استخبارات الجيش تعتقل وزير النفط السابق وتحذيرات من تزايد وتيرة الاعتقالات التعسفية
الخرطوم:السودانية نيوز
استخبارات الجيش. اعتقلت الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني مساء امس الخميس الوزير السابق والقيادي بحزب الامة المهندس جادين علي العبيد.
وتشن الاستخبارات العسكرية حملة اعتقالات واسعة ضد المدنيين بالنيل الأبيض والنيل الأزرق والقضارف، للاشتباه بتعاونهم مع الدعم السريع حسب مزاعم المستنفرين والمتعاونين مع الجيش وكشف مصدر “للسودانية نيوز” عن اعتقال اكثر من (270) معتقلا، دون تقديمهم لاي محاكمات ، وتابع (اعتقالهم يتم عن طريق المستنفرين .
وأضاف ان اعتقال وزير الطاقة والنفط السابق جادين علي العبيد من منزله بالجزيرة أبا، من قبل قوة عسكرية قالت انها تتبع للاستخبارات دون أي أسباب. وانتقد استهداف الاستخبارات العسكرية لقيادات حزب الامه في الجزيرة أبا والدمازين، وقال (لا يزال عضو الحزب إبراهيم احمد إبراهيم معتقلا منذ شهر بالدمازين.
وادان حزب الامه القومي في بيان اعتقال الوزير السابق للطاقة والنفط، وكوادر الحزب بالولايات ، خاصة الفاعلين في العمل العام ، وطالب الحزب الاستخبارات بأطلاق سراحهم .
من جانبه حذر القيادي بحزب الامة عروة الصادق ، من تزايد وتيرة الاعتقالات التعسفية التي تستهدف المدنيين، وقال في مقال أصبح المشهد السياسي أكثر تعقيدًا، وأحدثها كان اعتقال المهندس جادين علي عبيد، وزير الطاقة السابق وعضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، الذي تم اقتياده إلى جهة غير معلومة من قبل السلطات الأمنية في ولاية النيل الأبيض بواسطة قوة من الملثمين عرفت في الولاية بالعمل الخاص، على متن عربتين فتح لهم السيد الوزير الباب ليسألوه عن شقيقه الأستاذ منصور علي عبيد الذي غادر المنطقة بعد التضييق عليه وهو الذي كان يقود مبادرات مجتمعية تخدم النازحين واللاجئين وتعين في ملفات خدمية إنسانية بعيدة كل البعد عن النشاط السياسي، وما أن عرفوا أن الأخير غير موجود حتى طلبوا من السيد الوزير الذهاب معهم إلى المجهول، هذا الحدث يثير مجددًا قضايا حقوق الإنسان والعدالة في بلد سعى لفترة طويلة إلى تحقيق الديمقراطية والاستقرار، وفي منطقة اكتوت مرارا من الانتهاكات، فالجزيرة أبا نالت وأبناؤها من الضيم ما لم تنله بقاع الأرض مجتمعة ونكل بإنسانها وأفقر وقتل وسحل وعذب واختطف وفعل به ما لم يفعل بشعب من الشعوب.
وقال عروة الصادق ، إن الاعتقالات التعسفية تعبّر عن انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وتسيء إلى سمعة حكومة الأمر الواقع ومؤسساتها المركزية والولائية، فمن المهم أن ندرك أن التعامل مع الرافضين للحرب أو المعارضين أو المنتقدين بالأساليب القمعية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات وخلق مناخ من الخوف والقلق، عندما يُعتقل أفراد من المجتمع السياسي المدني بشكل غير قانوني، فإن ذلك يمثل تهديدًا آخر لدعائم دولة القانون الغائبة ويرسخ فوضوية النظام الأمنجي في المركز والولايات، ويؤثر سلبًا على الثقة في المؤسسات القائمة ويجعل من الوضع أكثر احتقانا مما هو عليه، فجادين ليس شخص فهو كيان ومجتمع ومنطقة كاملة تتداعى متى ما ألم بأحد منها ألم.
وتابع عروة ( حتما تؤدي هذه الممارسات إلى زيادة انعدام الاستقرار والذعر في صفوف المواطنين ولكن أهل أبا أقدر على التعاطي مع هذا الأمر بالطريقة التي يعرفونها، ومثل هذه التصرفات لن تثنيهم عن موقفهم ومبادرتهم الوطنية الرافضة للحرب ولكنها ستزيد من حدة الانقسام الاجتماعي والسياسي، فبدلاً من معالجة القضايا والخلافات بالحوار والتفاهم، تلجأ سلطات عمر الخليفة إلى أساليب قمعية تؤجج المشاعر السلبية وتنمي الكراهية وترفع درجات السخط على أجهزة الولاية.
وشدد عروة( علينا أن ندرك أن الاعتقالات التعسفية ليست فقط حدثًا عابرًا؛ بل لها تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي، وجادين ليس شخصا بسيطا انزوى في الجزيرة أبا بل هو من الوزراء الذين فتحوا السودان لآفاق عالمية وارتبط اسمه باتفاقات طاقوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا وحتى تركيا، وقاد أكبر عملية تطوير لقطاع الطاقة والنفط في فترة وجيزة ومهد لانطلاق طاقوي سوداني قطعه الإنقلاب