إيران – السودان وتجديد العلاقات الذي أربك الإقليم
ملخص تقدير موقف، مركز تقدم للسياسات
إيران – السودان
لم يكن ينقص السودان المنكوب بحرب دموية خلفت ملايين الضحايا غير تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتقديم تسهيلات لهم على سواحل البحر الأحمر بعد قطيعة دبلوماسية استمرت سبعة أعوام، وذلك ردا على اقتحام محتجين لسفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد. لم يكن مفهوما ما الذي يريده الجنرال عبد الفتاح البرهان من الدخول على ازمة الملاحة الدولية في باب المندب على يد الحليف الإيراني جماعة الحوثي الذين يحكمون صنعاء الان، هل هي رسالة موجهة لمصر ام دول الخليج والولايات المتحدة ام هي استغاثة من اجل التدخل الدولي.
تحليل:
-تطبيع العلاقات مع إيران يأتي في أعقاب تدهورها مع دول الخليج وعلى رأسها دولة الإمارات وذلك بعد عودة سيطرة الإسلاميين وعناصر النظام القديم على السلطة في السودان، إثر اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في ابريل العام المنصرم وانفرادهم بالقرار السياسي والعسكري، وتحميلهم العواصم الخليجية المسؤولية عن فقدانهم السلطة وتمدد نفوذ الدعم السريع العسكري وتفوقه الميداني على مؤسستهم الأمنية والعسكرية..
-في 6 يوليو 2023، أعلن وزير الخارجية الإيراني في حينه حسين أمير عبد اللهيان، عن لقاء نظيره السوداني علي الصادق علي، واستئناف وشيك للعلاقات بين البلدين وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية دول “حركة عدم الانحياز” بالعاصمة الأذربيجانية باكو، بحسب وكالة “إرنا” الإيرانية، ومنذ ذلك الوقت، أشارت تقارير عديدة عن تلقي السودان لدعم عسكري وفني من طهران لمساعدته في مواجهة قوات الدعم السريع نظير تواجدهم علي سواحل البحر الأحمر واستمرار محاولات تمدد نفوذها العسكري بالمنطقة ، وفرض واقع جديد علي السواحل الغربية للقرن الأفريقي.
- يطمح السودان بحسب اقوال الجنرالات من العلاقة الوطيدة مع إيران، إلى استعادة ميزان علاقاته الإقليمية عبر محور إيران وروسيا والصين، وتوظيفها من أجل حسم معركته عسكرياً مع الدعم السريع، وعرض موقع السودان الجيوسياسي وسواحل البحر الأحمر وموارده المعدنية للاستثمار.
-تفعيل العلاقات الثنائية بين السودان وإيران يضع بورتسودان على خطى منظومة دول “محور المقاومة” المساندة لطهران في صراعها مع المنظومة الغربية، ويزيد من وتيرة التنافس والقلق الإقليمي خاصة وان الجيش في السودان يسهل الوصول الإيراني الى بؤرة توتر عالمي بعد ازمة باب المندب وتعطل انسياب الملاحة البحرية على يد تنظيم الحوثي اليمني ذراع السياسة الإيرانية الضارب.
-من شأن تمكين إيران قاعدة على البحر الأحمر، ان يدفع العديد من العواصم المعنية بالأزمة السودانية الى سحب يدها من محاولات إيجاد حل سياسي للصراع المسلح الدائر منذ أربعة عشر شهرا، ومن غير المستبعد ان لا تعترض هذه العواصم على انشاء سلطة سياسية مناوئة لسلطة الجيش في بورتسودان وتكرار التجربة الليبية بحكومتي بنغازي وطرابلس.