إستمرار الحرب يعمق الإنقسامات ومطالبات بإعلاء صوت المثقفين
كتب:حسين سعد
شدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الدكتور الفاتح تبار على ضرورة وقف الحرب الدائرة في السودان فوراً، باعتبارها المدخل الوحيد لحماية المجتمع من مزيد من الانهيار الإنساني والاجتماعي. وقال أن استمرار النزاع لا يهدد حاضر البلاد فحسب، بل يرهن مستقبل الأجيال القادمة ويعمّق الانقسامات، وطالب الاستاذ الجامعي في حديثه مع (مجلة قضايا فكرية) في عددها الرابع الصادر مؤخراً بعنوان ( من سطوة السلاح إلى قوة الكلمة هل يمنح الفكر للسودان فرصة للنجاة من دورته الدموية) طالب بإعلاء صوت المثقفين والمفكرين في هذه المرحلة المفصلية، باعتبارهم القادرين على طرح البدائل ورسم رؤى جامعة تقوم على قيم التعايش والمواطنة، بعيداً عن الاستقطاب الحاد والخطابات المتطرفة، كما حذر في التقرير من خطورة تصاعد خطاب الكراهية والعنصرية، الذي بات وقوداً لتأجيج الحرب، مشدداً على أن مكافحته تتطلب دوراً أكبر من النخب الفكرية والثقافية، ووسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، في نشر الوعي وتعزيز ثقافة السلام، وقال أن بناء السودان على أسس جديدة مرهون بوقف الحرب، وإطلاق حوار وطني واسع يقوده أصحاب الفكر والرأي، ويضع حداً للانقسام، ويؤسس لمجتمع أكثر عدلاً وتسامحاً، وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن كل الصراعات الفكرية المعلنة – من الدين والدولة، إلى العروبة والأفريقانية – ما هي إلا انعكاس لمصالح اقتصادية وسياسية لفئات محددة، مؤكداً أن الحل يكمن في تحقيق العدالة الشاملة: الاقتصادية، السياسية، والثقافية، على نحو يضمن فرصاً متكافئة لجميع المواطنين..
من جانبه، حذّر المتخصص في قضايا السلام وفض النزاعات الدكتور عباس التجاني ، حذر من خطورة هيمنة الخطاب العسكري وتراجع دور المثقف والمفكر في صناعة الوعي، مشيراً إلى أن غياب التفكير النقدي في التعليم وهيمنة العسكرة على السياسة والإعلام أسهما في اتساع خطاب الكراهية، إلى درجة تهدد بتكرار تجربة رواندا في السودان إذا لم يتم وقفه، ودعا إلى وقف الحرب فوراً وإعلاء صوت المثقفين والمفكرين كخطوة أساسية لمواجهة خطاب الكراهية والعنصرية، ولبناء مشروع وطني جامع يعيد للسودانيين ثقتهم في الدولة بعيداً عن الانتماءات القبلية والطائفية. ومن المنتظر ان تقوم صحيفة مدنية نيوز بنشر التقرير في حلقات