الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةمقالاتمحمد صالح عبدالله يس يكتب: اسيا ابوزيد عبد الرحيم عبير...

محمد صالح عبدالله يس يكتب: اسيا ابوزيد عبد الرحيم عبير الأمكنة

محمد صالح عبدالله يس يكتب: اسيا ابوزيد عبد الرحيم

 عبير الأمكنة

محمد صالح عبد الله يس

وحده الموت يخطف من يحب وحده يختار من احبتنا الذين هم اقربهم مودة لنا ها هو كل يوم يغرز فينا مغارزه ويطعننا بحشف المدية السنينة ويفجعنا بأحبتنا الذين الفناهم وجملوا حياتنا بكل ما هو جميل

رحلت الاخت اسيا ابوزيد في ضحي يوم عرفة بعد ان بسط الرحمن يده وتدلي من عرشة على صعيد عرفات ليباهي خلقه بعزته وجبروته وينادي خلقه ويشهدهم على عطائه وكرمه ومنته انه غفر لهم خطاياهم ومسح عنهم اثامهم في هيبة تلك اللحظات كانت اسيا تستعد وتدبر افطار الاسرة ليوم عرفه سمعت روحها نداء خفيا انا تمرنا ان نسترد البضاعة الي صاحبها وتعود الي حيث جاءت

غادر روحها الشفافة وطارت الي ملكوت ربها لتدخل مع الفوج الاول الذين اختصهم الله في ذلك اليوم برحمته يا الله لهذا الجلال والبهاء والسعد صعدت روحها في يوم عرفة وما اجمل الصعود في ذلك اليوم العظيم صعدت والرحمن من عرشه نزل علي صعيد عرفات الله يؤانس اهل الارض فيوضاته وبركاته التي عمت المعمورة ولا شك ان روح اسيا الطاهرة كانت هي الاكثر سعادة وفرحا بذلك اليوم الذي كانت تنتظهره بلهفة وشوق

كنت قد تحدثت معها قبل اسبوع فقط كانت تمني نفسها لملاقاتنا وملاقات اختها شادية التي لم تلتقيها منذ عشر سنوات كانت تريد ان تري ابناء وبنات اختها ولكن المشيئة وها نحن كل يوم نفقد احبتنا كل يوم ينعي لنا الناعي حبيب او صديق نحاول عبثا ان نتوقف عن البكاء ولم نستطيع

سالتها عن صحتها فضحكت وقالت لي تمام الحمد الله الان فقط ايقنت اننا نحن السودانيون نخفي حزننا واوجاعنا وآلامنا احيانا خلف عبارة  (أنا بخير) تبا لعزة النفس وسحقا لواقع لا‌ يوجد به احتواء صادق نقول نحن بخير والموت يحاصرنا من كل الاتجاهات يحاصرنا في غرفنا وصالوناتنا يحاصرنا في مفتاح شقتنا وفي فنجان قهوتنا و في كل مكان فهو موجود معنا وبكميات تجارية واينما نكون يدركنا ولن تنفعنا العقاقير والادوية فهو اذا جاء لن تثنيه جرعة الدواء ولا امبولة مشروب

كنت قد شرفني الله بالانضمام الي اسرة والدنا ابوزيد عبد الرحيم فاهدوني ام اولادي الدكتورة شادية اطال الله عمرها فقد تعرفت علي شيقتها الاخت اسيا فكانت نعمت الاخت ونعمة الحماة

تعرفت علي زوجها الفريق شرطة محمد ابراهيم عبد الله فكان نعم العديل ونعم الزميل كنت دائما مغبطا بابنائها الذكران منهم والاناث فكانوا نعم الابناء ونعم الحرائر وحقا كما ورد في الاثر لكل مولود من ابويه نطفة فنعم الابناء ابناءكم حفظهم الله ورعاهم في حلهم وترحالهم واقول لعديلي عبد المنعم كامل وزوجته قسمة اصبرا وتحزما وتلزما فتلك سنة الحياة وكل نفس ذائقة الموت ومصداقا لقوله ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وهكذا قال المولي عزوجل لرسوله يوم استشهد سيدنا حمزة في يوم احد

احبتي ال ابوزيد انا اصبحت منكم دما ولحما واخص بالحديث الاخوة الجعلي والخليل ونجم الدين والطيب وحاتم وادريس واحفادهم ان هذا الفقد الجلل والعظيم يجب عليكم ان تتقبلوه فالقدر نافد ولا راد لامر الله وكل بن انثي وان طالت سلامته فيوما علي الة  جدباء محمول

ماذا يفعل فينا الغياب؟ نكبر كل يوم ويتوقع منا الآخرون أن نتوقف عن البكاء أن نكون أكثر صلابة أن نصبح على قدر المسؤوليةأن نعتاد الغياب والرحيل

كل يوم يمر علينا ينعي الناعي لنا احد احبتنا كيف نبقى أحياء بينما تموت أجزاء منا كل يوم يموت الاحبة ويرحل الأصدقاء ونمنع من لقاء أحبابنا لسنوات طويلة لأن أوطاننا لفظتنا بفساد انظمتها وظلمها وتركتنا في منافي الدنيا نعيش قساوة التذكار وبؤس الغربة نعيش هنا ولاندري من يدفن من

اسيا ابوزيد نامي بحفظ الله ايتها الطاهرة المطهرة النقية رافقتك  السلامة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات