سلام يا صاحبي. يا صديقى دلمان كنت أراجع مكتبة الأغانى لدى فتوقفت عند تلك اللوحة التى تشكلت بين عمر إحساس وملاذ غازى من خلال أغنية الصغيرون وأخرى لمحمود عبدالعزير فى زينوبا وهى لوحة كفيلة بأن تجعلنا نعيد قراءة الواقع فى بلادنا، وأنا أعبر مطارات إفريقيا قبل أن أتوقف وأسال عن حالك وحال البلد المنهار ، وهو ما يتطلب من الجميع العمل سويا من أجل توحيد الهامش، وعلينا عدم التوقف عند نقطة من يقوده ولكن بقدر ما يهم أن بلادنا أمام فرصة تاريخية للبناء والعبور، لذا عليك أن تخبر عمنا كمرد الحلو أن يعبر المحطة التى يقف عندها وهو يطرح تساؤلات قد لا تفيد قضية الوحدة بين جماعات الهامش، ولكن عليه أن ينضم إلى الآخرين حتى تكتمل عملية التغيير فى بلادنا.
كنت أطالع قضية التنوع فى مشروع السودان الجديد لدى الدكتور جون قرنق دى مبيور وأنا أغسل قدمي على ضفاف البحيرة المقدسة ، حاولت أن أتجاذب أطراف الحديث مع إحدي الجالسات فى الجوار متسائلا هل لديها علم بما يدور فى بلادنا وهل كانت هنا عندما عبر جون قرنق هذه البحيرة؟ ولكن نبهنى أحدهم أن النساء هنا لا يتحدثن للغرباء، وأجاب كنت هنا وطالعت المنافستو الذى كتبه قرنق فى عام 1983 وهو منفستو مهتم بقضية التنوع السودانى وجاء فيه حسب الدكتور قرنق فى عام 1983 إجتمعنا فى الغابة، بعد حوادث بور، والبيبور، وفشلا، وأيوت، وكان السؤال الذى وأجهنا هو: من أجل ماذا نقاتل؟ وما هو هدفنا؟…ومنذ اليوم الأول- وقد أشرنا الى ذلك فى مانفستو الحركة- وقفنا مع وحدة بلدنا وفق أسس جديدة.
ياصديقى أنت أيضا قد تسألني عن موقف الحركات المسلحة فى دارفور وهو سؤال يطرحه الجميع وأنا أخبرك حتى أكفيك مشقة السؤال وأبدأ لك هنا بحركة تحرير السودان قيادة منى أركو مناوى وهى حركة تحولت إلى أزمة فى الإقليم بدلا عن المساهمة مع الآخرين فى حل قضية السودان، أقول لك أن الرجل وقع من قبل إتفاقية أبوجا وهى إتفاقية حظيت بدعم دولى كبير خاصة من قبل الولايات المتحدة ومجموعة أصدقاء السودان ولكن ماذا قدم مناوى لدارفور وأين ذهبت تلك الاموال التى خصصت للإقليم فى 2007 ؟ يبدو أن تلك الأموال التي حصل عليها بدون أن يسأله أحد شجعت الرجل أن يسلك طريق المال بدلا عن طريق القضية وصار يذهب بقواته إلى حيث ما وجد المال، ولكننى لا أعيب عليه ذلك فهو أصلا لم تكن له علاقة بمشروع التحرر الكبير وأجزم أنه لم يطالع أى من نصوص مشروع السودان الجديد، وهو الحال ذاته فى مجموعة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور التجانى سيسى والتى وقعت إتفاقية الدوحه وهى إتفاقية أيضا حظيت بدعم قطرى مفتوح ، وكم تمنيت لو نفذت الحكومة و الحركات المسلحة التى وقعت إتفاقيات سلام عديدة منذ إتفاقية أبوجا ومرورآ بالدوحة وإنتهاء بسلام جوبا وهى إتفاقيات حصلت على تمويل ضخم من الدول الراعية لهذه الإتفاقيات بجانب أصدقاء السودان تحت لافتة قضايا النازحين واللأجئين وتنمية وإعمار ما دمرته الحرب ، لو نفذت حكومة الإقليم طريق وأحد مثل طريق زالنجى نيرتتى الذى يسهل للمواطن حركة السير وتخفيف معاناة السفر وهو طريق ذو جدوى إقتصادية كبيرة بإعتباره الناقل الوحيد لمنتجات جبل مرة وخيراته التى إذا ما أحسنا التعامل معها يمكن أن تغير خارطة الإقتصاد السودانى.
بالأمس وقف العالم على حقيقة هذا الرجل من خلال مداخلة لمستشار الدعم السريع مولانا محمد المختار التى قال فيها أن مناوى طلب منهم المال مقابل الوقوف فى صفهم، وعندما رفض الدعم السريع منحه المال ذهب الرجل وعرض نفسه للطرف الآخر ، ويبدو أن ذلك الطرف إشترط عليه حرق دارفور مقابل المال من خلال الدفع بالإقليم نحو هاوية الصراعات القبلية إنطلاقا من مدينة الفاشر- وإن كان الناس هناك فى الإقليم يعملون على تفادى ذلك من خلال التواصل فيما بينهم- وفى إعتقادى أن مواقف مناوى وجبريل إبراهيم الآن كشفت حقيقة موقفهم من قضايا العدالة والمساواة بين السودانيين.
ولكن ياصديقى يجب أن تأخذ هذه الحركات التى خرجت عن الحياد مسألة الوحدة بين الذين يؤمنون بالتغيير وإقامة دولة العدالة، فهناك مازالت العديد من الحركات فى الإقليم تقف على الحياد وتعمل مع الآخرين من أجل بلورة موقف موحد يأتى بالحل ويحقق السلام العادل بين السودانيين