بخيتة محمد عثمان تكتب … التداعيات الاقتصادية للحرب (1).
لا للحرب.. بالفم المليان.. لا للحرب.. لازم تقيف
بخيتة محمد عثمان تكتب
استمرار الحرب واتساع رقعتها الجغرافية سيضع اقتصاد السودان أمام خسائر لا يمكن تصور أبعادها، فاستمرارها يعني انزلاق الاقتصاد نحو الإنهيار الشامل. تقديرات بالمليارات خسائر السودان الاقتصادية حتى الآن والحرب في اسبوعها العاشر، ولا توجد معلومات دقيقة، ولكن البائن للعيان ومن خلال متابعتي كاقتصادية ألحقت الحرب الدائرة دمارا كارثيا للاقتصاد، وإذا استمرت هذه الحرب العبثية فسوف تنعكس على الاقتصاد السوداني بنتائج سلبية على مستوى المؤشرات الاقتصادية الكلية وعلى مستوى معيشة المواطن، مما سيؤدي إلى زيادة معدلات الفقر والتضخم. فالحرب نشبت والاقتصاد يعاني من اختلالات هيكلية وأزمة طاحنة عصفت بمؤشراته الاقتصادية مع التراجع الحاد في قيمة الجنيه السوداني، وأتت الحرب لتوقف حركة الاقتصاد وتدفع بالملايين إلى هاوية الجوع والنزوح واللجوء القسري وحتى الموجودين تسببت في زيادة معاناتهم من نقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، ففي العاصمة على سبيل المثال يعمل 40 مستشفى فقط وبالحد الأدنى من إجمالي 130، وأغلقت المدارس والجامعات وتوقف دولاب العمل تماما، إلا من جيشنا الأبيض وبعض المتطوعين من الشباب والشابات وهم يعملون تحت ظروف قاسية ويتعرضون لشتى أنواع العذاب، بما فيها الموت فلهم منا التقدير والاحترام.
والمعروف لدى قبيلة الاقتصاديين أن نشوب أي نزاع مسلح واستمراره سيعقد الأوضاع الاقتصادية، مهما كانت مزدهرة فما بالك بأوضاع اقتصادية هشة، لأن أولوية الإنفاق لن تكون للتعليم أو الصحة أو البنية التحتية، بل للصرف على الحرب كأولوية. والدليل عدم صرف الاستحقاقات، هذا وإذا أضفنا أن ميزانية العام 2023 لم يتم إقرارها في الموعد المحدد- ديسمبر 2022 ودخلت البلاد العام الجديد دون قانون مالية عامة.. ولكم أن تتصوروا.
سوف أصيغ في هذا المقال مؤشرات عامة وتقديرات من جهات عديدة محلية وأجنبية وإقليمية كملامح للوضع الاقتصادي المأساوي الحالي في ظل هذه الحرب التي لا طائل منها.
* كما أسلفت بأن الحرب اندلعت في ظل وضع اقتصادي منهار مما جعل تداعياتها كارثية، حيث توقفت الحياة وتضررت المرافق الاستراتيجية وخرج مطار الخرطوم من الخدمة كمنفذ تجاري حيوي، حيث تسبب خروجه في خسائر (سلعة واحدة كمثال)، 3 مليار دولار نتيجة توقف عائدات الذهب (السلعة المنهوبة).
* أغلقت الأسواق الكبرى في العاصمة والتي تعد المصدر الأول لتغذية الأسواق الصغيرة والمحال التجارية بالسلع الاستهلاكية والخضر والفاكهة،كما تسببت الحرب في نقص الغذاء والدواء والمياه النقية والكهرباء في الولايات المتأثرة – الخرطوم، شمال كردفان، شمال دارفور، غرب دارفور..
* الحرب أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني مع قلة المعروض منها، خاصة بعد إغلاق المحال التجارية ومنافذ البيع مع احتدام القتال، وقدر الارتفاع أسعار السلع الغذائية بنسبة تترواح 300-400%. فاستمرار الحرب لفترات أطول من شأنها أن تؤثر على الإنتاج الزراعي مما ينعكس سلبا على المؤشرات الاقتصادية والتي على رأسها الأمن الغذائي والذي بدوره سينعكس سلبا على الأبعاد الاجتماعية ويجعلها أكثر تعقيدا. فهذه الحرب الدائرة قضت على بصيص الضوء الذي أشارت إليه منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في 29 مارس الماضي بتعافي الإنتاج في السودان من الذرة الرفيعة والبيضاء هذا العام.
وبحسب التقديرات، فإن السودان خسر ما يقارب ال 15 مليار دولار منذ اندلاع الحرب وحتى الآن