مشروع دارفور الثقافي، أعلنت مبادرة دارفور للعدالة والسلام عن انطلاق المشروع الثقافي والأدبي والفني. الذي يمثل السودانيين ويحمل ملامحهم ويتجلى فيه صورتهم التي يتفاخرون ويتباهون بها مع الآخرين في محيطهم الأفريقي والعالمي. بدأ هذا المشروع بهدف توثيق الفن والأدب والثقافة والفلكلور في مناطق الظلم التاريخي. ليكون إضافةً لمناطق السودان الأخرى ويشكل وجداناً سودانياً خالصاً، خالياً من الظلم.
مشروع دارفور الثقافي ، ومعالجة المظالم التاريخية
مظالم ثقافية واجتماعية واقتصادية
لم تكن المظالم التاريخية في السودان سياسية فحسب، بل شملت مظالم ثقافية واجتماعية واقتصادية كرست لها الدولة المركزية. عملت هذه السياسات على تغييب حقوق الآخرين فنياً وأدبياً وثقافياً، ممّا جعل وجه السودان الفني والأدبي والثقافي مرتبطاً بالنخب السياسية التي تحتكر السلطة. هذا الاحتكار أثر على الاقتصاد وتوزيع الموارد، ممّا كرس الفجوة بين مختلف مناطق السودان.
مشروع دارفور الثقافي وثراء المناطق المهمشة
يزخر السودان بمنتوج فني وأدبي وموروثات ثقافية كبيرة، خاصة في مناطق المظالم التاريخية مثل دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق وشرق السودان. رغم ذلك، ظلت هذه الكنوز الثقافية حبيسة المناطقية، ممّا أثر في بناء الوجدان السوداني المشترك. كما كان لهذا التهميش دور في انفصال جزء عزيز من الوطن (جنوب السودان). الذي يعتبر أكثر شعوب السودان وأفريقيا ثراءً بموروثاته الثقافية والفنية والفلكلورية.
مشروع دارفور الثقافي وتهديد الانفصال ومستقبل السودان
مركز الامتياز والانفصال المحتمل
الآن، يلوح مركز الامتياز بإنفصال كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان ودارفور، بعد أن عمل على طمس التراث والثقافات والآداب والفنون لتلك المجتمعات. هذا التهميش كان تمهيداً لاحتمال انفصال هذه المجتمعات عندما طالبت بحقوقها، ممّا يضع السودان أمام تحدٍ كبير للحفاظ على وحدته.
مشروع دارفور الثقافي ومبادرة دارفور للعدالة والسلام
رؤية جديدة للعدالة والسلام
أكدت مبادرة دارفور للعدالة والسلام أن هذه الحقائق المعلومة للجميع هي واحدة من مشكلات البلاد المزمنة، التي التقت مع مشكلات أخرى دفعت بالسودان نحو هاوية الصراعات. وفي إطار بحثها وعملها الدؤوب من أجل السلام والعدالة بين السودانيين، توصلت المبادرة إلى أن اختزال الدعوة والرغبة في السلام في إطار سياسي فقط يعتبر بمثابة إعادة إنتاج دورة الظلم الشريرة.
مواجهة المظالم وإصلاح الدولة
تشدد المبادرة على أن مواجهة المظالم لا يمكن أن تتم إلا من خلال معالجة الظلم الكلي ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. تعارض المبادرة أي محاولة لعودة المظالم في أي ثوب، وتدعو إلى ترسيخ دولة العدالة والحرية والسلام، مؤكدةً على أن الهدف النهائي هو رد كل المظالم في إطار دولة عادلة تسودها المساواة والسلام.