اخر تطورات الوضع السياسي والعسكري في السودان -الواقع يرجح استمرار الحرب بمفاعيل جديدة حال فشل المبادرة الامريكية
ملخص تقدير موقف، وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات
تقديم:
ميدانيا، لا تغيير جديا في الموقف العسكري، لازال الدعم السريع يسيطر علي المواقع التي استطاع الاستيلاء عليها، وتواصل قواته حصار حاميات الجيش في عواصم الولايات، بابا نوسة والأبيض والفاشر وسنار والدمازين. بينما الجيش وشركاءه في الحركات المسلحة والمجاهدين الإسلاميين يستميتون في الدفاع عن حامياتهم. وفي ذات الوقت ينشطون لإحداث تقدم في أمدرمان يتيح لهم الوصول لمنطقة خزان جبل أولياء من ناحية الصالحة في امدرمان من أجل قطع خطوط إمداد الدعم السريع وإعادة السيطرة على الخرطوم قبل انخراطهم في مفاوضات وقف إطلاق النار في جنيف.
بسبب ضغوطات غربية، يكتفي الدعم السريع بحصار الحاميات العسكرية والقصف المدفعي والهجوم بالمسيرات. وعلى الرغم من قدرته في السيطرة على حامية الدمازين بولاية النيل الأزرق، يحجم الدعم السريع عن اجتياحها، ويعزي ذلك بحسب المصادر الخاصة الى عدم رغبتهم في منح الجيش مبررا للاستنكاف عن الاستجابة للمبادرة الأمريكية.
– استطاع الجيش زيادة قواته القتالية وذلك بعد تخريج الحركات المسلحة ومنظومات شرق السودان قواتهم التي كانت تتدرب على الحدود السودانية الإرترية في شرق السودان على المدفعية الثقيلة، وتداولت مصادر عديدة أنباء عن وصول أسلحة ومعدات قتالية إيرانية إلى ميناء سواكن.
-سياسيا، لم يحسم الجيش أمره بعد بشأن المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وفق المبادرة الأمريكية، ويحسب المصادر، يجري ترتيب لقاء ثنائي بين الجيش ووفد من الخارجية الأمريكية في مدينة جدة السعودية لإزالة القضايا العالقة ومحل تحفظ من الجيش تمهيدا لمشاركته في مفاوضات جنيف المقبلة.
-تشير التقديرات لاحتمال مشاركة الجيش في التفاوض، ولكن وفق رؤية تعبر عن مصالح الإسلاميين. في الجانب الاخر، لم تستطيع القوي السياسية والمجموعات المدنية من تقديم رؤية مشتركة حول سبل إنهاء الحرب أو تجاوز خلافاتها، مكتفية بالاصطفاف خلف طرفي الصراع المسلح والتعويل على مقترح خارطة الاتحاد الافريقي حول المسار السياسي وتأمين المبادرة الامريكية عليها.
– في خطوة فهم منها انها لاعتراض مشاركة الامارات العربية المتحدة في مفاوضات جنيف، بسحبها من المقترح الامريكية، بدأت وزارة الخارجية السودانية التي يسيطر عليها الإسلاميون بحملة تشهير ضدها, وقامت بتوجيه انتقادات لاذعة لأبوظبي واتهمتها بانتهاك سيادة البلاد بعد مطالبتها لمجلس الأمن الدولي بمنح الوكالات الأممية تفويضًا لإيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين عبر خطوط النزاع، واستخدام كافة الأدوات لمواجهة الوضع الكارثي في السودان.
خلاصة:اخر تطورات الوضع السياسي والعسكري
- حصيلة المؤشرات ومواقف الأطراف حتى الثامن من أغسطس تشير إلى عزوف تيار الحرب عن الحل السياسي، ومقاطعة منبر جنيف، مدفوعا بنجاح تجييشه للشعب السوداني على أساس اجتماعي جهوي, وبتطور علاقاته الإقليمية،- الجزائر وايران وتركيا – وتطلعه لعقد صفقات مع روسيا وإيران تساعده في فرض خيارات الاستسلام على قوات الدعم السريع.
- بالمقابل, يستعد الدعم السريع لحرب طويلة و بمعطيات جديدة, حيث يلاحظ تشكل قناعات لدي أنصاره بعدم توفر إرادة السلام لدي الجيش و شركائه للمشاركة في منبر جنيف, وبطغيان الأجندة الإسلامية على الأجندة الوطنية في رزنامة وفده المفاوض الذي يبحث على تامين وضعهم بعد الحرب وذلك بعد مشاركتهم الفاعلة في العمليات العسكرية واستثمارهم التنظيمي من أجل تعزيز موقعهم السياسي بعد الحرب, مما قد يعني تجدد القتال بشكل أكثر ضراوة على نحو يضيق خيارات المجتمع الدولي والإقليمي حول الحرب في السودان.
* ما يعزز التشاؤم بقرب الحل السياسي، إصرار قيادة الجيش على خروج السودان من الحياد الإيجابي والدخول في عملية الاستقطاب الدولي والإقليمي ، ليس هذا وحسب وانما محاولة بعض حلفائه من التيارات الإسلامية المتطرفة ، استدراج منظمات إرهابية متطرفة من الإقليم وادخالها في اتون الصراع الداخلي السوداني، ما يستدعي تدخلا دوليا يرون انه سيسلم ويقبل بإدماجهم في الحل السياسي المقبل.