الجمعة, سبتمبر 20, 2024
الرئيسيةمقالاتمحمد صالح عبدالله يس يكتب: المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة 3—5

محمد صالح عبدالله يس يكتب: المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة 3—5

محمد صالح عبدالله يس يكتب: المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة 3—5

عبير الامكنة 3—5

بالامس جمعتني الصدفة في مكالمة بالفديو انا والاخ المهندس محمد موسي والاخ حبيب ادم جديد وهو احد ابناء امكدادة القليلين الذين يعملون بمنظمات الاغاثة التابعة للامم المتحدة والاخ حبيب اصبح احد الخبراء المميزين في العمل الانساني جال في ادغال افريقيا وصحرائها الكبري وزار معظم دولها الموبوءة بالحروب والنزاعات عرفت من خلال حديثنا معه انه جاء محاضرا في ورشة تدريبية في مدينة كسلا لموظفي الاغاثةفي احدي المنظمات فقد لاحظت في الاخ حبيب ذات الحيوية المتدفقة منه منذ اربعون عاما فوجدناه مازال عامرا بذكريات امكدادة وايام طفولتنا الجبلي بالكثير المثير لاحظت في الاخ حبيب ذات القلق الذي عرفته عنه فهو يتحدث عن السودان وحاله بحرقة واسي وبالطبع الموظف الاممي الذي يعمل في الجانب الانساني تتوفر لديه معلومات واحصائيات دقيقة في اي بلد مازوم محاط بالحروب والانكسارات ولديه في مدونته احصائيات مرعبة عن الاوضاع الانسانية في بلادنا
التقيت بالاخت ربيعة اسحق حرم الاخ محمد موسي وتعرفت علي ابننا حسن الذي رايت فيه النسخة الثانية للاخ محمد موسي
المهم في هذه المكالمة هو تواصل الاجيال ومرت المكالمة سريعة وانقطعت فجاءة لان الاخت ربيعة ادهشت الحضور بملاح التقلية المرعبة وسكت القوم وصمتو فايقنت انهم ياكلون وهكذا عادة السودانيون عند موائدهم 
كنا قد التقينا انا والاخ محمد موسي وعبد الرحيم بدوي وعبد المنعم محمد الحسين والزبير عبدالله وابراهيم محمد احمد الصديق وابكر خاطر موسي واتفقنا ان نذهب الي فولة امستوية وهي قرية تقع في الشمال الشرقي من امكدادة وقد اقترح لنا الاخ الزبير ان نتناول وجبة بالقرب من الابار وتحديدا في بئر استاذنا احمد ابوالبشر والتي كانت خارج الخدمة في تلك فذهب الي دكان عبدالله عبدالعزيز واشتري علبة طحنية بسته قروش واشتري اربعة ارغفة من فرن ودجلاب واحضرها فلم نجد صحنا او اناء لنضع فيه الطحينة فاقترحت لعبد الرحيم ان نستخدم شنطة كتبه المصنوعة من الحديد ونستخدمها كصحن فاخرج كتبه ووضعها علي حافة الحوض القريب من البئر واستخرجنا الطحنية وافرغناها في الشنطة وبدأنا نلتهم ونزدر في نهم وشغف وبينما نحن منهمكين في الاكل فاذا باعصار يهب من تلقاء الشمال فطارت الكراسات والكتب وهرولناجميعا في ملاحقتها كالمجانين فكان العصار اسرع منا فامسكنا ببعضها والبعض الاخر ذهبت به الريح الي مكان سحق وبعضها وقعت في الابار القريبة منا وجلسنا نراجع محتويات الشنطة فقد ضاع منها كتاب المطالعة والكشكول وهي اهم كتابين كان عبد المنعم رفض ان يتحرك معنا لجميع مابعثرته الريح وفي الغالب التهم ماتبقي ما بداخل الشنطة فوبخناه علي هذا التقاعس والا مبالاه فنهره عبود وقال له ياوسخ مالك ماقمت معانا فاجابه عبد المنعم كان مشغولا بالدعاء والحسبنه فقد كان يدعو ويقول محمد معانا شطان ابرانا وكنا في ميعة الطفولة علمونا ان نردد هذه التمتمات عندما يمر بنا الاعصار او نراه قريبا منا
تراجعنا عن فكرة الذهاب الي فولة ام ستوية وعدنا ادراجنا والحزن يلفنا بسبب فقدان الاخ عبد الرحيم لبعض مهماته المدرسية واصابتنا الحيرة جميعا وغدا سيمر عبد الرحيم بازمة حقيقة بينه والاستاذ حيدر ابوشوك استاذ مادة العربي خاصه وان عبد الرحيم كنبته قريبة في الصف الاول من الفصل وبينه وطربيزة حيدر مقدار ذراع
التقينا الصباح وعبد الرحيم كانت حالته متغيره ووجهه واجم عموما بعد الطابور دخلنا الفصول واستوينا جميعا علي مقاعدنا ومرت الحصة الاولي حصة الحساب بسلام وامان وجاءت الحصة الثانية ويالهول الحصة الثانية دخل الاستاذ حيدر وجميعنا تركزت اعيينا حول الكنبة الاولي التي يجلس عليها عبد الرحيم وعبد المنعم وصالح ابوبكر والفاضل محمد الزاكي
بعد ان حيانا الاستاذ واشار الي بالجلوس واستوينا علي مقاعدنا  اتجه الي السبورة وكتب عنوان الدرس والتاريخ ثم طلب منا استخراج كتاب المطالعة فاخرجنا كتبنا الا عبد الرحيم ظل مرتبكا يوهم الاستاذ بانه يبحث فيه داخل الشنطه فانتظر الاستاذ هنيهة ولما لم يجد شيئا طلب منه افراغ الشنطة كلها ففحص حيدر محتويات الشنطة ولكنه لم يعثر علي الكتاب فساله مستنكرا وين الكتاب يا عبد الرحيم فاشار عبد الرحيم براسه بانه لايعلم مكانه ولايعرف اين اختفي فانتبه الجميع الي عبد الرحيم فما كان من الاستاذ الا اوسعه ضربا من كل الاتجاهات وين كتاب الغراب النبية وديتو وين ويستمر في الضرب ولا يمهله حتي وقف عبد المنعم وقال الاستاذ امس كنا في البيار وجانا عصار شتت كتب عبد الرحيم وطارت كلها وكتاب الغراب النبيه ذاتو طار معاهم فجاءة توقف الاستاذ عن الضرب واستمع الي عبد المنعم الذي روي الحادثة بتفاصيلها ولم يترك شاردة ولا واردة زي مابقولو ومعروف عن الاخ عبد المنعم لايكذب

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات