سلام يا صاحبي …. صحي الموت سلام
أبو عبيدة برغوث
سلام يا صاحبي. والسودانيين جمعيا يلتفون بأكفان الجوع وآخرون هائمون في الطرقات الخواء هربا من الانكسار ، في عيون الأطفال التي تسألهم في صمت ، هل هناك ما يسد جوعنا؟ أنها مأساة الحرب التي لامست أجنحتها الجميع.
تأتى الإجابة من إعلان وفد الدعم السريع الذى عقد مؤتمره الصحفي ، في العاصمة السويسرية جنيف .وأعلن من خلاله توصلهم إلى اتفاق مع الأمم المتحدة يتم بموجبه تأمين إدخال المساعدات الإنسانية إلى السودان رغم تعنت الطرف الآخر وإصراره على استمرار معاناة السودانيين،
وقد أدار وفد الدعم السريع ، المفاوض الملف الإنساني بحنكة واقتدار ، ذهب إلى جنيف وهو يضع معاناة المواطنين فى جدول أولوياته . رغم إدراكه محاولات الطرف الآخر ، تعطيل المفاوضات ومحاولات التماطل والدفع بمطالب وشروط تعجيزية ، وهى العقبة التي تجاوزتها الأمم المتحدة ودخل مبعوثها في حوار مباشر مع وفد الدعم السريع حتى يتمكن من إنقاذ الملايين من السودانيين يهدد الجوع حياتهم ، يبدو أن ذلك الاتفاق جعل العالم يغير من نظرته تجاه قوات الدعم السريع وخاصة أنها أبدت من خلال خطاب قائدها للأمم المتحدة الذى أكد فيه التزامه بالقضايا الإنسانية وحماية المدنيين، بجانب أن المفاوضات أتاحت منبر إعلامي استطاع وفد الدعم السريع من خلاله مخاطبة العالم من أكبر منبر إنساني ودبلوماسي ، وهذا في اعتقادي مكسب آخر يصب فى مصلحة قضايا السلام والعدالة ، استطاع العالم أن يتعرف إلى حقيقة الصراع ومطالب السودانيين في بناء وطن يسعهم جميعا وهى مطالب قدموا من أجلها مئات الشهداء ، وظل عندهم الموت دائما مولدا جديدا فى الزمان ، وتعود قوافل موتانا إلى الديار وتنبت عندها قناديل تصبح زادا فى مشوار النضال الطويل الذى يمضى لتحقيق دولة العدالة والمساواة بين السودانيين ويعيد للمظلومين حقوقهم وكرامتهم وسط الآخرين، وهكذا هم دائما ،،،
أمس بينما يبتسم الحزن للناس باتفاق جنيف للمساعدات الإنسانية نعى سكان الأرض فارسا عاش كالشامة في القمرة التي تتمدد على مساحات حلم السودانيين في بناء بلادهم ،
قاتل من أجل قضايا المساواة والعدالة التي آمن بها ، فبادلته الناس و الأرض حبا وتمنى ، أمس رحل الشهيد عبدالرحمن حميدة البيشى الرفاعى ، بعد مسيرة حافلة بالانتصارات ، رحل وهو يناضل من أجل إنجاز مشروع خلاص وبناء وطن يسع الجميع ، برحيلة فقد السودان والقضية السودانية وأحدا من أنبل وأشرف من ناصر حقوق الآخرين ومطالبهم في أن يكونوا آخرين ،،،