كرشوم “للسودانية نيوز” حكومة بورتسودان تضع تعقيدات وشروط لإعاقة وصول المساعدات
حكومة بورتسودان فرضت دخول المساعدات عبر معبر الطينة وهذا غير عملي ويزيد من المعاناة ومواطنينا يجوعوا بسبب تأخير وصول المساعدات!
عقوبات رادعة لكل شخص يرفض التعامل مع فئات المائة و(200) جنيه وهناك جشع وطمع من بعض التجار والفرنك وصل الي 18 ألف جنيه سوداني.
هناك تضارب ومضاربات من التجار وكونا لجنة على مستوي الولاية، مهامها مراجعة كل الأسعار على مستوي الأسواق
هناك معاناة وشح في السيولة لعدم وجود المصارف والبنوك للتعامل معها في التحويلات البنكية والبيع والشراء:
الآن مهددين بالمجاعة وهناك حالات سوء تغذية بدأت في كثير من المناطق بالنسبة للأطفال؟
توزيع المساعدات الإنسانية يتم بشراكة مع مؤسساتنا ذات الصلة، ومع المنظمات الوطنية بأشراف الوكالة الإنسانية للإغاثة.
هناك مناطق كثيرة جداً المواطنين عادوا اليها، خاصةً محلية “سربا وكرينك” هذا الاستقرار شجع المواطنين للعودة للموسم الزراعي
اجرت السودانية نيوز حوارا مع رئيس الإدارة المدنية لولاية غرب دارفور، الأستاذ التجاني الطاهر كرشوم فإلى مضابط الحوار :
اجري الحوار جعفر السبكي
الأوضاع الإنسانية لا تزال هناك صعوبة في الحياة وارتفاع الأسعار، ما هي خطة الولاية لمجابهة الأسعار؟
صراحة الوضع الإنساني بولاية غرب دارفور صعب جدا، وما زال المواطن في ولاية غرب دارفور، واخوانا في وسط دارفور يعانون معاناة كبيرة جدا، من نقص المواد الغذائية، والنقص الحاد في الخدمات الصحية، ونقص في خدمات المياه.
وفي الحقيقة نفتكر أن الوضع الإنساني يتطلب عمل كبير، من كل المؤسسات والمنظمات والمانحين للمساهمة السريعة والعاجلة لإنقاذ الوضع الإنساني المزرى، وصراحة المواطنين محتاجين لكل شيء.
اما بخصوص ارتفاع الأسعار نعم هناك ارتفاع لأسعار السلع الضرورية، والارتفاع مربوط بارتفاع العملات الأجنبية، سواء كان الدولار او الفرنك التشادي.لكن نحن على مستوي حكومة الولاية وضعنا خطة، وعملنا بعض الإجراءات على مستوي الحكومة، وعلى مستوى لجنة الامن، للحد من هذا الارتفاع الكبير في الأسعار خاصة السلع الضرورية.
أيضاً هناك جشع وطمع من بعض التجار، وهناك تضارب ومضاربات من التجار، لذا كونا لجنة على مستوي الولاية، مهامها مراجعة كل الأسعار على مستوي الأسواق، وخاصة سوق الجنينة لأنه معتمد عليه في كل الولاية، هذه اللجنة تقوم بمراجعة السلع من محافظة ادري التشادية بالتحديد؛ وتتعرف علي تكلفة السلع، والترحيل الي الجنينة وهامش الربح، وبعده تحدد سعر أي سلعة.
وأيضا عملنا بعض الإجراءات المتعلقة بفئة المائة جنيه وفئة ال 200 جنيه، الآن كثير من التجار يرفضون التعامل مع هذه الفئات، باعتبار انها صغيرة، وغير مرغوبة، لذا نحن راجعنا ان هذه الفئات مبرئه من الذمة وقانوني.لذلك اصدرنا قرار وحددنا عقوبة رادعة لكل شخص يرفض التعامل مع هذه الفئات.
يعني الولاية تعاني من شح في السيولة وظهور الفرنك التشادي وهذا الأمر جعل المواطن يعاني من صعوبة العيش ما هي المعالجات؟
نعم هناك معاناة وشح في السيولة، والآن لا توجد مصارف ولا بنوك للتعامل معها في التحويلات البنكية، والبيع والشراء ، وهذا ساهم مساهمة كبيرة في أن السيولة تترحل من مكان لأخر ، مثلا شخص يأتي بالذهب ويفكه ويأخذ سيولة لجلب الذهب للمرة الثانية من مناجم الذهب، هذا جعل من أن يكون هناك شح في السيولة ، أيضا الفرنك التشادي، وبالتالي عملنا إجراءات وتدابير للحد من الارتفاع المتزايد للفرنك مقابل الجنيه السوداني، وقمنا بتحديد سعر الفرنك مقابل الجنيه السوداني، ومن خلال التقارير وجدنا هذه الزيادات غير مبررة وزيادات غير منطقية ،وبالتالي بدأنا في تطبيق الإجراءات.
لان الفرنك وصل الي 18 ألف جنيه سوداني، لكن الآن بدأ في الهبوط، وشكلت آلية من الأجهزة الأمنية لمتابعة وتنفيذ كل الإجراءات المتعلقة بارتفاع الفرنك. الآن سعر الفرنك وارتفاعه ينعكس على أسعار كل السلع، لأن السلع تأتي من تشاد .
باعتبارك كنت مشرف علي ولاية وسط دارفور، وزارها مؤخرا نائب منسق الأمم المتحدة في السودان، وكشف ان الأوضاع الإنسانية صعبة، وشرعت الأمم المتحدة في انشاء مركز توزيع المساعدات هل الولاية جاهزة؟
الاخوة في ولاية وسط دارفور شكلوا إدارة مدنية، لكن نحن نفتكر أن الهم مشترك بالنسبة لنا تجاه مواطنينا، نحن في تواصل مع بعض، ونريد ان نسند بعض؛ خاصة في ظل هذه الظروف، وهم أيضا يعانون معاناة كبيرة جدا، صحيح مؤخرا زار نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية بالسودان، ولايتي وسط، وغرب دارفور، وناقشنا عدد من القضايا، منها دور وكالات الأمم المتحدة لدعم الوضع الإنساني، في ولايتي وسط وغرب دارفور، وكل ولايات دارفور.
وركزنا بشكل أساسي حول وصول المساعدات الإنسانية، وصراحة الآن مهددين بالمجاعة، وهناك حالات سوء تغذية بدأت في كثير من المناطق بالنسبة للأطفال، أيضا ركزنا على دور الأمم المتحدة في فتح المعابر حتى تكون قريبة ومؤمنة، من خلالها يسهل الوصول كل المناطق، أيضا ناقشنا عمل المنظمات في المجال الصحي، في إطار توفير الدواء، والأجهزة والمعدات الطبية، لأننا في موسم الخريف؛ ومن المحتمل ان تنتشر امراض الملاريا والاسهالات، وهذه مُهددة لحياة المواطن حال عدم توفر الدواء.وأيضا ناقشنا موضوع انشاء مراكز في المناطق التي يتواجد فيها السكان، خاصة المناطق التي تكون ساهله للوصول.
لكن مناطق او مراكز التوزيع تحتاج الي عمال وطنيين ودوليين هل شرعت مفوضية العون الإنساني في الإجراءات؟
بالنسبة للتوزيع، المنظمات الدولية لديها شراكات مع وكالات الأمم المتحدة، ولدينا منظمات وطنية عاملة في المجال، أيضا لديها شراكات، فالتوزيع يتم بشراكة مع مؤسساتنا ذات الصلة، ومع المنظمات الوطنية، بأشراف الوكالة الإنسانية للإغاثة، هذه الوكالة تم انشاؤها بكل المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، والآن لديها تنسيق قوي مع كل منظمات ووكالات الأمم المتحدة، والوطنية العاملة في المجال الإنساني.
ويتم التوزيع بشكل دقيق، وهذه تجربة الآن حققت نتائج إيجابية، رغم ان هناك تحدي يواجهنا في إيصال المساعدات الغذائية للمواطنين، خاصة في فصل الخريف.لأن هناك مناطق صعب الوصول اليها في فصل الخريف بسبب الوديان، وبالتالي تحدثنا مع الأمم المتحدة لتسريع إيصال المواد الغذائية .
الكثير يري ان الولاية تعافت كثيراً وهناك عودة للمواطنين الي قراهم، من اجل الزراعة. كم تقدر اعداد العائدين؟ وهل وضعتم خطة لحمايتهم؟
فعلاً من خلال المجهودات الكبيرة لحكومة الولاية، ولجنة أمنها المتمثلة في الدعم السريع، والشرطة، والأجهزة الأمنية الأخرى، بجانب دور كل القطاعات المجتمعية، والمبادرات الاجتماعية والشبابية والمبادرة الأم، والإدارات الاهلية، والمرأة، وبالتالي حصل تعافي رغم ان الولاية حدثت فيها هزة أمنية وإنسانية كبيرة جداً بسبب الحرب وافرازاتها، لكن المجهود الجماعي من أبناء وبنات غرب دارفور وصل بالولاية إلى تعافي نسبي، واستقرار نسبي.
اما ما يتعلق بالعودة فهناك مناطق كثيرة جداً المواطنين عادوا اليها، خاصةً محلية “سربا وكرينك” وأن هذا الاستقرار شجع المواطنين للعودة للموسم الزراعي، ليس لدينا إحصائية لكن يومياً نشهد عودة مقدرة للمواطنين..
والآن وضعنا خطة امنية محكمة للحفاظ على امن وسلامة الولاية بمحلياتها المختلفة، عبر قرارات لجنة الأمن عبر القوات التي وزعناها في الارتكازات في كل المناطق التي فيها هشاشة أمنية، خاصة مناطق العودة، بالإضافة إلى اللجان المجتمعية والإدارات الاهلية، والآن لا توجد تحديات في أمن العائدين، أيضاً نحن استقبلنا اعداد كبيرة من النازحين من ولايات وسط دارفور وجنوب دارفور وشمال دارفور.
حدثنا عن الأوضاع في الجنينة خاصةً مع دخول فصل الخريف، وعلمنا ان هناك لجنة كونت بشأن حماية المزارعين برئاستك اين وصلت؟
نحن في وقت مبكر جداً، قبل ثلاث اشهر ولأهمية الموسم الزراعي، وخطورة الموقف، لأن التقارير الأممية وصفوا الوضع بالخطير في السودان، وان هناك مجاعة مقبلة؛ نحن شرعنا في عملنا مستفيدين من الاستقرار النسبي، والأمن النسبي الذي ساهمنا فيه على مستوي الولاية، في أن نهيئ مجتمعنا لاستزراع أكبر مساحة من الأرض، دعماً للإنتاج والإنتاجية، لذا شرعنا في تكوين لجنة عليا عرفت بلجنة حماية وانجاح الموسم الزراعي، وهذه اللجنة شكلت منها لجان فنية ، على مستوى المحليات برئاسة المدراء التنفيذيين والقيادات المجتمعية ، واصدرنا جملة من قرارات ، من ضمنها قرار تحديد نهاية الموسم الزراعي في يناير ، واتخذنا قرار اخر بفرض رسوم للزرائب (الحوامل) لحماية الزراعة .واصدرنا قرار بعدم التعدي علي المسارات والمراحيل ، ومشارب المياه ، وعقوبات رادعة جدا ، أيضا شكلنا لجان من الإدارات الاهلية ، وقسمنا الولاية الي قطاعات ، منها قطاع شمال الولاية ضم سربا ، وجبل مون ، وكلبس ، وقطاع جنوب الولاية ، بيضا وهبيلا وفوربرنقا ، قطاع شرق الولاية كرينك ، وقطاع غرب الولاية محلية الجنينة ، أيضا عقدنا جلسات مع المنظمات التي ساهمت في توفير التقاوي والآلات التقليدية ، وهناك منظمات ساهمت بالكاش .
الوضع الصحي لا تزال هناك نقص في الادوية في ولاية وسط دارفور هل قدمت لكم المنظمات معينات؟
الوضع الصحي بالولاية يحتاج لدعم، لان هناك نقص في الادوية، والأجهزة والمعدات الطبية ، وطلبنا من المنظمات التدخل السريع لتوفير الدواء ، لكن هناك منظمات قدمت كثير من الدعم منها أطباء بلا حدود السويسرية والاسبانية ، والصليب الأحمر ، بيد ان الفجوة كبيرة والحوجة كبيرة نحن نحتاج للمزيد ،
يقال ان هناك مساعدات مكدسة في الطينة التشادية لم تصل بعد ما هي الأسباب؟ ومتي تصل وكيفية التوزيع؟
فيما يتعلق بالمساعدات المكدسة في الطينة حتي الان لم تصل، هذا المعبر فيهو صعوبات كثيرة جدا، اول حاجة بعد المسافة، ثانيا نسبة الامن ليس بالنسبة المطلوبة، خاصة في ظل الخريف، اذا تحركت الشاحنات من الطينة لحدي الوصول الي الجنينة وبقية المناطق تأخذ أيام كثيرة، وهذا يزيد من معاناة الناس
وحكومة بورتسودان فرضت دخول المساعدات عبر هذا المنبر ، وهذا غير عملي ويزيد من المعاناة ، وكان من المفترض ان تدخل المساعدات بأقرب معبر لإنقاذ الوضع الإنساني في غرب دارفور وكل دارفور وكردفان ، هو المعبر الذي يربط بين ادري والجنينة ، أولا طريق قريب ، ومؤمن ، ومسفلت لحدي ولاية وسط دارفور ، لكن التعقيدات والشروط التي وضعتها الحكومة لدخول المساعدات زاد من المعاناة بشكل كبير ، وبالتالي ناقشنا الامر مع نائب منسق الشؤون الإنسانية طوبي ، واخبرناه ان مواطنينا يجوعوا بسبب تأخير وصول المساعدات عبر معبر الطينة ، ونحن نحمل كل طفل جائع او طفل توفي بسبب الجوع ، او مصاب بسوء تغذية لحكومة بورتسودان التي فرضت علي المنظمات ووكالات الأمم المتحدة بالدخول عبر معبر واحد .
مؤخرا شن الطيران الحكومي غارات على الولاية مما ادي الي قتل وجرح المواطنين وصف لنا الوضع الأمني في الولايتان لا سيما وان هناك حظر تجوال في وسط دارفور؟
فعلا الطيران الحكومي شن غاراه جوية ليلية، هذه الطائرة استهدفت منازل المواطنين الأبرياء العزل ن وتسببت. في مقتل وجرح نساء وأطفال، في وقت انه الطيران لا يستهدف جنود قوات الدعم السريع، ولا المواقع، بل يستهدف المواطن الذي لا حول ولا قوة له ، المحتاجين للقمة العيش ، فبدلا من ان تستجيب حكومة بورتسودان لوقف الحرب ، وفتح المعابر ، والاستجابة للمبادرة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان العمامره ،لمناقشة القضايا الإنسانية والوضع الإنساني ، نرسل الانتنوف لضرب المواطن بصورة عشوائية جدا ، نحن ندين هذا العمل الغير أخلاقي ، فقدنا نساء وأطفال من أبناء الولاية ، الوضع الأمني في غرب دارفور مستقر تماما ، الحياة عادية ، وهناك استقرار كبير ، ووضعنا تدابير امنية لحماية المواطن ، أيضا الأسواق فاتحة ، التواصل المجتمعي قوي ، ونحن نعمل في معالجة افرازات الحرب .