القيادي الاسلامي بروفسيور عبدالرحيم علي لـ”عربي21″ التخلّص من الإسلاميين سيكون مكلفا للسودان والسودانيين
السودانية نيوز:وكالات
القيادي الاسلامي .كشف الرئيس السابق لمَجْمع الفقه الإسلامي في السودان، البروفيسور عبد الرحيم علي، أن “التيار الإسلامي في السودان سيعلن قريبا عن مراجعات هامة وشاملة قام بها في السياسة والاقتصاد والتعليم والعلاقات الخارجية والأجهزة المختلفة؛ فهذا العمل سيبرز للرأي العام في المستقبل القريب”.
وأشار علي، في مقابلة خاصة مع “عربي21″، إلى أنه “كانت هنالك لجان تقوم على مراجعة وتقييم التجربة الإسلامية في السودان، وهذه اللجان واسعة جدا، وعكفت على هذا العمل سنوات سابقة، وباتت اليوم في مراحلها الأخيرة”.
وفي الوقت الذي رفض فيه الإفصاح عن طبيعة تلك المراجعات المرتقبة، أكد أن “الأمر سيخضع لعرض مقترحات جديدة على أجهزة الحركة الإسلامية في السودان لتقيّم التجربة، كي تبدي فيها رأيا واضحا”.
واستطرد القيادي الإسلامي البارز في السودان، قائلا: “الذي كُتب من مراجعات ودراسات لا يُعتبر تقويما جماعيا شاملا، رغم أنها اشتملت على دراسات وآراء مقبولة جُمعت بالفعل من أفراد وقيادات إسلامية مختلفة”.
وحول مستقبل الأوضاع في بلاده، قال علي: “الإرهاق من الحرب سيدفع الأطراف إلى إيجاد حل قريبا، ولكن لا شك أن التعقيد موجود، والتدخلات الدولية قائمة، ومع كل ذلك فإن الوصول إلى حل ربما يكون ممكنا إذا حُسم الصراع العسكري ضد المجموعات المسلحة التي يبدو أنها فقدت تنظيمها، وقيادتها، وأصبحت مجموعات نهب مسلح”.
وإلى نص المقابلة الخاصة مع “عربي21”:
كيف ترى واقع المشهد العام في السودان اليوم بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب؟
يصعب تلخيص المشهد العام في السودان؛ لأن مسرح الأحداث واسع جدا، والأوضاع متردية في جميع المجالات؛ فالوضع الاقتصادي أقرب للانهيار بعد أن فقد الجنيه السوداني قيمته إلى حد كبير، ويوشك أن يكون الدولار الواحد بألفي جنيه.
وعن الوضع الإنساني: فنزوح الأهالي عن المدن يُقدر بالملايين؛ فكل البيوت تقريبا باتت غير مسكونة، والحرب امتدت من العاصمة إلى أجزاء كبيرة من الجزيرة، وكردفان، ودارفور، أما الأماكن الآمنة فهي الشرق، والشمال، وجزء من الوسط.
ومن الناحية السياسية: فقد تحوّلت الحرب من حرب بين فريقين إلى حرب عصابات نهب ولكنها مسلحة بأسلحة تضاهي أسلحة الجيوش، و”الدعم السريع” الذي كان قوة عسكرية كبيرة هائلة تفتت بعدما ضُرب في مراكزه الأساسية، وأصبح يتكون من مجموعات للنهب المسلح، تستعين بأموال طائلة تأتيها من الخارج، كما تستعين بمرتزقة يأتون من أجل نهب الآليات، ونهب الذهب والبنوك.
السودان الآن بات مسرحا كبيرا للعنف، والموت، والجوع، والنزوح، وانهيار الكثير من المؤسسات كالتعليم، والعلاج، والخدمات الأساسية، وكل ما يمكن توقعه من نتاج الحروب تجده في السودان.
ما موقع الإسلاميين في المشهد الراهن؟
لقد تحوّل الوضع بالنسبة للإسلاميين عما كانوا عليه بعد الثورة مباشرة؛ فقد اختاروا في البداية الابتعاد عن المشهد، والتراجع من أجل تنظيم صفوفهم، وإعطاء الجمهور السوداني الفرصة ليجرب ويتأمل ويجتاز عاصفة الثورة والشعارات والمظاهرات.
لكن مع نشوب الحرب اضطر الإسلاميون للتقدم إلى الصفوف الأمامية؛ فهم يقاتلون الآن في الصفوف الأمامية، هذا من الناحية العسكرية، كما يواجهون المشكلات الاجتماعية الكبرى في السودان.
وقد أصبحوا قوة سياسية فاعلة جدا في الساحة الداخلية، ربما لا تجدهم في الساحة الخارجية؛ لأن ليس لهم حلفاء في المسرح الدولي، لكنهم قوة فاعلة جدا على أرض الواقع على عكس الكثير من الذين ترتفع أصواتهم في التلفاز، وفي القنوات الفضائية، ويبرزون في الإعلام بينما لا وجود لهم على أرض الواقع في السودان أو على مستوى الرأي العام؛ فليس لهم تمثيل حقيقي بين الجمهور.