، والذي إتخذ الأشكال الآتية:المقاومة المسلحة في الجزيرة ابا والتي قمعها النظام عسكريا بوحشية ودموية، عبرت عن هلع وضعف الديكتاتورية العسكرية،ومقاومة ضباط انقلاب 19 يوليو 1971م الذين أطاحوا بحكم الفرد ، وبعد الفشل ، إستشهد العسكريون: الرائد هاشم العطا و المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمدالله وغيرهم من العسكريين البواسل ، وقادة الحزب الشيوعي: عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق، واعتقال وتشريد الالاف من الشيوعيين والديمقراطيين بعد يوليو 1971م،وبعد انقلاب 22 يوليو 1971م الدموي، تواصلت المقاومة الجماهيرية، وكانت مظاهرات واعتصامات طلاب المدارس الصناعية عام 1972، والمظاهرات ضد زيادات السكر في مايو 1973م ، والتي أجبرت النظام علي التراجع عنها، كما انفجرت انتفاضة اغسطس 1973م، والتي قادها اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وبعض النقابات، وفي العام 1974م كانت هناك مظاهرات طلاب كلية الطب في الإحتفال باليوبيل الفضي للكلية ضد السفاح نميري، وإعتصام طلاب جامعة الخرطوم في ديسمبر 1973م، من أجل عودة الإتحاد الذي تم حله، وإطلاق سراح المعتقلين، وحرية النشاط السياسي والفكري في الجامعة، والمظاهرات التي إندلعت ضد الزيادات في السكر والأسعار، وإضرابات ومظاهرات طلاب المدارس الثانوية في العاصمة والأقاليم عام 1974م من اجل انتزاع اتحاداتهم وضد اللوائح المدرسية التي تصادر حقهم في النشاط السياسي والفكري المستقل عن السلطة والإدارات المدرسية حتي نجحوا في انتزاع اتحاداتهم.
ماهو البديل:
ويواصل السر :في دورة يناير 1974م، أجابت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني علي سؤال ما هو البديل؟: وأصدرت وثيقة بعنوان ” مع الجماهير في قضاياها وتساؤلاتها حول : البديل – القيادة – الأداة ” طرحت فيها شعار الإضراب السياسي العام والانتفاضة الشعبية كأداة للاطاحة بالسلطة، وفي سبتمبر 1975م، وقعت المحاولة الانقلابية التي قام بها المقدم حسن حسين، وتم اغلاق جامعة الخرطوم، وتقديم قادة الانقلاب لمحاكمات واستشهادهم في “وادي الحمار” بالقرب من مدينة عطبرة،وفي2 يوليو 1976م، كانت المقاومة المسلحة من الخارج التي نظمتها الجبهة الوطنية (الأمة ، الاتحادي، الإخوان المسلمون) ، وبعد فشل المحاولة تم اعدام قادتها العسكريين والمدنيين (العميد محمد نور سعد، ..الخ)، وتم التنكيل بالمعتقلين بوحشية، وتم وصف سودانيين معارضين( بالمرتزقة)
وفي أغسطس 1977م، تمت المصالحة الوطنية والتي شارك بموجبها في السلطة التنفيذية والتشريعية أحزاب الأمة (الصادق المهدي) والاتحادي الديمقراطي (محمد عثمان الميرغني) والإخوان المسلمون (مجموعة د. حسن الترابي) ، ورفضت أحزاب الشيوعي والاتحادي (مجموعة الشريف الهندي) و البعث. الخ، المشاركة في السلطة، وتحت هيمنة نظام الحزب الواحد و”اجندة” نميري، وحكم الفرد الشمولي، والذي كان يهدف من المصالحة لشق صفوف المعارضة واطالة عمره والتقاط انفاسه التي انهكتها ضربات المعارضة المتواصلة.
مابعد المصالحة الوطنية:
وبعد المصالحة الوطنية تواصلت الحركة الجماهيرية ، وكانت اضرابات المعلمين والفنيين وعمال السكة الحديد، وانتفاضات المدن (الفاشر، سنجة، سنار، الأبيض. الخ)، وانتفاضات الطلاب، واضرابات الأطباء والمهندسين والقضاء، والمزارعين، ومعارك المحامين من أجل الحقوق والحريات الديمقراطية، وندواتهم المتواصلة التي كانت في دار نقابة المحامين ضد القوانين المقيدة للحريات،وفي مايو 1983م وبعد خرق النميري لاتفاقية اديس ابابا بعد قرار تقسيم الجنوب، إنفجر التمرد مرة اخري بقيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تزعمها جون قرنق، وزادت النيران اشتعالا بعد إعلان حالة الطوارئ وقوانين سبتمبر 1983م، والتي كان الهدف منها وقف مقاومة المعارضة الجماهيرية المتزايدة، ولكن المقاومة زادت تصاعدا بعد تطبيق تلك القوانين في ظروف ضربت فيها المجاعة البلاد، وتفاقم الفقر والبؤس بعد تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي منذ العام 1978 التي أدت لتخفيض العملة وانهيار الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي، والزيادات المتوالية في الأسعار وشح المواد البترولية، اضافة لفقدان البلاد لسيادتها الوطنية بعد اشتراك السودان في مناورات قوات النجم الصاعد ، ترحيل الفلاشا إلى اسرائيل، ديون السودان الخارجية التي بلغت 9 مليار دولار، تفاقم الفساد الذي كان يزكم الأنوف، تدهور مؤسسات السكة الحديد والنقل النهري ومشروع الجزيرة والتدهور المستمر في قيمة الجنية السوداني. وتواصلت المقاومة ضد قوانين سبتمبر ، وتم الاستنكار الجماهيري الواسع لإعدام الشهيد الأستاذ محمود محمد طه في 18 يناير 1985م. وبعد ذلك بدأت المقاومة تأخذ اشكالا اكثر اتساعا وتنظيما وتوحدا، وتم تكوين التجمع النقابي والقوي السياسية الذي قاد انتفاضة مارس – ابريل 1985م، بعد الزيادات في الأسعار التي أعلنها النظام في أول مارس 1985م، وتواصلت المظاهرات ضد الزيادات في بعض المدن مثل: عطبرة من أول مارس وحتى 6 ابريل، عندما أعلن التجمع النقابي الاضراب السياسي العام والعصيان المدني الذي اوقف الإنتاج وشل جهاز الدولة وأخيرا انحياز المجلس العسكري والذي اعلن الاطاحة بالنظام.
المقاومة الجماهيرية:
من السرد أعلاه يتضح عمق وشمول المقاومة الجماهيرية والعسكرية للنظام التي كانت تتراكم يوميا حتي لحظة الإنفجار الشامل ضد النظام، وان مظاهرات طلاب الجامعة الإسلامية الأخيرة كانت الشرارة التي فجرت الغضب المكنون ضد النظام، فقبل مظاهرة طلاب الجامعة الإسلامية قامت مظاهرات وانتفاضات جماهيرية كالتي أشرنا لها سابقا، فلماذا لم تقم الانتفاضة الشاملة ضد النظام؟ وتوضح تجربة الثورة المهدية وثورة اكتوبر 1964م وتجربة انتفاضة مارس – ابريل 1985، وثورة ديسمبر2018 في السودان أن الانتفاضة تقوم عندما تتوفر ظروفها الموضوعية والذاتية والتي تتلخص في:الأزمة العميقة التي تشمل المجتمع باسره، ووصول الجماهير لحالة من السخط بحيث لا تطيق العيش تحت ظل النظام القديم،بجانب أزمة عميقة أخري تشمل الطبقة أو الفئة الحاكمة والتي تؤدي الي الانقسام والصراع في صفوفها حول طريقة الخروج من الأزمة، وتشل اجهزة القمع عن أداء وظائفها في القهر، وأجهزة التضليل الأيديولوجي للجماهير(يتبع)

هل يهاجم السودان الإمارات؟

0

هل يهاجم السودان الإمارات؟

ربما تكون اتهامات الإبادة الجماعية وجرائم الحرب قد دفعت الحرب الأهلية السودانية إلى مستوى جديد.

الفاضل إبراهيم 

لقد أعادت الأحداث التي شهدتها الأسابيع الأخيرة الحرب الأهلية السودانية إلى دائرة الضوء الدولية بشكل دراماتيكي، مما جدد التدقيق في دور الجهات الفاعلة الخارجية، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وقد نتج هذا التحول عن اتهامات السودان للإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية بشأن انتهاكات اتفاقية الإبادة الجماعية، إلى جانب غارات بطائرات بدون طيار على بورتسودان، والتي تُعزيها الخرطوم بشدة إلى مشاركة إماراتية مباشرة. وفي الوقت نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو علنًا تورط الإمارات العربية المتحدة العميق في النزاع خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي.

ومن واشنطن، طرأ تطور مهم ومفاجئ آخر الأسبوع الماضي: فرض الولايات المتحدة عقوبات على القوات المسلحة السودانية لاستخدامها المزعوم للأسلحة الكيميائية. وقد قوبل هذا الاتهام المثير بنفي فوري من وزارة الخارجية السودانية، التي رفضت بشدة هذه الادعاءات ووصفتها بأنها “لا أساس لها من الصحة”، وانتقدت الولايات المتحدة لتجاوزها الآليات الدولية المختصة، وتحديدًا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، على الرغم من عضوية السودان النشطة في مجلسها التنفيذي. رغم خطورة هذا الاتهام، لا يزال إثبات استخدام المواد الكيميائية في حرب السودان غائبًا بشكل ملحوظ عن النقاش العام أو التقارير الإعلامية، باستثناء مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يناير 2025، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين لم تُسمَّهم. تضمن هذا التقرير نفسه تنويهًا غريبًا: “أكد مسؤولون مُطَّلعون على المعلومات الاستخباراتية أن المعلومات لم تأتِ من الإمارات العربية المتحدة، الحليف الأمريكي والداعم القوي لقوات الدعم السريع”.

من جانبها، قدّمت الإمارات العربية المتحدة، التي اتهمتها التقارير الإعلامية ومحققو النزاعات بدعم قوات الدعم السريع، دفاعًا قويًا. في 5 مايو/أيار، رفضت محكمة العدل الدولية دعوى الإبادة الجماعية التي رفعها السودان ضد الإمارات. ورغم أن الرفض كان لأسباب قضائية – إذ قررت المحكمة أنها “تفتقر بوضوح إلى الاختصاص” للنظر في الطلب بسبب تحفظ في انضمام الإمارات إلى اتفاقية الإبادة الجماعية – إلا أن الإمارات أعادت صياغة هذا الحكم الإجرائي على الفور باعتباره تبرئة.

بينما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها، كانت بورتسودان، عاصمة السودان في زمن الحرب، تعاني من اليوم الثاني من قصف متواصل بالطائرات المسيرة استمر ستة أيام. هذا الهجوم، الذي يُمثل أول استهداف للمدينة الاستراتيجية، دفع اعتماد السودان الراسخ، وإن كان متردداً، على الإمارات العربية المتحدة إلى نقطة تحول دراماتيكية. ورغم استثمار الخرطوم السابق في الحفاظ على بعض مظاهر العلاقات مع أبوظبي لتجنب العقوبات وتصدير الذهب ، فقد نفد صبرها – بعد اتهامها الإمارات صراحةً بتدبير هذه الضربات الدقيقة.

وفي السادس من مايو/أيار، بلغت هذه الأحداث ذروتها عندما قطعت الخرطوم العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة، ووصفتها صراحة بأنها “دولة معتدية”.

مقال تحليلي للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة
مقال تحليلي للأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في قضية السودان ضد الإمارات العربية المتحدة

وفي كلمة ألقاها في الأمم المتحدة بعد جلسة لمجلس الأمن في 20 مايو/أيار، عزز سفير السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، الاتهام بأن الهجمات على بورتسودان انطلقت من “قاعدة عسكرية إماراتية تقع استراتيجياً على طول البحر الأحمر وخليج عدن”. ووصف إدريس هذه الضربات بأنها “انتقامية” لهجوم شنته القوات المسلحة السودانية على طائرة شحن في نيالا في اليوم السابق، والتي زُعم أنها كانت تُسلم معدات عسكرية لقوات الدعم السريع.

وتشير تقارير متعددة إلى أن العديد من الضباط العسكريين الإماراتيين كانوا حاضرين وربما قتلوا في القصف؛ كما أوردت وكالات الأنباء الكينية وجنوب السودان تفاصيل مقتل مواطنيها في الحادث.

رغم التدقيق المتزايد، اتسم تعامل إدارة ترامب مع الإمارات العربية المتحدة بدفءٍ ساحق. ووُصفت جولة الرئيس ترامب الخليجية الأخيرة، التي شملت أبوظبي كمحطة، بأنها ناجحة، وبرزت من خلال صفقات مُعلنة تجاوزت قيمتها 200 مليار دولار، مع تركيزٍ كبير على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وجاءت هذه الاتفاقيات بناءً على التزامٍ سابقٍ من الإمارات العربية المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار للاستثمار في الاقتصاد الأمريكي على مدى العقد المقبل، وهو تعهدٌ قُطع قبل أشهر خلال زيارةٍ للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.

يبدو أن التركيز الشديد على الدبلوماسية الاقتصادية عالية المخاطر قد طغى على تنامي حالة عدم الاستقرار في السودان ودور أبوظبي في تأجيجها. وكما قال الرئيس ترامب نفسه لرئيس الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان، في خطوة تُشير إلى انه غير قابل للانتقاد والمساءلة “teflon status” لمن يُنجزون الصفقات: “سنعاملك كما ينبغي – ببراعة، وأنت رجل رائع”.

لكن روبيو، خلال جلسة استماعه في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي، رسم صورة مختلفة، عندما حدد صراحةً الحرب في السودان ودور الإمارات في تأجيجها، قائلاً: “لقد عبّرنا، ليس فقط للإمارات، بل لدول أخرى، عن تحويلها [الحرب الأهلية السودانية] إلى حرب بالوكالة… وأنها تزعزع استقرار المنطقة”.

وبينما تُعيق جهود السلام الخارجية بشكل كبير، فإن ديناميكيات الصراع الداخلية تضمن استمراره. مستغلةً العداء الشعبي الشديد تجاه قوات الدعم السريع، صوّرت القوات المسلحة السودانية الحرب على أنها صراع وجودي من أجل “الكرامة” والسيادة. هذه الرواية، بالإضافة إلى المساعدة في حشد المقاتلين المتطوعين، تجعل التفاوض العلني مع قوات الدعم السريع – التي اتهمتها إدارة بايدن عام ٢٠٢٣ بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي – أمرًا غير مقبول سياسيًا. من جانبها، تُصرّ قوات الدعم السريع على ضمان مستقبل سياسي لنفسها، وتُمضي قدمًا في تشكيل حكومة موازية، بينما تُصنّف القوات المسلحة السودانية على أنها جيش ونظام غير شرعيين، يُسيطر عليهما الإسلاميون.

إن المواقف القتالية الراسخة للأطراف المتحاربة، إلى جانب غياب استراتيجية أمريكية متماسكة وبنية تحتية دبلوماسية، بما في ذلك نقص في الموظفين في  مكتب أفريقيا ومبعوث خاص غير مُعين، يجعل واشنطن في وضع ضعيف لتنسيق الضغط الخارجي اللازم لكسر جمود الصراع.

وعلى الرغم من أن الحكومة السودانية التي يقودها الجيش قد احتفظت صراحةً بحقها في الدفاع عن النفس، إلا أن شن هجوم عسكري تقليدي على الإمارات العربية المتحدة أمر مستحيل عمليًا؛ فالجيش السوداني، المتورط في حربه الداخلية ضد قوات الدعم السريع، يفتقر إلى قدرات استعراض القوة اللازمة لمثل هذا العمل الفذ. علاوة على ذلك، فإن الهجوم المباشر على الإمارات العربية المتحدة من شأنه أن يدعو إلى انتقام سريع وعقابي من عملاق تصدير النفط ذي العلاقات الواسعة.

وبعيدًا عن الخسائر الإنسانية المدمرة، فإن استمرار الحرب الأهلية يُعرّض الأمن الإقليمي للخطر بشكل متزايد، مما يدفع السودان وجيرانه إلى زوايا خطيرة حيث يمكن أن يؤدي سوء التقدير إلى إشعال صراع دولي. في الواقع، ثمة خطرٌ أكثر إلحاحًا من الصدام العسكري المباشر بين السودان والإمارات، وهو أن تُصدر الخرطوم تهديدًا صريحًا بضرب تشاد أو جنوب السودان، متهمةً إياهما بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع وتسهيل تدفق الأسلحة المزعوم لأبو ظبي إلى دارفور – وهي تهديداتٌ أدانتها الدولتان وتعهدتا بمواجهتها بالقوة.

مع ذلك، لن تُفتح جبهةٌ تقليديةٌ بين السودان والإمارات العربية المتحدة في الوقت الحالي. سيستمر الصراع في أروقة المؤسسات متعددة الأطراف، حيث ستختبر اتهامات السودان نفوذ أبوظبي الراسخ، ولكن من غير المرجح أن تُحطمه .
—————————————-
الفاضل إبراهيم كاتب ومحلل سياسي سوداني. نُشرت أعماله في صحف الغارديان والجزيرة والعربي الجديد وأوبن ديموكراسي وغيرها

المصدر: مجلة RESPONSIBILE STATECRAFT الأميركية

أكثر من 1640 حالة وفاة منظمة الصحة العالمية: النظام الصحي في السودان ينهار

أكثر من 1640 حالة وفاة منظمة الصحة العالمية: النظام الصحي في السودان ينهار وسط أزمة نزوح غير مسبوقة

وكالات :السودانية نيوز
حذّرت منظمة الصحة العالمية من عواقب انهيار النظام الصحي في السودان، وتراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث “أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية”.

بعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم، حيث أُجبر 14.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين شخص التمسوا اللجوء في دول مجاورة، بما في ذلك مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى.

بين كانون الثاني/يناير وآذار/مارس من هذا العام، فرّ 200 ألف شخص عبر الحدود السودانية إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الوضع الإنساني المعقد – والذي تفاقم بسبب الهجمات على المرافق الصحية، لا يزال يعيق التدخلات الصحية الحيوية، بما في ذلك الاستجابة للكوليرا والحصبة وسوء التغذية.

في ظل هذه الصورة القاتمة، أفادت المنظمة بتسجيل ما يقرب من 60 ألف حالة إصابة بالكوليرا في السودان، مما أسفر عن أكثر من 1640 حالة وفاة، في الوقت الذي تواصل فيه دعمها للبلاد من خلال ركائز الاستجابة المتعددة.

وأضافت المنظمة أن الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد لا تزال أكثر الحالات الصحية شيوعا في شرق تشاد، في ظل ورود تقارير مستمرة عن حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي (هـ) والدفتيريا.

وقالت إنها تدعم أيضا الاستجابة لتفشي الملاريا والكوليرا في إثيوبيا والتهاب الكبد الوبائي (هـ) في جمهورية أفريقيا الوسطى.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مصر تواصل دعم الوافدين السودانيين الجدد حيث تغطي لهم نفقات الرعاية الصحية من خلال برنامج مخصص، وأكدت أنه بحلول نهاية نيسان/أبريل، تم تسجيل 1.5 مليون وافد سوداني جديد في البلاد.

أبرز التحديات
وأكدت المنظمة أنها تواجه العديد من التحديات التشغيلية للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.

وأضافت أن الأعمال العدائية المستمرة، بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية، تُهدد الأمن على الأرض، مما يتسبب في مزيد من النزوح ويزيد من التحديات في الاستجابة للاحتياجات، والسيطرة على الأمراض المعدية، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت إلى وجود نقص في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول المضيفة للاجئين، مما يُعيق رصد انتقال الأمراض داخليا وعبر الحدود، والقدرة على اتخاذ قرارات تشغيلية تستند إلى الأدلة. كما أكدت المنظمة أن هناك نقصا في الكوادر الطبية ووصول محدود للمياه ومستلزمات النظافة.