الثلاثاء, يوليو 1, 2025
الرئيسية بلوق الصفحة 4

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! طريق واشنطن الي سلام السودان.. مفروش بالورود، أم تحاصره الأشواك؟!

0

الجميل الفاضل يكتب: سؤال المبتدأ، جواب الخبر؟! طريق واشنطن الي سلام السودان.. مفروش بالورود، أم تحاصره الأشواك؟!

رجلان، أحدهما كوبي الأصل يشغل منصب وزير الخارجية الأمريكي، يسأل الثاني، لبناني الهوية الأولي، كان قد تمدد كذراع ولسان لواشنطن في أفريقيا، بل وفي الشرق الأوسط.
كلاهما يعمل تحت راية ترامب “رجل السلام” في نسخته المعدلة.
كانا يتحاوران على الهواء باسم أمريكا، يبحثان بعد طيّ ملف الكونغو ورواندا عن “اللي بعده”.
ماركو روبيو، وزير الخارجية، يسأل مبعوثه الخاص، مسعد بولس، علي ملأ وقبل أن يجف الحبر: “إلى أين تصوّب نظرك بعد، يا بولس؟”
فيردّ الأخير بسرعة، كمن يعلن نتيجة قرعة في بطولة لكرة القدم: “السودان”.

تلك الرائحة:

بيد أن روبيو لم يكتفِ بإجابة بولس المختصرة، التي رشّحت السودان لنيل بطاقة السلام التالية بعد الكنغو ورواندا، بل أشار إلى دور للدوحة يشبه مهام حكام تقنية الـ”VAR” الذين من شأنهم أن يصححوا أخطاء حكام الوسط، أو حتي كدور حاملي الرايات الذين يعدون على الخط لضبط حالات جرت بعيدا عن أعين حاملي الصافرات.

بلد يترنح:

علي أية حال، فالسودان الآن بلد يترنّح، يمشي على جثته، يطبع خطأه بالدم على قارعة الطريق، يحاول أن يستند إلى جدارٍ ساقط في شارع الزلزال.
في هذه اللحظة، يطلّ رجل من بعيد، يحمل “كرباجا” يتحدث بكتفيه، يزفر كلماته من تحت أرنبة أنفه.

إمبراطورية تتنفس:

هو دونالد ترامب رجل تتنفس به إمبراطورية أنهكها الزمن، تتشبّث به كآخر فرصة لإثبات أن عضلاتها لا تزال تعمل، وأن نفوذها يمكن إعادة تدويره من غزة إلى إيران، ومن الكنغو إلى الفاشر، عبر دهاليز السياسة أو حتي فوهات البنادق.

المنقذ الكوني:

ترامب الذي أذلّ صحافة بلاده على الهواء، لا يرتضي دورًا أقل من “المنقذ الكوني”.
إذن فقد أدرج الرجل السودان في جدول أعماله، لا حبًا في النيل الذي يموت الآن من العطش، ولا شغفًا بالخرطوم التي تهرب احلامها من تحت وسائدها.
ترامب المهووس بنوبل السلام يريد أن يكتب فصلًا جديدًا في مسرحية: “أنا الرئيس الأقوي.. أنا صانع السلام”.
وزيره، روبيو، يسأل مبعوثه بولس، وسط الكاميرات: “ما التالي؟”، يجيب بولس كمن يقرأ من ورقة أمامه: “السودان”.

الكلمة السحرية:

السلام الآن، هو الكلمة السحرية، التي تُفتح خزائن واشنطن، وأبواب بيتها الأبيض، تحمله طائرات البي 2 علي أجنحتها مع قنابلها الخارقة للأجسام الصلبة وللعقول المتحجرة.
لكن شيئًا ما، في هذا الإعلان المفاجيء، بدا وكأنه قد تغشي بظلال الدوحة الغامضة.

الكل يترقب:

فادوار قطر تاريخيا، ظلت تدور في فلك عوالم الإسلاميين المعقدة.
وبالمقابل، ربما ان الإمارات قد تتململ من بروز هذا الطيف القطري العائد الي السودان.
وقد تراقب مصر المشهد عن كثب لكن بقلق، في حين تنهمك السعودية في قراءة مابين سطور تصريح روبيو من دلالات ومن معاني.
بينما إسرائيل، من على البعد، تشحذ سكاكينها الطويلة لبتر أي نفوذ إيراني قد ينمو في الخرطوم أو بورتسودان.

وردة في البئر:

أما البرهان، فيقف كمن يمشي فوق حقل ألغام، يعلم أن أي خطوة يخطوها في الاتجاه الخاطيء قد تكون الأخيرة.
ليرمي مجبرا في ذات يوم سريان العقوبات الأمريكية، اعلان هدنة إنسانية علي الفاشر، كمن يرمي وردة في بئر لا قاع له.
لكن، هل يكفي الورد في طريقٍ مفروش بالأشواك؟.
ثم هل هناك متسعٌ بعد في بورتسودان قبل أن يلقي حجاج هذا العصر خطبته الاخيرة؟.
أم أن رؤوسا قد أينعت هناك وحان قطافها، لا يهم سواء بمنجل الحرب أو بأغصان السلام؟.

مفترق طرق:

المهم، ها نحن على مشارف فصل جديد، لا أحد يعلم كيف ستُكتب سطوره:
هل ستُعيد واشنطن تشكيل السودان على طريقتها، كما فعلت من قبل في بقاع شتى؟.
أم أن التناقضات الإقليمية، والحساسيات المتقاطعة، والمصالح المتنازعة، ستجعل من طريق السلام هذا مجرد متاهة أخرى في صحراء لا تنتهي؟.
فالسودان، الذي صار ميداناً لأجندات الآخرين أكثر من كونه وطناً لأهله، يقف الآن على مفترق طرق.
وبين كواليس السياسة في الدوحة، وحسابات التوجس في أبوظبي، وقلق القاهرة، وتربص تل أبيب،
يبقى السؤال الكبير:
هل تملك واشنطن حقاً مفتاح الحل؟
أم أن منازل الطموح الأمريكي ستُبنى، كعادتها، على الركام؟.

المحاصصة في السودان: غياب للكفاءة أم إحتواء للتنوع أم معوق لبناء دولة المدنية (2)

المحاصصة في السودان: غياب للكفاءة أم إحتواء للتنوع أم معوق لبناء دولة المدنية (2)

تحليل :حسين سعد
في الأزمة السياسية السودانية، تبرز المحاصصة كأحد المفاتيح لفهم التدهور المستمر في بنية الدولة، وتعثر مشروع الإنتقال الديمقراطي، فمنذ سقوط نظام الإنقاذ في 2019، وما تبعه من ترتيبات إنتقالية وإتفاقيات سياسية، ظل منطق تقاسم السلطة على أسس جهوية، إثنية، وحزبية هو العنوان الأبرز للمشهد السياسي في ظاهر الأمر، ومضت تلك الترتيبات إلى تحقيق (عدالة تمثيلية) تضمن مشاركة مختلف المكونات السودانية في الحكم، إلا أن ما تحقق فعليًا كان (نسقًا هشًّا) من الترضيات السياسية التي أعاقت بناء مؤسسات الدولة، وأعادت إنتاج النزاعات بدلًا من معالجتها، لقد أصبح من الواضح أن المحاصصة في السودان لا تُنتج إستقرارًا، بل تدفع إلى مزيد من التجزئة والإنقسام، فالسلطة لم تُبنَ على أسس برامجية أو وطنية جامعة، بل على حسابات آنية وتحالفات ظرفية سرعان ما تنهار عند أول إختبار حقيقي، وبدلًا من أن تكون الحكومة الإنتقالية منصة لإعادة تأسيس الدولة على أسس جديدة، تحوّلت إلى ساحة لتنازع القوى السياسية والمسلحة على المناصب والمكاسب، بينما بقيت أولويات المواطن من أمن وخدمات وتنمية رهينة هذا الصراع المزمن.
عودة العنف:
إن هذا الواقع يعكس خللاً بنيويًّا عميقًا، حيث أصبحت السلطة غاية في ذاتها، لا وسيلة لإدارة شؤون الدولة وتحقيق مصالح الناس، وهو ما يجعل المحاصصة لا مجرد أداة فاشلة لتوزيع النفوذ، بل عاملاً مهددًا لبقاء الدولة نفسها ففي ظل هذا النموذج، تتآكل ثقة المواطن في العملية السياسية، وتتوسع الهوة بين المجتمع والنخب الحاكمة، وتتكرس الولاءات الضيقة على حساب الهوية الوطنية الجامعة، في الحالة السودانية، ليست المحاصصة مجرد خلل إداري، بل هي أزمة بنيوية تمس جوهر المشروع الوطني. والنتيجة الطبيعية لهذا المسار، كانت عودة العنف، كما شهدنا في الحرب التي اندلعت بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023، والتي كشفت هشاشة الدولة وأظهرت إلى أي مدى يمكن أن تؤدي سياسات التقاسم غير الرشيد للسلطة إلى الإنفجار الكامل، وبالتالي، فإن تجاوز هذه الأزمة لن يكون ممكنًا دون مراجعة شاملة لفكرة المحاصصة ذاتها، وإستبدالها بنموذج يقوم على الكفاءة والمساءلة، وبناء عقد إجتماعي جديد يعيد تعريف الدولة على أساس المواطنة والعدالة ، فهل آن الأوان ليتخلى السودان عن ثقافة المحاصصة، ويتجه نحو مشروع وطني جامع يضع حدًا للفوضى المستمرة، ويؤسس لاستقرار حقيقي دائم؟ أم أننا لا نزال نراوح في دائرة مفرغة، حيث تُعاد إنتاج ذات الأخطاء بذات الوجوه، ولكن تحت مسميات جديدة؟ داخل هذا التحليل نحاول معرفة السياق التاريخي للمحاصصة في السودان؟ وأنواع المحاصصات في المشهد السوداني، تأثيرها على مؤسسات الدولة؟ وهل المحاصصة كعامل لزعزعة للاستقرار؟ ونحاول الدفع بأمثلة واقعية من التجربة السودانية؟ ومعرفة الأثر السياسي والاجتماعي؟ وماهي البدائل والحلول المقترحة؟
السياق التاريخي:
إتسمت الحياة السياسية في السودان بالتعقيد، بفعل تركيبة إجتماعية وثقافية وديمغرافية متعددة الأعراق والديانات والمناطق، ومنذ إستقلال البلاد في عام 1956، لم ينجح أي نظام حكم في تحقيق توازن مستدام يرضي كافة المكونات، ما أفسح المجال لتكرار الإنقلابات العسكرية، وتفجر الحروب الأهلية، وصعود النزعات الانفصالية، نتيجة شعور جماعات متعددة بالتهميش السياسي والاقتصادي.
أ. الجذور الأولى للمحاصصة:
يمكن القول إن المحاصصة بدأت في السودان بشكل غير معلن منذ الحكومات الوطنية الأولى، حين كانت النخب السياسية تُوزّع المناصب السيادية والتنفيذية بين أبناء وبنات مكونات بعينها ذات النفوذ التاريخي في مؤسسات الدولة، هذا النمط الإقصائي ساهم في خلق شعور بالتمييز لدى مناطق مثل الجنوب ودارفور والشرق، ما أدى لاحقًا إلى انفجارات سياسية وعسكرية، كان أبرزها الحرب الأهلية التي قادت إلى انفصال جنوب السودان عام 2011م وكتب مثقفون كتب ومقالات عن ذلك التمييز ودعوا لمعالجة الأمر.
ب. الإنقاذ وإعادة إنتاج المحاصصة:
في عهد نظام الإنقاذ (1989–2019)، اتخذت المحاصصة طابعًا أكثر تنظيمًا ومؤسسيًا، لكن من زاوية مغايرة فقد لجأ النظام إلى (تمكين) عناصره داخل الدولة عبر تحالف أيديولوجي إسلامي – عسكري، إستُبعدت فيه القوى السياسية الأخرى، وخصوصًا المعارضة، وفي سبيل ضمان السيطرة، لجأ النظام إلى عقد إتفاقيات سلام منفصلة مع حركات مسلحة، تقوم على توزيع المناصب والإمتيازات بدلًا من معالجة الجذور الحقيقية للنزاع. وهكذا أصبحت المحاصصة أداة لشراء الولاءات أكثر من كونها آلية لخلق وفاق وطني.
ج. ما بعد الثورة ومحاولة إعادة هيكلة السلطة:
بعد ثورة ديسمبر المجيدة في 2018، برزت آمال واسعة لبناء سودان جديد، يقوم على قيم العدالة والمواطنة. ومع تشكيل الحكومة الانتقالية الأولى بالشراكة بين المدنيين والعسكريين، كان من المتوقع تفكيك إرث المحاصصات إلا أن الواقع أثبت العكس، فقد سقطت الحكومة في فخ الترضيات السياسية مجددًا، مع توزّع المناصب بين قوى (الحرية والتغيير) ، ونالت أحزاب بعينها نصيب الأسد من كيكية السلطة ، هذه الوضعية جعلت البعض يستنكر ذلك ، أما الدولة العميقة فقد وصفت ذلك بتهكم ( أحزاب أربعة طويلة) وعندما ما تم توقيع سلام جوبا في العام 2020م ، وظهور حركات الكفاح المسلح كلاعبين أساسيين ،والذي أُسّس بدوره على مبدأ المحاصصة، لا على إصلاح مؤسسات الدولة، أطاح تحالف تلك الحركات مع الجيش بقوي الحرية والتغيير عبر إنقلاب البرهان في العام 2021م ، ولم يشفع توود الحرية والتغيير لبعض الحركات المسلحة وإنخراطهم معها في إجتماعات في كل من جوبا وأديس أبابا والقاهرة.
د. الحرب الحالية:
نتيجة متوقعة لمنظومة المحاصصة إندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يكن معزولًا عن هذا السياق، فكل من الطرفين كان جزءًا من معادلة السلطة الانتقالية، وتغذى على ثقافة المحاصصة وتوازنات القوة أكثر مما التزم بأي مشروع وطني موحّد، وهو ما يفضح إلى أي مدى فشلت النخب السودانية، حتى بعد الثورة، في الخروج من منطق توزيع السلطة على أسس جهوية أو عسكرية، دون أن تبني قاعدة صلبة لإدارة الدولة على أسس وطنية عادلة ومستدامة.
أنواع المحاصصات:
في المشهد السوداني المحاصصة في السودان ليست ظاهرة أحادية البعد، بل تتخذ أشكالًا متعددة تتقاطع فيها الإنتماءات السياسية، الجهوية، الإثنية، والعسكرية، ولفهم تعقيدات الأزمة السياسية السودانية بشكل عميق، من الضروري تصنيف هذه المحاصصات وتحديد سماتها، وأثرها على تركيبة الحكم واتخاذ القرار.
أ. المحاصصة الجهوية (الإقليمية):
تعتبر واحدة من أبرز أنواع المحاصصات في السودان، فقد ظل التوزيع الجغرافي للسلطة والموارد متركزًا تاريخيًا في (مثلث حمدي) الخرطوم، نهر النيل، الشمالية، على حساب مناطق الهامش كدارفور، النيل الأزرق، شرق السودان، وكردفان، وردًا على هذا التهميش التاريخي، برزت الحركات المسلحة كقوى تطالب بـ(التمثيل الإقليمي العادل)، ما أدى إلى توظيف المحاصصة الجهوية في الاتفاقيات السياسية، خصوصًا بعد توقيع اتفاق جوبا للسلام، حيث مُنحت بعض الأقاليم نسبًا محددة في الحكم دون أن يُربط ذلك بكفاءة أو إصلاح مؤسسي حقيقي.
ب. المحاصصة الإثنية والقبلية:
بالرغم من أن السودان دولة متعددة الأعراق والثقافات، إلا أن النظام السياسي لم ينجح في تحويل هذا التنوع إلى مصدر قوة بل على العكس، وظّفت الأنظمة المتعاقبة البُعد الإثني كأداة للفرز السياسي والتمكين، ومع تراجع هيبة الدولة المركزية، خاصة بعد 2019، برزت التمثيليات القبلية كقوى ضغط في التفاوض السياسي، وأصبح تعيين المسؤولين أحيانًا مرهونًا بانتمائهم القبلي لضمان (التمثيل المتوازن)، لا على أساس الكفاءة أو المشروع الوطني.
ج. المحاصصة الحزبية:
برزت بوضوح في المرحلة الإنتقالية بعد الثورة، لا سيما بين مكونات قوى الحرية والتغيير، فبدلًا من تقديم نموذج ديمقراطي شفاف وفعال، إنغمست الأحزاب في صراعات داخلية حول توزيع المناصب الوزارية والسلك الدبلوماسي والمؤسسات الاقتصادية، مما قوّض ثقة الشارع بها، وكان هذا التنافس سببًا رئيسيًا في إضعاف الأداء الحكومي وتآكل الحاضنة السياسية للمرحلة الانتقالية.
د. المحاصصة العسكرية–المدنية :
شكلت واحدة من أخطر أنواع المحاصصات وأكثرها ضررًا، فالشراكة التي فُرضت بين المكونين العسكري والمدني بعد إسقاط البشير، لم تقم على أسس دستورية واضحة أو معايير سلطة موحدة، بل على توازنات هشّة هدفها تجنب الصدام أكثر من بناء دولة، وفي ظل هذه الثنائية، احتفظت المؤسسة العسكرية – ومعها الدعم السريع – بصلاحيات أمنية وإقتصادية واسعة، مقابل ضعف مدني في إدارة الدولة، ما ساهم لاحقًا في انفجار النزاع المسلح.
هـ. المحاصصة الاقتصادية:
وهي الأقل حديثًا لكنها لا تقل أهمية، فقد أصبحت المناصب الإقتصادية الحيوية – كالمؤسسات المصرفية، الشركات الحكومية، والموارد الطبيعية – جزءًا من عملية الترضيات، ما حوّل الاقتصاد إلى ساحة للمحسوبية والمصالح الخاصة، وأفشل كل محاولات الإصلاح المالي والإداري، كل هذه الأنواع من المحاصصة، وإن بدت مختلفة في شكلها، تتشابه في نتيجتها: تقويض الدولة، إضعاف مؤسساتها، وحرمان المواطن السوداني من حقه في حكم عادل وكفء(يتبع)

   د. مازن أبو الحسن يكتب:”أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض”

0

       د. مازن أبو الحسن يكتب:”أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض”

فيلادلفيا – الولايات المتحدة الأمريكية

قراءة في اختلال ميزان القوى في الشرق الأوسط ومحاولات تحييد البرنامج النووي الإيراني

“تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً
وإذا افترقن تكسّرت آحادا”

في الحكاية العربية الشهيرة، عاش ثلاثة ثيران (أسود، وأحمر، وأبيض) في مرعى واحد، متحدين في وجه الخطر. إلى أن جاء الأسد، فأقنع الثورين الأسود والأحمر بالتخلي عن رفيقهما الأبيض، ليأكله أولًا. ثم ما لبث أن افترسهما واحدًا تلو الآخر. حينها قال الثور الأخير عبارته الخالدة: “أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض”.

هذه الحكاية الرمزية تختصر ببساطة مؤثرة ما يجري في الشرق الأوسط اليوم. إذ تُستهدف القوى الإقليمية الكبرى، واحدة تلو الأخرى، في عملية تفكيك ممنهجة تُفضي إلى بقاء قوة واحدة مهيمنة: إسرائيل.

إيران… خصم أيديولوجي وجار دائم

منذ الثورة الإسلامية في عام 1979، تبنّت إيران خطابًا ثوريًا حاول تصدير النموذج الإيراني إلى دول الجوار، ما أثار توترات مع العديد من الدول العربية، خاصة الخليجية منها، وفاقمتها الانقسامات الطائفية والسياسية والصراعات بالوكالة.

ومع ذلك، فإن تجاهل أن إيران دولة عريقة وجارة أبدية للعرب منذ آلاف السنين هو تجاهل للتاريخ والجغرافيا. فعلى الرغم من الخلافات، ثمة تقاطعات حضارية وثقافية ودينية كثيرة. كما لم تُظهر إيران – رغم صداماتها – أطماعًا في التوسع خارج حدودها المعروفة.

وقد ظلّ موقف طهران من القضية الفلسطينية ثابتًا: داعمًا لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على أراضيهم، وفق قرارات الشرعية الدولية.

إسرائيل… من مشروع دولة إلى شرطي المنطقة

على الجانب الآخر، ترفض إسرائيل منذ تأسيسها الالتزام بقرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين، وتتبنى منذ عقود نهجًا توسعيًا، اتّسع بشكل ملحوظ في عهد حكومة نتنياهو، التي لا تخفي أطماعها في “شرق أوسط جديد” تكون فيه إسرائيل “الشرطي الإقليمي” وصاحبة اليد الطولى سياسيًا وعسكريًا.

تحتفظ إسرائيل بترسانة نووية سرّية غير خاضعة لأي رقابة دولية، وفي الوقت ذاته تُمارس ضغوطًا ممنهجة لتحييد أو تدمير أي قوة إقليمية منافسة، وعلى رأسها إيران. وقد أسهمت في تأجيج النزاعات أو استثمارها في فلسطين، العراق، سوريا، لبنان، وليبيا.

النووي الإيراني… قلق مشروع أم ازدواجية انتقائية؟

صحيح أن ثمة قلقًا مشروعًا من احتمال امتلاك إيران سلاحًا نوويًا، وهو قلق تتشاركه دول عربية وغربية. لكن المثير للدهشة أن هذا القلق لا يتحوّل إلى مطلب متكافئ وشامل لنزع السلاح النووي من جميع دول المنطقة، بما فيها إسرائيل.

في واقع الأمر، يُستخدم هذا القلق لتبرير تحالفات غير مُعلنة مع إسرائيل، أو للتغاضي عن سياساتها التوسعية، بينما تُجرّم إيران وحدها وتُصوَّر كتهديد مطلق.

هكذا سقط “الثور الأبيض” أولًا: فلسطين، العراق، سوريا، ليبيا… وتحول الثور “الأحمر” – إيران – إلى الهدف التالي، وسط صمت أو تواطؤ من بعض عواصم المنطقة.

الخطر القادم: تفكيك البقية…

تحييد إيران، في غياب رؤية استراتيجية عادلة وشاملة للتوازن الإقليمي، لن يُنهي الصراع، بل سيُمهّد الطريق لاستهداف قوى عربية أخرى مثل مصر ودول الخليج لاحقًا، في ظل سعي إسرائيل للهيمنة بلا منازع.

عندها، ستكون العبارة الأليمة “أُكِلْنا يومَ أُكِلَ الثورُ الأبيض” قد تجاوزت رمزيتها لتُصبح واقعًا تاريخيًا محزنًا.
.

ما المطلوب؟

ليس المطلوب الانحياز الأعمى إلى إيران، بل التفكير الجماعي الاستراتيجي بمصالح الإقليم على المدى البعيد، ومغادرة موقع ردّ الفعل إلى موقع الفعل الواعي والمسؤول.

من هنا، فإن ما تحتاجه المنطقة اليوم هو:

~ تفعيل الحوار الخليجي–الإيراني بصورة مباشرة وجادة، وفتح قنوات لتذويب الخلافات القديمة على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

~ التأكيد على حق جميع الدول الملتزمة بالاتفاقات الدولية في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية في مختلف المجالات الحيوية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي.

~ الدفع نحو شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي الإسرائيلي، دون استثناءات.

~ الضغط على القوى الكبرى لإلزام إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مثل باقي دول العالم.

~ التعاون مع المؤسسات الدولية لحثّ إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن استقرارًا إقليميًا مستدامًا.

في عالم تتآكل فيه الروابط الإقليمية لصالح التحالفات العابرة، تبقى قصة الثور الأبيض مرآة ساخرة ومؤلمة لواقع يُعاد إنتاجه بصيَغ عصرية. فهل نتعلّم من دروس التاريخ، أم نظل نردّد العبارة… بعد فوات الأوان؟

نداء إنساني عاجل إلى منظمة الصحة العالمية وكل المنظمات العاملة في المجال الصحي والإنساني

نداء إنساني عاجل إلى منظمة الصحة العالمية وكل المنظمات العاملة في المجال الصحي والإنساني

متابعات:السودانية نيوز

اطلقت منظمة مناصرة ضحايا دارفور نداءً إنسانيًّا عاجلًا لكل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، بخصوص انهيار النظام الصحي وانتشار الكوليرا في الوحدة الإدارية للمزروب التابعة لمحلية غرب بارا بولاية شمال كردفان، والتي تبعد حوالي ٨٣ كلم غرب مدينة الأبيض.
حيث أفاد طبيب وشاهد عيان لمنظمة مناصرة ضحايا دارفور بظهور الكوليرا وإسهالات مائية حادة في وحدة المزروب منذ يوم ١٨ يونيو ٢٠٢٥م، وبلغت إجمالي الإصابات ٤٠١ حالة كوليرا حتى تاريخه.
كما بلغ عدد الوفيات ١٠ حالات حتى يوم الجمعة الموافق ٢٧ يونيو ٢٠٢٥م، من بينهم إيات آدم وورابحة أحمد أبو الأمين، وأستاذ أحد حامد.
يعاني مستشفى المزروب والمستوصف القطري من عدم توفر الأدوية والمحاليل الطبية اللازمة. وتُبذل حاليًا جهود أهلية من قبل المجتمع المحلي لجمع التبرعات لشراء الأدوية للمرضى.

تطلق المنظمة نداءً عاجلاً لكل المنظمات المحلية والإقليمية والدولية للتدخل الفوري لإنقاذ الأرواح واحتواء الكارثة الإنسانية والصحية.

الجميل الفاضل يكتب : عين على الحقيقة التشظّي الهوياتي، مقدمة لذوبان الدولة؟!

0

الجميل الفاضل يكتب : عين على الحقيقة التشظّي الهوياتي، مقدمة لذوبان الدولة؟!

للإخوان المسلمين تجربة غريبة للغاية في السودان؛ فقد رقّعوا دنياهم بتمزيق دينهم، فلا دينهم – بالنتيجة – بقي، ولا ما رقّعوه من دنيا في ثلاثين عامًا أو يزيد، ظلّ كما هو.
لكنّ الأدهى وأمرّ، ها هم اليوم يكرّرون ذات الكرة على الدنيا ذاتها، التي عملوا لها فأفسدوا بها دينهم ودنيا الناس معهم، بادئ ذي بدء، والتي عادوا اليوم لمغازلتها من خلال محاولاتهم المستميتة لاستعادة عرش سلطتهم المفقود، “زهرة دنياهم”، عبر انقلاب البرهان الفاشل، ومن خلال حربهم الحالية التي قضوا بها على كلّ أخضر ويابس، أملاً فقط في ترقيع سلطانهم الذي نُزع بأمر الله، حتى لو بتمزيق ما تبقّى من البلاد، كما فعلوا من قبل في الجنوب.
وللحقيقة، فلا البلاد التي ينازعون اليوم الحكم عليها ستبقى، ولا ما رقّعوه من سلطانٍ مهترئ وممزّق بانقلاب البرهان سيستقرّ لهم، هو كذلك.
على أية حال، هي تجربة أليمة ومحزنة، توقّع المفكر د. منصور خالد قبل رحيله أن تقود – في آخر المطاف – إلى ذوبان الدولة بالكامل، قائلاً:
“إن وضعنا نُصب أعيننا تجربة انفصال الجنوب، واستعار الحروب في الغرب والوسط، لأدركنا أن تراكم هذا الفشل سيقود حتمًا إلى واحد من شيئين: الأول هو الحساسية من النجاح، والثاني هو ذوبان الدولة.”
محذّرًا في الوقت ذاته من أن كلا الداءين سيسيران بنا – لا محالة – في طريق طُراد نحو الهاوية.
وبالقطع، فإن ما نرصده من تصدّعات داخل البنية العسكرية والسياسية والاجتماعية، يوحي بأننا قد اقتربنا في هذه اللحظة من قاع الهاوية، ومن ثمّ، من حالة ذوبان الدولة.
فقد تتلاشى حتي مظاهر هذه السلطة المركزية الزائفة تدريجيًا تبعًا لتفاعلات هذا الواقع، مفسحةً الطريق لقيام مجتمعات أمنية جديدة على أنقاض الدولة القومية الآيلة للسقوط.
وبطبيعة الحال، فإن أي تصدّع أو انهيار أو ذوبان للدولة سيجرّ، بعد السقوط والتلاشي، إلى تفكك في التحالفات القائمة، وتبدُّل كبير في خارطة الولاءات الحالية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيقود فشل الدولة المركزية إلى تشظٍّ هوياتي أوسع، بحيث تلجأ جماعات هذا المركز الوهمي، المتناقضة مصلحيًا فيما بينها ومع غيرها، إلى الجهة أو القبيلة أو العِرق كملاذ أمني أخير؟
لتنشأ من ثمّ مجموعة من الوحدات الهوياتية التي تتفاعل على مستويات متعددة من الأمن: العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والمجتمعي.
تظهر هذه الوحدات، عند انهيار مظهر الدولة المركزية، في شكل “وحدات صغيرة” تنخرط في علاقات أمنية تتجاوز الدولة، وقد تتعدى حدود السيادة نفسها، علي قرار العلاقة بين حركات الشرق الجديدة وأسمرا.
فمثل هذه الكيانات، التي كانت مكبوتة داخل بنية الدولة الصلبة، ستسعى في مرحلة لاحقة إلى تأمين نفسها أولًا، لا عبر الدولة أو في إطارها، بل من خلالها وضدها في آنٍ معًا.
وهنا يظهر نموذج “الهويات كمصادر للأمن”؛ إذ قد تصبح ميليشيات القبائل والمناطق القائمة اليوم — مثل “مشتركة”، و”كيكل”، ومقاومات شعبية مناطقية مختلفة — المصدرَ الوحيد لاحقًا للشعور بالأمن والحماية في نطاق الانتماءات الخاصة بتلك المكونات.
وقد نعيش مرحلة يصبح فيها الأمن قضية تُدار بين وكلاء يعملون “تحت الدولة” وخارج منظومة القيادة والسيطرة؛ لا أحد فيهم يحرص على العمل للحفاظ على الدولة ذاتها، بل يسعى لاحتكار العنف ضمن فضاء معين من الفوضى.
وبالضرورة، فإن بورتسودان، التي تمارس حاليًا إفلاتًا — ربما متعمدًا — لهذا العقال، لن تكون حينذاك صانعة الحدث بأي حال من الأحوال.
لتصبح البلاد، من ثم، مجالًا لإعادة تعريف ما تعنيه الدولة، وما يُعبر عنه بالسيادة، والأمن، والحدود.
وقد تعبر عن هذا جماعات لا يمكن تصورها الآن، ستظهر لا محالة من بين ركام الدولة المنهارة أو المنصهرة، كأجزاء في “كنتونات صغيرة”، أو حتى بالذوبان كأجزاء في غيرها من الدول.
وهذا ما نخشاه بوضوح: من إريتريا في الشرق، ومن مصر في الشمال.

مستشار قائد قوات الدعم السريع يرفض دعوة البرهان للهدنة في الفاشر

مستشار قائد قوات الدعم السريع يرفض دعوة البرهان للهدنة في الفاشر

خاص :السودانية نيوز
رفض مستشار قائد قوات الدعم السريع، أحمد عابدين، دعوة قائدالجيش، عبد الفتاح البرهان، لإعلان هدنة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور. وقال عابدين في تصريح “للسودانية نيوز ” إن “قوات الدعم السريع لم تتفق على هدنة ولن تتفق، لأنه لا يوجد ما يدعو إلى ذلك”.

وأضاف عابدين أن “هناك معركة تدور في الفاشر، ويريدون خداع العالم”، مشيرًا إلى أن البرهان ومناوي “لا يملكون السلطة على الفاشر، وكل ما يهمهم هو الغدر والخيانة”.

وشدد عابدين على أن “قوات الدعم السريع هي التي تسيطر على ولايةشمال دارفور، ومدينة الفاشر منطقة عسكرية لا يوجد فيها مواطنين”، مؤكدًا أن “قوات الدعم السريع تعرف حاجة مواطنيها وتعرف كيف توزع لهم الإغاثة”.
. وقال المستشار عابدين “للسودانية نيوز” نحن لم نتفق علي هدنة ولن نتفق لأنه لا يوجد شيء يدعوا الي الهدنة . وتابع عابدين (هناك معركة تدور في الفاشر ، ويسعى مناوي والبرهان لخداع العالم ) وشدد عابدين ، ان البرهان ومني اركو مناوي ، لا يملكون السلطة علي الفاشر ، والاثنين يجمعهم الغدر والخيانة ، وأصحاب حيل خبيثة ، وبالتالي لا تعنينا احاديثهم أو تصريحاتهم بشئ ، ولا نقر ولا نعترف بهم كأصحاب شأن فهم هنا بلا زرع ولا أطيان ، وشدد (نحن من لدينا الكلمة العليا في الفاشر وغيرها من مناطق سيطرتنا ) وان الفاشر الان منطقة عسكرية لا يوجد بها مواطن حتي يُغاث ، واردف عابدين (نحن نعرف حوجة مواطنينا ومن اين وكيف توزع لهم الإغاثة )

بدء التنفيذ اليوم ..ما هي “عقوبات الكيماوي” الأميركية على السودان وما أسبابها؟

ما هي “عقوبات الكيماوي” الأميركية على السودان وما أسبابها؟

سكاي نيوز عربية – أبوظبي

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، يوم الجمعة، بدء تنفيذ عقوبات على السودان بسبب استخدام الجيش أسلحة كيمائية خلال الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023، فما طبيعة تلك العقوبات، وإلى ماذا استندت واشنطن في اتهامها للجيش السوداني؟

وفقا لبيان الخارجية الأميركية، فإن العقوبات تأتي بموجب قانون مراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والقضاء عليها لعام 1991، الذي ينص على حزم عقوبات آنية مباشرة، وأخرى على مراحل لاحقة.

تشمل العقوبات المباشرة، وقف المعونات غير الإنسانية، وحظر تراخيص بيع أسلحة أو تقنيات ذات استخدام مزدوج، ووقف دعم الصادرات وحظر أي قروض او ائتمانات للبنوك الأميركية للحكومة السودانية باستثناء الغذاء والزراعة.
تشير بنود القانون إلى إمكانية فرض عقوبات أكثر قساوة بعد 90 يوما في حال لم ترضخ قيادة الجيش لشروط محددة وضعتها الإدارة الأميركية، ما سيؤدي إلى إغلاق الأبواب التمويلية الدولية عبر المعارضة القاطعة لقروض البنك الدولي وصندوق النقد، وإلحاق عزلة دبلوماسية محتملة من خلال تقليص أو تعليق التمثيل الأميركي، ومنع شركات الطيران السودانية رسمياً من استخدام الأجواء الأميركية.
مبررات أميركية

أكد دبلوماسي بارز في البعثة الأميركية بمجلس الأمن على أن الولايات المتحدة استندت إلى أدلة حقيقية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية، منذ عهد الرئيس السابق جو بايدن، كانت تعمل مع الكونغرس والأمم المتحدة على جمع الأدلة التي تثبت استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب الحالية.

في يناير، نقل تقرير نشرته “نيويورك تايمز” عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل خلال النزاع، ونشرها في مناطق نائية من البلاد.

وقال مسؤولان مطلعان على الأمر للصحيفة إن الأسلحة الكيميائية التي استُخدمت كانت تحتوي على غاز الكلور، الذي يمكن أن يُسبب أضرارًا كبيرة للإنسان والحيوان ومصادر المياه.

روايات محلية
في حين نفت السلطة القائمة في بورتسودان الاتهامات الأميركية، نشر سكان محليون في شمال دارفور صورا تظهر جثث محترقة ومنتفخه، وخزانات مياه تغير لونها للوردي، وقذيفة مكتوب عليها أنها تحتوي على غاز.

ووفقا لتحقيق سابق أجراه موقع “سكاي نيوز عربية”، قال مسؤول محلي في شمال دارفور إن ظواهر غريبة تلت معظم الضربات التي تعرضت لها منطقتي الكومة ومليط خلال الأشهر الماضية والتي بلغت نحو 130 طلعة جوية.

ولخص تلك الظواهر في احتراق جثث الضحايا وتغير ملامحها كليًا، وكان بعضها ينتفخ، كما تنفق الحيوانات بشكل غريب، ويتغير لون التربة والمياه.

وأكد المسؤول المحلي أن هناك عشرات الأدلة التي جُمعت، وتتضمن مقاطع فيديو وصورًا وشهادات ناجين، وعينات من التربة، وبقايا جثامين بشرية، وبقايا حيوانية محترقة، وعينات من مياه أُخذت من وادٍ في غرب المدينة تغيّر لون مياهه تمامًا بسبب تأثير المواد الكيميائية.

وفي العاصمة الخرطوم، أشارت مصادر طبية وبيئية إلى وجود أدلة على ظهور أمراض غريبة مرتبطة بتلوث الهواء خلال الفترة الأخيرة.

وربطت تقارير بين ظهور تلك الأمراض، والغبار الكثيف الذي انبعث في منتصف مايو من مبنى جامعي تعرض لضربة بطائرة مسيّرة.

وأفادت التقارير أن المبنى كان يضم مخزنًا لأسلحة تابعة لكتائب البراء بن مالك التي تقاتل إلى جانب الجيش.

SPLM-RDC Condemns Destruction of Catholic Church and Assassination of Father Luka Jumo in El Fasher

SPLM-RDC Condemns Destruction of Catholic Church and Assassination of Father Luka Jumo Warns of Humanitarian Catastrophe in El Fasher

khartoum: ALsudanianews

The Leadership Office of SPLM-RDC is following with grave concern the humanitarian catastrophe unfolding in El Fasher, where civilians continue to be targeted in a war waged by both sides. Civilians have become primary targets rather than military objectives, turning their lives into a living hell in a conflict that disregards the right to life and all human rights.

In this context, we extend our deepest condolences to our Christian brothers and sisters in El Fasher following the martyrdom of Father Luka Jumo, the city’s Catholic priest, who was killed at dawn on 13 June 2025 after the shelling of civilian. Father Luka chose to remain among his people despite the danger, becoming both a witness and a martyr.

The assassination of Father Luka is part of a wider and intensifying pattern of violence in El Fasher that once again brings to the fore the urgent issue of equal citizenship, a daily struggle that civilians endure with their own bodies.

We hold both warring parties and all those contributing to the prolongation of the conflict, fully responsible. We call for the following:

A humanitarian ceasefire agreed by both parties in the city of El Fasher – limited to the city if necessary – for a period of one month, to allow civilians to stabilise their lifestyle , access food and medicine, and improve their living conditions.

An urgent and independent investigation into the targeting of civilians, particularly religious leaders and humanitarian volunteers.

Recognition of the ongoing atrocities in El Fasher as crimes against humanity, requiring immediate international action.

الحركة الشعبية “التيار الثوري الديمقراطي” تدين تدمير الكنيسة الكاثوليكية وإغتيال الأب لوكا جومو بالفاشر شمال دارفور 

الحركة الشعبية “التيار الثوري الديمقراطي” تدين تدمير الكنيسة الكاثوليكية وإغتيال الأب لوكا جومو بالفاشر شمال دارفور 

متابعات: السودانية نيوز

ادانت الحركة الشعبية “التيار الثوري الديمقراطي تدمير الكنيسة الكاثوليكية وإغتيال الأب لوكا جومو، وتحذر من الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في مدينة الفاشر

واعرب المكتب القيادي للحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، عن قلقه تجاه الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر، مع استمرار استهداف المدنيين في حرب يخوضها الطرفان، حيث أصبح المدنيون أهدافا رئيسية بدلا من الأهداف العسكرية، مما حول حياتهم إلى جحيم في حرب لا تراعي حق الحياة ولا حقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، نتقدم بخالص التعازي إلى الإخوة المسيحيين في الفاشر في إستشهاد الأب لوكا جومو، كاهن الكنيسة الكاثوليكية في الفاشر، الذي ارتقى شهيدا فجر 13 يونيو 2025، إثر إصابته أثناء قصف طال أحياء المدنيين. لقد اختار الأب لوكا البقاء وسط شعبه رغم المخاطر، فكان شاهدا وشهيدا.

إن اغتيال الأب لوكا لا ينفصل عما تتعرض له الفاشر من نمط متصاعد يعيد إلى الواجهة قضايا المواطنة بلا تمييز، وهي معركة يومية يخوضها المدنيون بأجسادهم.

نحمل المسؤولية لطرفي الحرب، وكل من يسهم في إطالة أمدها، وندعو إلى ما يلي:

اتفاق الطرفين على وقف إطلاق نار إنساني في مدينة الفاشر، حتى ولو اقتصر على المدينة وحدها بمعزل عن بقية السودان، لمدة شهر، من أجل تمكين المدنيين من توفيق أوضاعهم، وإيصال الطعام والأدوية، وتحسين شروط حياتهم.

تحقيق مستقل وعاجل حول استهداف المدنيين، لا سيما رجال الدين والمتطوعين في مجالات العمل الإنساني. وإعتبار ما يجري في الفاشر جريمة ضد الإنسانية تستوجب تحركا دوليا عاجلا.

هبوط أول رحلة جوية تحمل مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي إلى دارفور

هبوط أول رحلة جوية تحمل مساعدات إنسانية من الاتحاد الأوروبي إلى دارفور

متابعات: السودانية نيوز

كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن الجمعة، عن هبوط أول رحلة في دارفور ضمن جسر جوي يحمل مساعدات من الاتحاد الأوروبي.دون تحديد المطار ،وتعد هذه الرحلة الأولى من نوعها منذ اندلاع النزاع في 15 أبريل 2023.

و قامت منظمة الهجرة الدولية وشركاؤها بتوزيع 21 طنًا من المساعدات المنقذة للحياة في مناطق يصعب الوصول إليها، بينما هناك 35 طنًا إضافيًا في طريقها إلى الإقليم الذي يأوي نصف إجمالي النازحين البالغ عددهم 10 ملايين شخص.

واضافت المنظمة في تغريدة على منصة إكس، إن “أول رحلة من أصل ثلاث رحلات جوية لجسر المساعدات الإنسانية التابع للاتحاد الأوروبي هبطت في دارفور هذا الأسبوع”.

وأشار إلى أن منظمة الهجرة الدولية وشركاءها قاموا بتوزيع 21 طنًا متريًا من المساعدات المنقذة للحياة في منطقة يصعب الوصول إليها.

وأفاد بوجود 35 طنًا متريًا من المساعدات في الطريق إلى الإقليم الذي يأوي نصف إجمالي النازحين البالغ عددهم 10 ملايين.

وتقول الأمم المتحدة إن إقليم دارفور يعاني من أزمة عميقة، حيث يحتاج 79% من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.

وترتفع معدلات سوء التغذية في السودان، خاصة في دارفور، خلال موسم الأمطار من يونيو إلى أكتوبر، والذي يُعرف بموسم الجفاف، الذي يأتي بعد استنفاد معظم الأسر مخزوناتها الغذائية من المحاصيل التي تُحصد في خواتيم كل عام.

وتُعد دارفور أكثر مناطق السودان تأثرًا بالأمطار، التي تكون مصحوبة بسيول غزيرة تؤدي إلى انقطاع الطرق نظرًا لرداءة البنية التحتية، مما يقوض الوصول إلى الغذاء، رغم أن موسم الخريف يشهد انتشارًا واسعًا للأمراض المنقولة بالمياه والحشرات.

السياق: تعاني منطقة دارفور من أزمة إنسانية حادة، حيث يحتاج 79% من سكانها إلى مساعدات إنسانية وحماية. وتتفاقم الأوضاع مع اقتراب موسم الأمطار، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وانقطاع الطرق وتوترات بين الرعاة والمزارعين.

المخاوف: تتوقع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية أن تتدهور الأوضاع أكثر مع هطول الأمطار الغزيرة المتوقعة هذا العام، مما قد يعقد عملية إيصال المساعدات ويزيد من حدة النزاعات المحلية.