قائد الدعم السريع: حكومة بورتسودان غير شرعية، ويعلن التزامه بالمبادرة الأمريكية
متابعات وحدة شؤون السودان وافريقيا =، مركز تقدم للسياسات
قائد الدعم السريع
نشرت قوات الدعم السريع خطاب لقائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو حول تطورات الاوضاع في السودان ومفاوضات جنيف.
– جدد موافقته على الدعوة الاميركية لانعقاد مباحثات وقف العدائيات في جنيف في ١٤ أغسطس الجاري. والتزامه الأكيد للشعب السوداني بالذهاب الى المفاوضات القادمة بإرادة حقيقية لوقف الحرب أملاً في انهائها، داعيا الطرف الاخر للاستجابة لنداء السلام.
– قطع بعدم وجود أية حكومة شرعية في السودان بعد انقلاب الخامس والعشرون من أكتوبر وحرب الخامس عشر من ابريل والتي بسببها حدث انهيار دستوري كامل في البلاد وان “مجموعة” بورتسودان لا تمثل الا نفسها ومصالحها، وأن قيادة الجيش تماطل وتستجيب لأوامر قيادة الحركة الاسلامية التي يخضع لها، وتتجاهل رغبة الشعب في وقف الحرب وتحقيق السلام.
– دعا الى تشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من أشعل هذه الحرب ومحاسبته على جميع افرازاتها.
– اتهم الحركة الاسلامية وعناصرها بالتحكم في الجيش وإشعال الحرب، وأنها لن تسمح لقيادة القوات المسلحة باختيار وقف القتال.
– جدد التزامه بالحكم المدني والتحول الديمقراطي وخروج العسكريين وبشكل نهائي من السلطة، وابتعادهم عن السياسة والأنشطة الاقتصادية بما يؤدي إلى بناء سودان جديد.
– قرر تشكيل قوة خاصة لحماية المدنيين وممتلكاتهم، وتسهيل حماية العمليات الإنسانية، تأمين موظفي الإغاثة وتسهيل العودة الطوعية للنازحين.
تحليل:
– يأتي الخطاب عل خلفية انهيار المشاورات بين وفد بورتسودان والمسؤولون الأمريكيين حول مبادرة وقف إطلاق النار في منبر جدة ومحاولات بورتسودان المستمرة تأكيد شرعية حكومتها وتمثيلها للشعب السوداني.
– إطلالة قائد الدعم السريع تأتي بعد غياب طويل أثار الشكوك مرة أخري حول صحته, والتساؤلات حول ابتعاده عن ميدان المعركة واكتفائه بالمقاطع المصورة, في الوقت الذي يتحرك فيه قيادة الجيش العليا وسط قواتهم في أماكن سيطرتهم على الرغم من المخاطر المحدقة بهم, يعزي المراقبين هذا الغياب لتخوفات أمنية تهدد حياة القائد الأول والثاني للدعم السريع.
– حمل الخطاب رسائل لقائد الدعم السريع حول مواصلة العمل العسكري لإنهاء معاناة الشعب السوداني بعد رفض الجيش والإسلاميين خيار السلام، مما يعني ازدياد العمليات العسكرية في الفترة القادمة، خصوصا في جبهة شمال دارفور، بعاصمتها الفاشر والحامية العسكرية الأخيرة للجيش في دارفور، ومعقل الحركات المسلحة ذات العداء التاريخي مع الدعم السريع، الأمر الذي يجعل من السيطرة عليها هدف إستراتيجي من أجل تأمين إداراته المدنية بالإقليم وخطوط إمداده والتحرك بحرية في المنطقة الحدودية المشتركة بين ليبيا وتشاد.
– إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع شكلت تحد لإداراته المدنية، خصوصا في ولاية الجزيرة والخرطوم، الأمر الذي جعل القوى الإقليمية والدولية تطرح تساؤلات حول مقدرته علي إدارة الدولة في حال وصوله لشرق السودان وانهيار الجيش, ويثير اقترابه من الحدود الإثيوبية والإرترية مخاوف العديد من الجهات الغربية حول مستقبل المنطقة التي يمر بها أهم ممر مائي تجاري في العالم وتشهد توترا أمنيا نتيجة لنشاط محور المقاومة الإيراني” الحوثيين” في البحر الأحمر, الأمر الذي يدفعهم لإجراء مقاربات جديدة أساسها الدعم السريع والجيش, بمعزل من حواضنهم السياسية.
مواقف الدعم السريع الإيجابية من المبادرات الإقليمية والدولية، وضعته في موقع المسؤولية, ورشحته كشريك سلام جدي لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة ومحاربة التيارات المتطرفة, ويتجسد ذلك في توصيفه من قبل المحيط الإقليمي والمنظمات الدولية والعديد من الدول كقوة عسكرية نظامية وليس مليشيا مسلحة, وأن حربه هي مع الجيش وليس مع الحكومة, نافية عنه صفة التمرد, وفي ذات الوقت ترفع عن البرهان شرعية التمثيل التنفيذي للشعب السوداني, مما يعد انتصارا دبلوماسيا لقوات الدعم السريع يؤهلها لطرح تصوراتها والمشاركة في تكوين مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والعملية السياسية الرامية لإنهاء الحري والأزمة الوطنية.